لِلمرّة الثانية أين أخونا مُحمد نور أبرار ؟
المُختطف محمد نور
كانت قد نشرت هذه الرسالة في مثل هذا اليوم قبل السنة في المواقع الإلكترونية والآن سنعيدوا نشرها بإذن الله مع بعض التعديلات والإضافات لكي تعيننا في الدعاء لعل الله أن يفرج عنهم وأن ينتقم مِن مَن ظلمهم وهو على كلّ شيء قدير.
المقدّمة .. أن يتعرض الإنسان للقهر والقتل والسجن وكل صنوف التعذيب من عدوّه المحتل لبلاده أمراً متوقعاً وغير مستغرب، لكن أن يقع عليه ذلك من بني جنسه، ومن حكومته التي تدعي أنها تعمل من أجل سعادة المواطن، فهذا عين الظلم الذي لايحتمل، فظلم ذوي القربى أشد وأعظم مرارة من أي شيء، وحين يكون الظلم مضاعفاً ومجرداً من كل القيم الأخلاقية والإنسانية تكون المأساة أكبر.
القصة.. تعود عندما اجتمع أفراد الأسرة في البيت حول مائدة الغداء في مثل هذا اليوم الإثنين 5/12/1994م، حيث كانت الجلسة الأخيرة التي جمعتنا به ، مع أنه لم يشاركنا الغداء في ذلك اليوم .. لأنه كان صائماً كعادته كل إثنين وخميس .. وغادرنا لأداء صلاة العصر بمسجد " الخلفاء الراشدين " ولم يعد !! وفي الرابعة والنصف عصراً خرج من المسجد مع صديقٍ له ، وعند خروجهما يعترض طريقهما شخصان مجهولان ويأمران أخانا لوحده بالصعود إلى السيارة " لاندكروزر" . وكانت رحلة دافعة لإثارة هذا التساؤل التالي ... أين أخونا محمد نور وأصحابه الذين تعرضوا لإختطافات مماثلة في أسمرا وكرن وغيرهما من المدن الإرترية، ولايعرف مصيرهم حتى اليوم!؟
هكذا تمت الجريمة دون مقدمات أوخاتمة ...
دعونا نقول شيئاً بإختصار بمناسبة اختفائه لمدة ستة عشر عاماً لأن إختفاءه كان في مثل هذا اليوم.
وُلدَ أخونا مُحمد نور أبرار في عام 1965م في العاصمة أسمرا ، اختفى مِنْ وجه الأرضِ في يوم الإثنين في 5 ديسمبر/ كانون الأول 1994م ، تزوّج وعمره يناهز 29 عاماً، وبعد مرور ثمانية أشهر من زواجه أُخْتُطِف وزوجته حبلى في شهرها السادس، وَكانت الحَادِثَة فِي احْدَى الشوارع الشهيرة في العاصِمَة أسمَرَا ، فوالله لاندري الآن أين أخونا محمد نور أهو حيٌ أم ميّتٌ ؟! لعلنا لاندري إلى الأبد ؟ ومثله الأساتذة الذين اختطفوا في نفس اليوم.
ماهي جريمته ؟! أأرتكب جرماً كبيراً كالخيانة الوطنية ؟ أم قتل نفساً أو تسبب في ذلك ؟
لأخينا محمد نور والدة ينفطر كبدها عليه ليل نهار، وينزف قلبها دماً، وعينيها كادت تبيض من شدة حزنها عليه منذ اختفائه، فما ذنبها؟ وله غلامٌ لا يعرف أباه .. لأنه لم تُتح له أن يراه حتى اليوم ؟!
" وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ" " (سورة إبراهيم، الآية 42) أي أنه مهما طال الأمد فإنَّ الحساب والعقاب آتيان لا محالة.
إن ليل الظالمين طويل، ولكن سيأتي يومٌ يواجه فيه هذا المستبد ماواجه أسلافه من قبل؟
هذه أحد القصص المأساوية للعَوائل الإرترية .............. وهؤلاء الذين اختفوا من وجه الأرض في مثل هذا اليوم لستة عشرة عاماً بالتمام والكمال ولهم الأسر والأطفال ينتظرونهم:
1. محمد حقوص إبراهيم
2. محمد سعيد عبد الرحيم
3. سعيد عبد القادر
4. حسن محمد شوم
5. جمال محمد نور
6. صلاح الدين عمر عبد القادر
7. ناصر عبد الله
8. عبده إدريس علي
9. محمد نور أبرار
10. أحمد الدين عمر
11. عبد الرحيم عبد القادر
12. أبوبكر محمد إدريس
13. عبدالرحمن محم ضيف الله
14. محمد ياسين
15. عبدالرزاق محمد حقوص
16. علي إبراهيم إدريساي
17. مصطفى عبدالهادي
18. علي محمد موسى
19. فؤاد محمد عمر
20. علي محمد موسى
ألا رَحم الله الجميع في الدنيا والآخرة.
ألا رحم الله الجميع الذين كانوا ضحية هذا النظام القمعي وجعلهم الله من الشهداء.
م. أبو سلمان
5 - ديسمبر - 2010 م
 
04-12-2010
Print this page.
http://www.al-massar.com