المنتدى الإرتري للتغيير ندوة تحت عنوان (قراءة فكرية)

 

 

تعميماً للفائدة نضع بين يد زوار موقع المسار الندوة التي أقامها المنتدى الإرتري للتغيير تحت عنوان (قراءة فكرية) مع الشيخ حسن سلمان رئيس المؤتمر الإسلامي الإرتري بتاريخ:10/11/2012.

المنتدي الإرتري للتغيير

ندوة: قراءة فكرية

أولاً : تعريف الفكر :

س1: (أزمة الفكر)

التعريف المعجمي للفكر هو (إعمال العقل في المعلوم للوصول إلى معرفة مجهول) الوسيط-مادة فكر.

 والفكر هو : (المحتوى المتراكم من عملية التفكير).

ويمكن تعريف التفكير بأنه:-

(إعمال الإنسان لإمكاناته العقلية في المحصول الثقافي المتوفر لديه بقية إيجاد بدائل أو حل مشكلات أو كشف العلاقات والنسب بين الأشياء) -  د- عبد الكريم بكار- والتفكير نوعان :---

(أ‌)  التفكير الواعي :-  وهو مجابهة الإنسان لموقف جديد لم يمارسه من قبل او مشكلة كبرى معقدة تحتاج لحل .

(ب‌)  التفكير غير الواعي :-- وهو ممارسة الانسان لأعمال اعتاد عليها دوماً .

ومن خلال التعريف السابق  للفكر نلاحظ أن الفكر ليس شيئاً مطابقاً للأحكام والمبادئ وليس مطابقاً للثقافة أو العقل أو العلم وإنما هو استخدام نشط لكل ذلك بغية الوصول إلى المزيد من الصور الذهنية عما يحيط بنا من أشياء وأحداث ومعطيات حاضرة وماضية وتوسيع مجال الرؤية لآفاق المستقبل) بكار—مقدمات للنهوض بالعمل الدعوي ص13.

ثانياً: أهمية الفكر:--

تنبع أهمية الفكر في أنه اساس العمل كما يقول ابن القيم (مبدأ كل علم نظري أو عمل اختياري هو الخواطر والأفكار) والإنسان كائن مفكر ولذا أصدق الأسماء همام –والهم يولد العمل قكل إنسان يقدم على عمل إنما سبق العمل فكرة سواء كانت صائبة أو خاطئة واعية او غير واعية يقول (ديكارت) في بداية عصر النهضة (أنا أفكر أنا موجود) .

وبالتالي لا أميل إلى القول بانعدام الفكر بل إلى صوابية الأفكار وجدواها في الواقع المعين وتجديدها عند نجاحها أو إخفاقها هذه هي سمة الفكر، مع ملاحظة أن العادات والتقاليد والمذاهب تحل في أحيان كثيرة محل التفكير في إطار ما أسميته بالتفكير غير الواعي .

وفي المقدمة علينا أن نؤكد أن كل نهضة لشعب أو أمة فقانونها الاول هو قانون الفكرة القائل بضرورة وجود ( فكرة مركزية وفكرة محفزة ).

1_ الفكرة المركزية عبارة عن مجموعة المبادئ العامة التي تعتمدها أي دعوة أو حركة أو تجمع أو المبدأ الذي تعتنقه الدولة وينظم سائر حياتها .

2- الفكرة المحفزة عبارة عن الفكرة التي تخاطب البواعث النفسية الدفينة كالعزة الدينية والقومية التي تخاطب المجد والسؤدد والكرامة وهي غالباً تعالج مشكلة محسوسة بشكل مباشر للمخاطبين بالفعل فمثلاً (تحرير أو حرية ----- احتلال أو استبداد، وحدة----- تمزق،   تقدم وتطور------ تخلف ) انظر دراسات النهضة –د –جاسم السلطان

مراحل النضال والاطروحات الفكرية:-

1.    الحرية والاستقلال محور فكرة الرابطة تحت واجهة إسلامية المسمى ثم كتلة استقلالية لتكون واجهة وطنية .

2.    نفس الفكرة محور الإنطلاق للكفاح المسلح تحت واجهة وطنية وهي جبهة التحرير الإرترية.

3.    بروز الأفكار اليسارية أو اليمينية في إطار تنظيم وتحريك القوى الشعبية ومحاولة الإجابة عن تساؤلات الراهن والمستفبل وتجاوز المشكلات المصاحبة للثورة ووضع الرؤى والبرامج انطلاقاً من تلك المرجعيات ومحاولة إدارة التنوع من خلال الهروب من الكل الوطني إلى الوافد الأجنبي.

4.    كانت الأفكار المطروحة إما أنها أفكار غير جامعة في سياق الفكرة المطروحة وهى الاستقلال، وإما أنها وافدة وغير ملائمة للواقع الإرتري وغير مدروسة بل منقولة نقلاً وهذا سبب فجوة بين الشعب والنخب. وهذا  نتج عنه ما يمكن أن نسميه أزمة الفكر أو فكر الأزمة.

وكانت النتيجة هي فرضها بالقوة والإكراه وهذا يؤدي إلى زوالها عاجلاً أو آجلاً, واتسمت هذه الفترة بالإختلاف بين الفكر الشيوعي بشقيه والفكر القومي والفكر الإسلامي غيره.

والأفكار عموماً في مرحلة الثورة كانت محاولة للبحث عن الفكرة المركزية التي تجيب عن كافة التساؤلات, والحاصل في إرتريا أن البداية كانت بأفكار محفزة  ثم البحث عن الأفكار المركزية باستثناء الرابطة الإسلامية والتي لم تستطع بلورة الرؤية الاسلامية كمرجعية وفكرة مركزية تعالج كافة القضايا المطروحة في مجتمع متعدد .

وبعد الإستقلال وإعلان الدولة الإرترية ظلت فكرة الحرية السياسية هي جوهر الحراك السياسي وما يتبع ذلك من أفكار محفزة كالعزة والكرامة والمساواة والمشاركة وغير ذلك مع الإختلاف الكبير في الافكار المركزية بين الإسلامية والعلمانية وغيرها.

وتبقى الازمة الفكرية القائمة في هذه الأفكار إكتفاء أصحابها بالتعميم في القضايا والمشكلات والحلول المطروحة لها ( مثل شعار العلمانية هي الحل أو الإسلام هو الحل ) دون تقديم تصورات واضحة لمجمل القضايا الوطنية والمشكلات الماثلة مما يجعل الكثيرين يتوجسون خيفة من البديل القادم ، حتى الأفكار المحفزة لم تستطع ملامسة المطالب الحقيقية التي تحرك الوجدان الجمعي لشعبنا مما جعل فكرة النظام القائمة على التهديد بالإحتلال والطمع الإثيوبي في الوطن الإرتري أكثر قبولاً لدى بعض القطاعات وأقرب ملامسة للوجدان مع أنها فكرة أريد بها تكريس الهيمنة وتعطيل الحريات والإنفراد بصناعة المستقبل تحت ذريعة (لا صوت يعلو فوق صوت البندقية ).

س2: ابعاد الخلاف الفكري والسياسي والديني  وانعكاسه على الواقع السياسي الإرتري:

لا شك أن كافة الأزمات التي مرت على شعبنا في مرحلة الثورة وما بعد نشوء الدولة هي انعكاس للخلافات  الفكرية والدينية والسياسية والاجتماعية التي لم تستطع التعاطي مع الواقع الإرتري بشكل صحيح بل تعامل كل طرف بأنه بمقدروه حسم الآخر وإبعاده وفرض الرؤية السياسية التي يريد وبالقوة فقط وهنا غابت قوة المنطق  وظهر منطق القوة وكانت الحروب ولا تزال .

وخطورة ذلك الوصول إلى قناعة باستحالة العيش المشترك والبحث عن الخلاص الفئوى بعيداً عن الخلاص الشعبي والمجتمعي.

س3: ماهي الهوية الثقافية للشعب الإرتري وماهي الثوابت التي يجب أن نحافظ عليها ونعتبرها خطاً أحمراً ؟.

ماهية الهوية :----

(هي مجموعة العقائد والمبادئ والخصائص والترميزات التي تجعل أمة ما تشعر بمغايرتها للأمم الأخرى ) وهنا نختلف مع (داريوس شايغان ) في قوله إن الهوية (صورة مغلوطة للذات) توافقاً مع أغلب الباحثين الذين أكدوا أنه لا وجود لشعب دون هوية مع إختلافهم في الشكل الذي يحدد الهوية فالهوية الثقافية لأي شعب هي القدر الثابت والجوهري والمشترك من السمات والقسمات العامة التي تميز حضارته عن غيرها من الحضارت ومن  ذلك يستمد الفرد احساسه بالهوية والانتماء ويحس بأنه ليس مجرد فرد نكرة وإنما يشترك مع عدد كبير من أفراد الجماعة في عدد من المعطيات والمكونات والأهداف وفي حالة انعدام شعور الفرد بهويته نتيجة عوامل داخلية وخارجية يتولد لديه ما يمكن تسميته بأزمة الهوية التي تفرز بدورها أزمة وعي تؤدي الي ضياع الهوية نهائياً وينتهي بذلك وجوده .

ثوابت الهوية ومكوناتها:---

1.      الدين واللغة .

2.      المجال الجغرافي والوطن التاريخي المشترك.

3.      الذاكرة التاريخية المشتركة .

4.      الثقافة الشعبية المشتركة.

5.      منظومة الحقوق والواجبات المشتركة.

6.      الإقتصاد المشترك والمرتبط بمناطق معينة .

عوامل ضمور الهوية :--

·       مشاعر اليأس والاحباط.

·       انعدام الصدق في الحياة السياسية والاجتماعية .

·       الاعتداء والبغي على الغير.

·       الجهل بالروابط الروحية والثقافية.

·       الاستبداد.

·       سيادة المصالح والمنافع الشخصية .

(خلاصة دراسات عن الهوية )

الهوية الإرترية :---

من خلال ما تقدم يمكننا القول إن الهوية الإرترية مشروع تحت التأسيس لم يكتمل بناؤه بعد والغالب فيه الثنائية الدينية والثقافية ( الإسلام والنصرانية) ( والعروبة والتجرنية) ويظل الوطن الارتري الاطار الجامع والنضال والتحديات والمصيرك المشترك وطنياً من روافد الهوية والعامل الجغرافي وهو وجود ارتريا ضمن القارة الافريقية عاملاً مهماً في تشكيل الصورة النهائية للهوية الإرترية .

وخلاصة القول إن بناء الهوية يحتاج لجهود تراكمية لمجموع العوامل المكونة للهوية فهي ليست حالة ثابتة او جامدة او يمكن اكتمالها بل هي دوماً في تجدد مستمر وبحاجة الي تجديد متواصل .

أزمة الهوية في ارتريا :--

أزمة الهوية الثقافية وضعف الإنتماء وظهور مصطلحات نحن وهم, مرتفعات منخفضات, مسلمين ومسيحيين ، تقرنيا وعرب، كلها تعبر عن وجود أزمة في الهوية الارترية و هو جزء من الأزمة السياسية وأزمة الحكم وتفشي المظالم, حيث تتهاوى كافة المقدسات والثوابت عند وقوع المظالم, فعلينا أن لا نستغرب ظهور هذه الأمراض في بيئة مريضة أصلاً فإذا أردنا مجتمعاً صحيحاً ومعافى فعلينا إيجاد نظام سياسي سليم ومعافى ولا يولد الأزمات وخاصة في ظل الدولة العصرية المهيمنة على القوة الأمنية والمال والتعليم ووضع النظم والقوانين ومجتمع ضعيف ليس له من الأمر شيء يصارع  من أجل البقاء والوجود.         

س4: ماهي الدواعي التي أدت إلى اختلاف الاطر السياسية رغم عدم الاختلاف من الناحية النظرية؟

ليس صحيحاً أنه لا اختلاف من الناحية النظرية، بل هنالك اختلافات فكرية وسياسية في كل مجتمع, وهناك تيارات متباينة ونظريات مختلفة في مواجهة الواقع القائم, وهنالك التيارات الدينية والتيارات العلمانية الوطنية والاتجاهات القومية, ولكن يمكن القول أن تعداد هذه الاتجاهات يعد كثيراً ويمكن لعدد من هذه الاتجاهات المتماهية أو المتقاربة في برامجها توحيد صفوفها والعمل من خلال مظلة واحدة بشرط أن تطور من خطابها السياسي ونظمها ولوائحها ومؤسساستها وقوالبها الإدارية بما يحقق المشاركة والفاعلية وأن تجدد في فكرها وثقافتها لتعتمد ثقافة الاعتراف بالآخر والابتعاد كلياً عن ثقافة الإلغاء والإقصاء والتهميش التي تسود أروقة كثير من القوى السياسية وستبقى في كل الأحوال حالة التعدد الفكري والسياسي قائمة في محيط المعارضة.

س5: ماهي المشكلات التي تواجه الأطر السياسية في التطبيق؟ كيف يتم إقناع وتجنيد الفرد للحزب وماهي الاسس التي يتم بها بناء التنظيم في المعارضة الإرترية؟

تواجه الأطر السياسية كثير من المشكلات عند تطبيق برامجها يمكن إجمالها فيما يلي:-

1.    المسافة الفاصلة بين النظرية والتطبيق، فكثير من النظريات والأفكار المطروحة بينها وبين الواقع مسافة كبيرة وتواجه كثيراً مشكلة المطلوب (نظرياً) والمقدور (عملياً) في الواقع المعاش .

2.    الموافقة بين الفكر والممارسة، حيث تفشل كثير من الإتجاهات في وحدة الفكروالممارسة وينشأ عن ذلك ما يسمى بظاهرة الوجه والقناع وهو أن تختلف الممارسات العملية عن الأطروحات الفكرية فتظهر الجماعة بغير الوجه الذي عرفت به مما يجعل الشعارات والأفكار أقنعة لوجوه تظهر حقيقتها عند الممارسة.

3.    العجز عن استحداث ومواكبة الاساليب الإدارية والتنظيمية لإدارة التنوع.

4.    مشكلة التمويل.

5.    مشكلة التحالفات والارتباطات الخارجية(الأصدقاء) ومطالبهم.

أما عن طريقة التجنيد والإقناع فلكل حزب خطابه السياسي المرتكز على أفكاره المطروحة وعلى ذلك يتأسس البناء الفكري والتنظيمي والسياسي للأفراد ومن خلال وسائل مختلفة وقوالب متعددة.

س6 : هل المعارضة فشلت في إدارة التنوع ؟ وماهي الاسباب التي أدت إلى عدم الثقة وضعف المعارضة؟

الفشل في إدارة التنوع يقع على الجميع حكومة ومعارضة فالحكومة وبما لديها من إمكانات وسلطات ومسؤوليات دولة فشلت في إدارة التنوع. وبالتالي كادت إرتريا أن تكون دولة فاشلة يهرب شبابها إلى خاج الوطن وسجونها مليئة بالأحرار وشعبها يعاني الاستبداد.

كما أن المعارضة فشلت في تحريك الشارع الإرتري وتحفيزه للمقاومة مع المحاولات الكثيرة التي بذلت منها لإدارة تنوعها, ووجود مظلات جامعة لها لكنها فاقدة للفاعلية ولعل السبب في ذلك أزمة الثقة المتولد من الممارسات التاريخية, وسيادة عقلية الانفراد والاستحواذ, وغياب الروح الجماعية, وضعف الآليات الموجودة, إلى جانب مشكلة الصديق الذي تعامل بثلاثية:-

1-   الاحتواء  2- الابتزاز السياسي  3- الاختراق.

س7: ماهي اسباب ظهور التيار القومي إلى السطح مما يصعب تجاوزه في الواقع السياسي؟

يمكن إجمال أسباب ظهور التنظيمات القومية في الآتي :--

1.  فشل التظيمات الوطنية والإسلامية الجامعة وغياب الأفكار الرائدة.

2.  التباين الكبير بين ما أسميناه بظاهرة الوجه والقناع عند الممارسة لدى كثير من التنظيمات التي تحمل واجهات فكرية (اسلامية- وطنية- علمانية-) (طائفية – قبلية – مناطقية).

3. القومية كفكرة محفزة تحرك الشعوب المقهورة والمجموعات المضطهدة.

4. التشجيع من الدولة المضيفة والتمويل الوافرلها.

5. نوع السلطة الحاكمة وطبيعتها يساعد على فكرة الاصطفاف القومي, فالصورة في الدولة الإرترية هي هيمنة مجموعة واحدة من المكونات الإرترية على مفاصل الدولة ومؤسساتها وإحدى ردات الفعل لذلك هي المواجهة والاصطفاف القومي.

س8: ماهي الأسباب في استمرار قيادات المعارضة في العمل بينما نتهم أسياس أفورقي بانفراده بالسلطة أليس هذا ازدواجية؟ وما دور التنظيمات السياسية في بناء عقول ومقدرات الكادر السياسي داخل هذه الأطر؟

علينا أن نقدر بشكل عام أن الثقافة السياسية القائمة على مفهوم أن السلطة للشعب وأن توليها يكون بالاختيار والرضا والقبول وأنه ينبغي أن يكون فيها التدوال وفقاً للقدرة والكفاءة والعطاء والبذل وليس هنالك مجال لإدعاء الأحقية بقيادة الناس بناءً على العصبية أو التوريث أو النقاء العرقي والطهر الديني أو الأقدمية، وهذا النوع من الثقافة لم يتجذر بعد في مجتمعات وشعوب العالم الثالث ومنها الشعب الإرتري ولذلك الحالة متشابهة بين النظام والمعارضة في التشبث والبقاء من الشخص القائد أو الإبقاء من المجموعة المقودة، ويعود ذلك إلى مجموعة العوامل الثقافية والاجتماعية والسياسية والإدارية القائمة ولذلك إذا أردنا نظاماً يقوم على التدوال في مرحلة الدولة لابد أن يتاسس ذلك في بنيات المجتمع التحتية، والجدير بالذكر أن هنالك بعض القوى السياسية بدأت تحدد فترة الولاية أو الرئاسة لقيادتها لفترتين مثلاً وهو تطور يستحق الإشادة إذا ماتم الالتزام به من الناحية العملية .

ولاشك أن دور التنظيمات السياسية كبير في توعية كوادرها وبناء قدراتهم الفكرية والسياسية والإدارية لأنها المحاضن التربوية من الناحية السياسية وتمتلك الرؤية والبرنامج الذي يصلح ليكون أساساً للتنوير المعرفي ولكن نلاحظ أن هنالك تراجع كبير في هذا الدور بسبب الحالة التي تعيشها المعارضة وقلة إمكاناتها ومواردها.

س9: ماهي الاسباب والعوامل التي تساعد المعارضة الإرترية في البقاء ومقارعة النظام؟

 

ترتكز المعارضة في شرعية وجودها وبقاء فاعليتها في الاساس على عدالة قضيتها وشرعية مطالبها ومدى قناعة الشعب الإرتري بهذه المطالب ووضوحها لديهم من خلال الخطاب السياسي المطروح وأن هذه المطالب تستحق التضحية وتأتي بقية العوامل كعوامل مكملة مثل التنظيم الإداري والتمويل المالي والأصدقاء ووحدة الصفوف والتجديد في الوسائل والأساليب.
س10: كيف التخلص من مرارات الهيمنة والاستعلاء التي وصلت ذروتها في ظل حكم الهقدف؟

 

ستبقى المرارات في تزايد مستمر وربما تحولت إلى كوراث في مرحلة من المراحل ما دام النظام باقياً في السلطة بهذه العقلية التي يقود بها البلاد وأن هذه المرارات زوالها مرهون ببسط الحريات وتحقيق المواطنة المتساوية وتحقيق العدالة والتنمية لجميع المواطنين وإعادة بناء الدولة الإرترية ومؤسساتها بمشاركة الجميع والتوافق على منظومة ثقافية جديدة تقوم على الاعتراف المتبادل والتسامح واحترام الرأي والرأي الآخر بعيداً عن عقلية الاستعلاء أياً كان نوعه وتجنب سياسة قولبة المجتمع في قالب واحد بالعنف والإكراه واستخدام أدوات الدولة في ذلك.

 

س11: فى تقديركم هل يعتبر الحراك الشبابى خصما للاطر السياسيه وهل ذلك يرجع للدور الباهت للتنظيمات ؟؟ 
كل حراك سياسي ناجح في هذه المرحلة لا يعد خصماً على أحد بل هو في صالح المجموع لأن الجميع يسعى في هذه المرحلة إلى تحقيق المطالب المشروعة لشعبنا مع التأكيد على أن التأثير الحقيقي على النظام لاي كيان أو تحرك إنما هو في الداخل الإرتري لأنه حلبة الصراع وأن الأدوار الخارجية أدوار مكملة ومساعدة وهذا ما لم يحصل عليه أي طرف حتى الآن، سواء تنظيمات سياسية أو حراك شبابي وخلاصة القول أن المطلوب تضافر الجهود الحزبية والشبابية لتحقيق الهدف المنشود مع التأكيد على أهمية الحراك الشبابي وفاعليته وضرورة استلهامه لروح الثورات العربية الناجحة وابتداعه لأساليب تراعي الخصوصية الارترية .

 

س 12: ماهي أبرز الأخطاء التي ارتكبتها الحركة الإسلامية خلال مسيرتها وربما ساهمت في إطالة عمر النظام ؟

1) الإستمرار في المواجهة المسلحة مع النظام بعد التحرير وهو في قمة الإنتصار بناء على استراتيجية ما قبل التحرير وكان الأوفق دراسة الحالة من الناحية الاستراتيجية بعد التحرير وماهي الخطة المطلوبة للمواجهة بناء على المعطيات المستجدة وخاصة أن حرب العصابات إذا كانت ناجحة مع الإحتلال هل ستكون ناجحة مع نظام خبر الأرض والشعب وينظر اليه قطاع واسع بأنه حقق الإستقلال واكتسب شرعية دولية واقليمية .

2) الإضطراب الكبير في الموقف من الاستفتاء وعدم الحسم الذي اربك كثير من قواعد التنظيم ولم تكن المشاركة معلنة ورسمية مما اظهر التنظيم بأنه أقرب الي المقاطعة منها للمشاركة ولاشك هذا خطأ تاريخي يحسب على الحركة الإسلامية حتى ولو سلمنا جدلاً بمشاركة قطاع واسع في عملية الاستفتاء من قواعد الحركة الاسلامية بجانب البيان الذي اصدره المكتب السياسي في حينه بوقف عمليات المجاهدين خلال فترة الاستفتاء في محاولة للتعبير عن ضرورة تأييد حق الشعب الارتري في تقرير مصيره وتحقيق الاستقلال وتدارك ما يمكن تداركه مما فات.

3) الموقف السلبي من عودة اللاجئيين للوطن والتعبئة الكبيرة في هذا الاتجاه ضيع فرصاً في التواجد الداخلي وحرم المعارضة عموماً من الفاعلية والتأثير السياسي والثقافي وجعل بعد فترة اللاجئيين بين خيار التذويب والادماج وبين الهجرة الخارجية وهذا بلا شك اوجد اختلالات في التركيبة السكانية داخل ارتريا ومكن النظام في تنفيذ مخططاته بسهولة دون مقاومة تذكر.

 

4) من اكبر أخطاء الحركة الاسلامية الإنقسامات الداخلية والتي تسببت في ضعفها وانفضاض الناس عنها وفقد الثقة البينية وصعوبة العودة بعد ذلك نتيجة للممارسات التي صاحبت الانقسامات وباعدت الشقة بين الأخوة واظهرت العجز في ادارة التنوع الفكري والاجتماعي وكرست لكثير من السلوكيات السالبة في المجتمع المسلم خاصة .
5—عدم الاستفادة من الدعم السوداني الكبير الذي تلقته المعارضة عموماً والحركة الاسلامية خصوصاً خلال العشرية الفائتة ---1997م—2008م--- وعدم التعامل الجاد في هذه الفترة في تحقيق الوحدة الداخلية والتي كانت من اهم المشاريع التي ضاعت وضاعت معها كثير من الأحلام فقد قدم السودان دعماً كبيراً في كافة المجالات ولكنه ادرك اخيراً أن المعارضة لم تستطع ان تتقدم بشكل يجعله يراهن عليها وبالفعل اتجه السودان للمصالحة مع النظام بعد أن مل المعارضة وكانت الخاتمة تلك الجلسة الشهيرة التي جمعت رئيس جهاز المخابرات والأمن الوطني السابق ( صلاح قوش ) مع قادة التنظيمات الثلاثة ( الجبهة – الاصلاح--- الحزب الاسلامي ) للتباحث حول تحديد مناطق الخلل والقصور في أداء المعارضة ويبدو أنه خرج بانطباع سلبي عن المعارضة ولا أعلم أنه جلس بعد ذلك مع المعارضة .
أمسية على البالتوك بتاريخ 10 /11/2012 الحادى عشر مساءاً بتوقيت مكة المكرمة .

 

 

 
12-12-2012
Print this page.
http://www.al-massar.com