موقع المسار يحاور الأستاذ / حسين همد الأمين العام للحركة الإسلامية لطلبة وشباب إرتريا.

الطلاب هم مستقبل الأمم يقع على عاتقهم البناء والنهوض بأوطانهم في مختلف المجالات العلمية والتربوية ، وللتعرف على هموم الطالب الإرتري وتفكيره نحو مستقبل وطنه وشعبه، والتحديات الماثلة أمامه ، والعوائق التي تقف في طريقه والتي تحول دون مواصلة تعليمه الأكاديمي ، يسعدنا أن نستضيف في هذا الحوار الأستاذ / حسين همد ــ الأمين العام للحركة الإسلامية لطلبة وشباب إرتريا ، فضيفنا من القيادات الطلابية الذين التحقو بالعمل الطلابي منذ وقتٍ مبكر تعرف من خلاله على هموم وشجون الطالب الإرتري في جميع مراحله التعليمية ، ويحمل ضيفنا شهادة البكلاريوس من كلية الشريعة والقانون ، وكان عضوا فعالا في الرابطة الإسلامية لطلبة وشباب إرتريا سابقاً ، وهو عضو مؤسس للحركة الإسلامية لطلبة وشباب إرتريا وأمينها العام الحالي . وإلى تفاصيل الحوار:

  •   المسار: الأستاذ الأمين العام للحركة الإسلامية لطلبة وشباب إرتريا في بداية الحوار نرحب بكم في المسار. 

أهلا وسهلا بموقع المسار والشكر للقائمين عليه لإتاحتهم لنا هذه الفرصة .

  •  المسار: قبل الدخول في أعماق الحوار نود تعريف القارئ عن النشأة والتكوين للحركة الإسلامية لطلبة وشباب إرتريا ؟

الحركة الإسلامية لطلبة وشباب إرتريا منظمة طلابية وشبابية تأسست في 4/ مايو /2006م من خلال مؤتمرها العام الأول الذي افتتح انعقاده في قاعة الشارقة بالخرطوم في تظاهرة طلابية غير مسبوقة .

  •   المسار: ما هي الدوافع والأسباب التي إستدعت تأسيس الحركة الإسلامية لطلبة وشباب إرتريا في 2006 بعد أن كنتم في الرابطة الإسلامية لطلبة وشباب إرتريا؟

أعضاء الحركة غالبيتهم من مؤسسي الرابطة الإسلامية لطلبة وشباب إرتريا فهي قديمة الوجود حديثة الميلاد وذلك لأن معظم أعضائها أصحاب تجارب وخبرات في ميادين العمل الطلابي .

أما أسباب ودوافع النشأة كان تأسيس الرابطة الإسلامية لطلبة وشباب إرتريا من أجل تقديم الخدمات الأكاديمة والاجتماعية للطالب الإرتري للرقي والنهوض بأمته ، ولخلق جيل رسالي يقوم بواجبه تجاه شعبه ، إلا أن تحقيق هذه الأهداف يحتاج إلى الإنسجام والعمل بروح الفريق الواحد بين أبناء المؤسسة الواحدة ولكن وللأسف الشديد لم نتمكن من السير على هذا الفهم بل ظهرت هنالك تباينات في الرؤى وبرزت مشكلات إدارية عملنا جاهدين في حلها بغية الوصول لأهدافنا، وبذلنا في ذلك كل ما نملك من حلول لعلمنا التام بأن قوتنا في تماسكنا ، وضعفنا في تفرقنا، ولما تعذر الأمر لم  يكن أمامنا إلا مواصلة مسيرتنا من خارج ذاك الكيان يقول المتنبئ :

إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا           ألا تفارقهم فالراحلون هم

ومن هنا جاء ميلاد الحركة لتسهم بدورها في خدمة الطالب الإرتري في مراحله التعليمية وتتلمس قضايا شعبنا الأبي ، والجدير بالذكر أن نسبة كبيرة من أعضاء الرابطة هم الذين أسسوا الحركة الإسلامية .

  •    المسار: ماهي إنجازات الحركة الإسلامية في المرحلة الماضية؟

الحركة الإسلامية ومنذ نشأتها عملت في بناء وتكملة هياكلها الإدارية كما قامت  بتنفيذ العديد من البرامج والمناشط رغم إمكانياتها المحدودة وفي مقدمة ذلك عقدت مؤتمرين لها ، إعمالاً للوائح وترسيخا للعمل النقابي ، كما شاركت الحركة في عدد من الملتقيات الشبابية والطلابية التي تقيمها المنظمات الداعمة للعمل الطلابي ، أيضاً أقامت عددا من المخيمات التربوية والأسابيع الدعوية لتأهيل وتدريب الطلاب وخلق جيل صالح لبناء دولة المؤسسات والقانون في إرتريا الحبيبة . كذلك شاركت الحركة  في ورشة الحوار الوطني في الخرطوم ، كما نفذت العديد من الرحلات الترفيهية والثقافية  في كل من الخرطوم والقضارف وكسلا .

أيضاً تميزت الحركة الإسلامية بعلاقات طيبة مع المنظمات الداعمة للعمل الطلابي هذا على سبيل المثال لا الحصر .

  •   المسارما هي الخدمات التي يتم تقديمها للطالب الإرتري من قِبل الحركة الإسلامية في مراحله التعليمية المختلفة؟

الهدف من إنشاء الحركة الإسلامية هو خدمة الطالب الإرتري في جميع مراحله التعليمية إدراكاً منها بأن الطلاب هم قلب الأمة النابض ورواد التغيير في كل مجتمع وأدوات البناء والتعمير، من هنا جاء الحرص قدر المستطاع على توفير المنح الدراسية وإيجاد دار لإيواء الطلاب الجامعيين، وذلك لحوجة الطلاب الماسة لمثل هذه الدور ونحن بحمد الله وتوفيقه ثم بتضافر جهود الخيرين معنا وفرنا داخلية للطلاب في الخرطوم يقطن فيها ما لا يقل عن 50 طالبا .

كما أن دورنا لم ينحصر على المنح وإيجاد السكن  بل نساهم مع الطلاب في الرسوم الدراسية وفقا لظروف كل منهم ، وحسب المتاح عندنا ، والوقوف أيضا مع الطالب في ظروفه الإجتماعية من مرض وغيره ، وتوفير المذكرات لطلاب مرحلتي الثانوية والأساس .

 المسار: ذكرت المنح الدراسية التي تقدم للطلاب ، فهل الحركة الإسلامية هي حكر على مجموعة معينة ، أم تستقبل جميع شرائح المجتمع الإرتري ؟

الحركة الإسلامية لطلبة وشباب إرتريا كيان طلابي لكل الإرتريين، تقدم الخدمات والمنح الدراسية لكل طالب إرتري وفي النهاية له الخيار في انضمامه إلى الحركة من غيرها لأن مقصدنا الأول والأخير هو خدمة الطالب الإرتري ليساهم في الرقي والتقدم بشعبه وأمته ، وهذا لا يتأتى إلا بالابتعاد عن الإنتماءات الحزبية الضيقة وتغليب المصلحة العامة للوطن والمواطن الإرتري . 

  • المسار: ما هي المعايير التي يخضع لها الطالب لإختياره في المنح الجامعية ؟

المعيار الأساسي هو استيفاء الطالب للشروط الأكاديمية التي تؤهله للإلتحاق بالجامعات في كلياتها المختلفة ولا يعتبر إنتماؤه لكيان الحركة الإسلامية شرطاً مؤهلاً لمساعدته على الحصول على المنحة الدراسية  .

  •   المسار: السيد الأمين العام هل هناك استشارات تقدم للطالب لإختيار الكلية حسب الدرجات المتحصل عليها والإمكانية والقدرة الذاتية ؟

نعم هناك مكتب أكاديمي دوره الوقوف على الشئون الأكاديمية والعلمية للطلاب بدءًا من مرحلة التقديم حيث يقدم نصائحه للطلاب المتقدمين للدراسة حسب  نتيجة كل طالب والتخصصات التي تناسبه ، ثم متابعة ومراقبة الطلاب في مستواهم الأكاديمي والنتائج التي أحرزوها ، ليقوم بعدها بالتحفيز على النجاح والوقوف على الإخفاق والعمل على معالجته من أجل إيجاد طلاب متميزين في تخصصاتهم على أن يكون كل طالب رقما في مجاله .

  •    المسار: ولكن إذا أخذنا في الإعتبار الإجابة التي تفضلت بها الا تتفق معي أن كثير من الطلاب يتخرجون من الجامعة أو الكلية بتخصص لا يتوافق ومتطلبات العمل الراهنة ؟

نعم أتفق معك في ذلك  ولكن مما زاد الأمر تعقيداً في معانات الخريج الإرتري عدم وجود الوطن الذي يعمل فيه بعد أن صادر أفورقي الحريات وجعل من إرتريا سجناً كبيراً ، وهنا يحضرني عنوان مقال ( خريجون بلا وطن ) صدر في صحيفة إرتريوس التي كا ن يصدرها الأخ عمر زرآي حفظه الله، هذه هي مشكلة الخريج الإرتري وقريباً إن شاء الله ستجد الحل .

  •   المسار: بصفتك الأمين العام للحركة الإسلامية لطلبة وشباب إرتريا ، هل نوعية التخصصات التي يدرسها الطالب مرضية لإنشاء مؤسسات الدولة المستقبلية ، وهل لدينا إحصائيات دقيقة بعدد الخريجيين وتخصصاتهم ؟

 في تقديري التخصصات ليست مرضية لذا لا بد من توجيهها التوجيه الصحيح حتى نستطيع بناء دولة متكاملة بجميع المجالات العلمية وبالتركيز على التخصصات النادرة ، والملاحظ أن معظم الطلاب الإرتريين يدرسون التخصصات الأدبية وذلك إما لأنهم مجبرون على هذه التخصصات بحكم المنح أو غيرها من الأسباب ، وهذا لا يعني التقليل من المجال الأدبي ولكن الدولة تحتاج للمجالين معاً حتى تتمكن من النهوض والارتقاء بالمجتمع .

هنالك عدد مقدر من الخريجين من مختلف التخصصات ولم تكن لدينا إحصاية دقيقية لأني لم أتحدث عن طلاب الحركة الإسلامية خاصة بل على الطلاب الإرتيين عامة .

المسار : نحن اليوم لا نعاني كثيراً في عدد الخريجيين ولكن مشكلتنا تكمن في النوع ، علماً بأنه ليس كل من تخرج من الجامعة يكون قادراً على أن يخوض معترك العمل  ، نحن لدينا مواد خام من الخريجيين فكيف نستطيع تحويل هذه المواد الخام إلى مادة نافعة ومنتجة بالتدريب والتأهيل ؟

نعم نحن نملك خريجين بمختلف التخصصات ولكن للأسف الشديد لم يتم الإستفادة منهم بالقدر المطلوب وذلك لعدة أسباب وفي مقدمتها ـ كما أسلفت ـ عدم وجود أرضية نستوعب فيها هذه الطاقات والإمكانات ، فشعبنا بأكمله يعاني من أزمة وجوده خارج أرض الوطن بسبب ممارسات النظام القمعية ، كذلك إنشغال كل فرد بترتيب شئونه الخاصة فنجد أن كاهل الخريج الإرتري مثقل بأعباء الحياة التي يواجهها من أجل تحقيق أبسط مقومات الحياة له ولأسرته .

ولكن هذا لايعني أن نتوقف عن الإستفادة من هذه الطاقات ، بل علينا أن نعمل على توظيف هذه الأمكانات تدريباً وتأهيلاً، وإيجاد فرص عمل تتناسب ومجالات الخريج الإرتري عن طريق المؤسسات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني ، وبذا نكون قد ساهمنا في الإستفادة من طاقاته وقدراته.

  المسار: أعذرني أن أكرر السؤال بصورة أخرى كثير من الطلاب يدخل الكلية من غير رغبته وإنما يكون مجبراً على المنحة المقدمة إليه ، بحيث إذا كان يرغب في مجال علمي والفرصة المتاحة أمامه في المجال الأدبي فليس له خيار أخر ، وبهذا يتخرج من الكلية التي لا رغبة له فيها ولا يستطيع أن يقدم شيء للمجتمع بل يصبح عالة على المجتمع ويندم على تعليمه في تضييع سنوات بدون فائدة كيف تردون على ذلك؟

لا شك أن السبب الأساسي لنجاح المرء في المجال الذي ينسجم ويتوافق مع رغبته ، ولكن كما تفضلت نجد أن الطالب يجبر على تخصص ما دون رغبته تمشياً مع المنحة التي تقدم له ، وهنا لابد على الطالب أن يروض نفسه على هذا المجال ويجد ويجتهد ، ولا أشك انه سينجح فيه ، وعلى الطلاب الإرتريين أن ينطلقوا من القناعات القائلة بأن النجاح إرادة والفشل غير وارد .

 المسار: عايشت مراحل مختلفة للطلاب الإرتريين فكيف تقيم الطالب الإرتري على المستوى العلمي والأكاديمي ؟

تقييم الطالب الإرتري من الناحية الأكاديمة نستطيع أن نقول بمستوى جيد جداً في السابق ولكن نلاحظ الآن مستوى الطالب الإرتري يتأرجح بين المتوسط والجيد ، وهذا التأرجح له أسباب عدة وهو أن الطالب الإرتري حدث له هبوط معنوي  وضعف في الرغبة والإستعداد لأن الدراسة لم تكن بالفعل هدف رئيسي في حد ذاتها ، فمن الطلاب من يدرس لمجرد الدراسة فقط دون أن تكون هي الهدف ، وضعف الرغبة يؤدي إلى ضعف الإرادة والكسل فتتواضع الأحلام ، ويكون جل همه التخرج فقط والإنغماس سريعاً في الحياة العملية ومتاعبها، لذا لا يكترث بالنتيجة أياً كانت ولا يهتم بمستواه الأكاديمي، وينشغل عن مستقبله بحاضره نتيجة للعوامل والظروف سالفة الذكر .

  • المسار: كيف ترى الحلول الناجعة لتوجيه الطالب إلى التخصصات الكفيلة بالبناء والنهوض بالمجتمع الإرتري؟

للنهوض بالمجتمع الإرتري في شتى المجالات لا بد من الآتي :ـ

الاهتمام بالتخصصات العلمية كالطب ومجالاته المختلفة والهندسة وفروعها المتعددة ، والحاسب الآلي وعالمه المتشعب وغيرها من العلوم التطبيقية.

الإهتمام بعلم الاجتماع وفروعه، لما له من دور عظيم  في بناء الأمة ونهضتها .

وبالتعمق في دراسة هذه المجالات ودراستها دراسة وافية من جميع جوانبها نستطيع النهوض والرقي بالأمة .

  المسار: هل هناك تنسيق بينكم وبين الروابط الطلابية الأخرى في المناشط الطلابية؟

لنا علاقات طيبة مع الكيانات الطلابية الإرترية ، ونتبادل معها الزيارات التفاكرية ، ولكن لم نصل إلى درجة التنسيق بالرغم من وجود محاولة إثر ملتقى الطلاب الإرتريين بالجامعات الذي نظمته الندوة العالمية للشباب الإسلامي والذي كان يتكون أعضاؤه من الحركة الإسلامية والإتحاد الإسلامي والرابطة الإسلامية فخرج الطلاب من ذك الملتقى بلجنة مهمتها التنسيق في المناشط الطلابية ، وبالفعل تحركت اللجنة المكونة من ستة أشخاص إثنين من كل كيان ولكن وللأسف الشديد لم يكتب لها الإستمرارية ، ويسرني أن انتهز الفرصة للتأكيد على أن الحركة الإسلامية مستعدة للعمل جنباً إلى جنب مع الكيانات الطلابية بغية الوصول إلى الهدف المنشود وتضافر الجهود لبناء دولة المؤسسات والقانون ، دولة تتحقق فيها المساواة والحرية والعدالة الإجتماعية .

  •   المسار: في ختام الحوار ماذا تقول للطالب الإرتري المتقدم للحصول على المنح الدراسية لهذا العام؟

على طلاب العلم المقبلين على المرحلة الجامعية استشعار المسئولية الملقاة على عاتقهم للرقي والنهوض بمجتمعهم ، ولا يتأتى هذا إلا بإختيار التخصص حسب رغبة الطالب ، ثم العزيمة والإصرار على التميز ، فكلما كان الإنسان مبرزاً في تخصصه يستطيع المساهمة في بناء وطنه من خلال نقابته التي ينتمي إليها ( اقتصادية ، سياسية ، قانونية ، طبية .....إلخ ) .

فنصيحتي للطلاب بعد التأكيد على إتقان تخصصاتهم الاهتمام بالقراءة والإطلاع في المجالات الأخرى حتى يكون الطالب أكثر معرفة ، وعندها فقط نستطيع القول أن الطلاب هم الشريحة الأساسية في بناء وطننا  الذي نحلم بها جميعا .

 
29/09/2011
Print this page.
http://www.al-massar.com