صحيفة الصحافة : شبكات منظمة تترصد اللاجئين في ولايات الشرق
نمريات : إخلاص نمر
إعتراف
أكد مدير حماية اللاجئين بإدارة مشاريع اسكان اللاجئين، السر خالد، ان معسكرات اللاجئين في ولايات الشرق الثلاث استقبلت «501» ألف لاجي في الفترة من 2008 حتى الآن، بينما بلغت نسبة اللاجئين القدامى بمعسكر الشجراب «82 ألف لاجيء» ليرتفع العدد الكلي الى 331 ألف لاجي، مشيراً الى ان «118» ألفاً منهم تحت الفئات العمرية من «18- 35 سنة» هاجروا الى دول اوربية عبر تجارة البشر التي وصفها بأنها من اكبر المهددات والظواهر المطلة على معسكرات اللاجئين اذ وصفها بأنها تتم عبر شبكات منظمة تترصد اللاجئين في ولايات الشرق.
٭ جاء حديث الاستاذ السر خالد يحمل شرحاً ضافياً لمهدد جديد على ارض الشرق التي اتخذها تجار البشر بوابة ونافذة لصيد اللاجئين الذين اصبحت حياتهم في كف عفريت بملاحقة هؤلاء التجار لهم داخل الاراضي السودانية رغم انهم تحت حماية ادارة اللاجئين التي اعترف مديرها بأن العمل يتم بشكل دقيق ومنظم ما يعني ان الاتجار بهؤلاء «المساكين» ما هو الا مشروعا تغوص في تفاصيله أصابع «العصابات» المتخصصة والمتمرسة والقادرة على الاصطياد بلا فرز، ما يدخل امن المواطن السوداني أيضاً ضمن المنظومة المستهدفة وفق الملامح الافريقية المشتركة. ويجعل من السودان كذلك «فوهة» على عالم الاتجار بالبشر وربما يجد اسمه «مدوناً» على صفحات «سوداء» لذلك يصبح للحماية هنا في السودان اكثر من وجه «واجب».
٭ اعتراف السر بهجرة فئات عمرية عبر تجارة البشر من خلال بوابة سودانية شرقية يفتح باب التساؤل عن غياب السلامة وتأمين حياة اللاجئ الذي تعترضه كل الصعوبات بلا استثناء من نقطة بداية رحلته عند مغادرته قلب وطنه وحتى وصوله للمعسكر المعروف الذي تضيع فيه الخطى طالما انها تتربصها أياد خارجية حتى تختفي تماما لتظهر ثانية في دولة اوربية عبر تجارة محرمة شرعاً وقانوناً وعُرفاً.
٭ اللاجئ في معسكر الشجراب يستجير من رمضاء المعاناة والعذاب والفقر والجهل في بلده برمضاء معسكرات الشرق التي تتربصها نوائب المكان وزمان التجارة التي «دوّخت» العالم بأجمعه بعد تناميها الواسع والمرهق لميزانيات الدول حتى المتقدمة منها، اذ ظلت محاربتها ضرباً من المستحيل رغم «الخناق» على منسوبيها.
٭ ما كشفه الأستاذ السر من أرقام يحمل تصاعداً مخيفاً كما يحمل كماً لا يستهان به من المعلومات التي تلامس «خطر» الوجود داخل المعسكر، وتمس مقبل الايام بذات «التحديق» طالما ان التدفق البشري موجود باتجاه المعسكرات المعنية.
٭ همسة:
لأجلها طوى البحر بساطاً...
وزرع النجوم على كف القمر...
تسلق كتف الشمس...
حتى نالها.. رغم المستحيل...
 
15-11-2012
Print this page.
http://www.al-massar.com