ثورات الشباب عوامل التغيير ومفاهيم التجديد :بقلم / أبوصهيب صالح عثمان
يقول أحد المفكرين عن مفهوم التغيير( عندما أرى أن ما أريده غير موجود وما أجده لا أريده فان أمامي طريقان لتحقيق الانسجام مع الواقع فإما أن أتحرك من موقع تغيير نفسي ومحتواي الداخلي لكي أحقق ما أطمح إليه ولا أراه في العالم الخارجي وإما أن أتحرك من موقع إزاحة ما أجده في العالم الخارجي مما لا أرغب فيه).
ويبدو أن ثورات الشباب التغييرية عمدت إلي تغيير وإزاحة ماهو جاثم علي صدر شعوبها تلك الأنظمة التي هي سبب الانهيار والانحدار الداخلي علي جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية ولا ياتي التغيير الداخلي والنهوض بهذه الدول في ظل أنظمة فاسدة استمرئت الفساد واحتوت المفسدين وفي ظل حكام مستبدين احتقروا الشعوب وتجاهلوا أن الله ينتقم من الظالمين وإن أمهلهم، وينصر المستضعفين بعد يأسهم، تعامو عن سنن الله الكونية وتغير الكون من حولهم. إذ دوام الحال من المحال. أسكرتهم السلطة وركنوا إلي سيادة أسيادهم ونسو سيادة العلي القدير وحمايته للمستضعفين.. قتلو وشردوا ونهبوا وأغرقو في الملذات ..غير مبالين بالبطالة والفقر والجوع.. ظنوا أن القبضة الامنية والترويع صمام الخلود لأنظمتهم الفاسدة فأكثروا من تشكيلات الأجهزة الأمنية المتخصصة في قمع الشعوب وإذلالها .. ونسوا أن صمت الشعوب ليس جبناً وخوراً ولكنه صمود صامت ينفجر براكين وزلازل عندما تحين ساعة الصفر وينفد الصبر، كانوا في أمن من مكر الله ونوائب الدهر حتي باغتتهم ثورات الشباب التغييرية التي انطلقت شرارتها من أرض تونس الخضراء أرض ابي القاسم الشابي: إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر .. ثورة الياسمين التي فجرها رحيل الشاب محمد بو عزيزي منهياً حياته أمام الملأ واهباً الحرية للشعب التونسي وبغض النظر عن شرعيتها فقد كانت حادثة مدوية أشعلت ثورة عارمة أجبرت الدكتاتور( زين العابدين بن على) علي الفرار لايلوي علي شئ وقد تخلي عن زمرته الفاسدة وأقربائه المقربين وتخلي عنه حلفاؤه وأسياده واحتضنته أرض الحرم والمآذن نعم تلك المآذن التي كره رؤيتها وأبغض سماع آذانها.
(للتفاصيل مراجعة قسم المقالات)
 
12-03-2011
Print this page.
http://www.al-massar.com