بيان هام حول أحداث اليمن الشقيق

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان هام حول أحداث اليمن الشقيق

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد.

لا يخفى على أحد ما آل إليه الوضع في اليمن الشقيق ودخوله منعطفا خطيرا وحاسما جراء الانقلاب على الدولة وشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي من قبل جماعة الحوثي تحت مسار العنف والإكراه ، مما تسبب في وأد تطلعات الشعب اليمني لقطف ثمار ثورته المشهودة ، وحرفها عن مسارها لصالح الارتهان لأجندة إيران التوسعية بأبعاده الطائفية والمذهبية الهادفة إلى تدمير وتفتيت النسيج الاجتماعي لشعوب المنطقة . 

والمؤتمر الإسلامي الإرتري إنطلاقا من حرصه على وحدة اليمن الشقيق أرضا وشعبا ، ومراقبته للتطورات الحالية والخطيرة بقلق بالغ ،  فإنه يستنكر ويدين مسلك الانقلاب على الشرعية والدولة والاستيلاء على كافة مقدراتها من قبل جماعة الحوثي وبأساليب غريبة تجاوزت كل القيم والأعراف ، ويحملها مع حليفها إيران المسؤولية الكاملة لما وصلت إليه الأمورمن تطورات بالغة السوء ، وما سيترتب عنها من نتائج وتداعيات على الصعيد اليمني والمنطقة ، كما يستهجن بشدة ويدين استغلال دولة إيران لأذرعها في اليمن والعراق وسوريا ولبنان في تمرير مشروعها الصفوي الطائفي مستفيدة من ظروف المنطقة ، داعيا كافة اليمنيين الشرفاء خاصة وشعوب المنطقة وحكامها عامة إلى تفويت الفرصة التي تهدف إلى تدمير اليمن السعيد بتفجير فتنة طائفية ومذهبية كما فعلت في العراق وسوريا .

والمؤتمر الإسلامي الإرتري انطلاقا من حرصه على استرداد اليمن شرعيته ووحدته واستقراره ، فإنه يعلن تأييده ودعمه الأكيد للخطوات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية والحلف الاسلامي بإعتبارها خطوات مهمة ومسؤولة في كبح التمدد الصفوي الذي يهدف للنيل من  السلم الأهلي  والتعايش المذهبي وزعزعة أمن المنطقة واستقرارها ، ودعم ومساندة الشرعية في اليمن حتى تنهض بمسؤولياتها تجاه شعبها ،  وكما تبعث الكثير من الأمل والثقة في بناء واقع إسلامي جديد في المنطقة قادر عَلى التصدي لكافة التحديات التي تواجه المنطقة ، وفي هذا الإطار يناشد المؤتمر الإسلامي الإرتري الدول الإسلامية والعربية شعوبا وحكومات والمجتمع الدولي على تحمل مسؤولياتهم في هذا الظرف الدقيق ، بمنع إيران من استغلال الظروف التي تمر بها المنطقة في توسيع أطماعها التي تدفع المنطقة بشدة إلى حافة حرب طائفية ، وكذلك الضغط على جماعة الحوثي للامتثال للشرعية التي تراضى عليها الشعب اليمني ، وحملهم على الجلوس إلى طاولة الحوار باعتباره خيار لا بديل له سوى الانزلاق إلى الفوضى والحرب .   

وفي هذه الظروف العصيبة لا يسعنا إلا أن نوجه أنظار العالم إلى أن النظام القمعي الإرتري عودنا على استغلال الظروف والأوضاع القائمة في الإقليم وتأزيمها بمزيد من بؤر التوتر والقلق ، ولن تكون أحداث اليمن استثناء ، خاصة وإن النظام يمثل أحد حلقات إيران الرئيسية والمشبوهة في المنطقة حيث يقدم لها ولذراعها الحوثي كافة المعينات اللوجستية ، والمؤتمر الاسلامي الارتري إذ يرفض بشدة محاولة النظام الإرتري القمعي استغلال آلام الشعب اليمني وتعميق جراحه بتقديم الدعم لجماعة الحوثي الانقلابية ، فإنه يدعو دول المنطقة وخاصة دول الخليج العربي أن تعيد النظر في علاقاتها مع النظام القمعي لصالح أمن المنطقة واستقرارها.

وختاما فإن المؤتمر الاسلامي الارتري على ثقة تامة بأن الشعب اليمني قادر على تجاوز محنته والنهوض أكثر قوة وإصرارا في اتجاه التنمية والاستقرار لكافة مكوناته وأطيافه السياسية والمذهبية .

 

المكتب التنفيذي

للمؤتمر الإسلامي الإرتري

30/3/2015م

 
30-03-2015
Print this page.
http://www.al-massar.com