إرتريا وإثيوبيا .. عندما يؤدي السلام لكارثة إنسانية!

نقلاً عن : دام نيوز 

في تقرير لإذاعةSVT  السويدية

إرتريا وإثيوبيا .. عندما يؤدي السلام لكارثة  إنسانية! 

الحافلات تأتي من ارتريا مكتظة باللاجئين وتعود محملة بالبضائع والسلع

ردود غاضبة من الحكومة الإرترية

*********

نقلت إذاعة  SVT السويدية عن تقرير صادر عن المفوضية السامية لشئون اللاجئين  في أديس أببا إن السلام بين ارتريا واثيوبيا أدى إلى بداية لكارثة إنسانية ،مشيرة إلى تصاعد معدلات اللاجئين لثلاثة أضعاف ولم يستبعد التقرير أن  تؤدي موجة اللجوء الحالية لإفراغ ارتريا التام من كل القادرين على العمل .

أوضاع مأساوية

وتقول مراسلة الإذاعة من راما :(قرية راما التي تبعد بضع كيلومترات عن الحدود مع ارتريا..الفوضى في كل مكان ..في الطرقات ..في الساحات العامة.. أمضى اللاجئون أكثر من اسبوع في العراء .بدون أي إمدادات أو مساعدات.

استمرار الخدمة الإلزامية والديكتاتورية

الكل يهاجر من ارتريا بسبب الخدمة الإلزامية والقبضة الديكتاتورية فضلا عن حياة الفقر والقهر.

وقالت ناظنت كفلي ،طالبة لجوء جديدة في منطقة راما وهي تمسك بيد طفلتها ذات الثلاث اعوام (لن أعود أبدا ).

يقول اللاجئون لـ SVT News انهم عاشوا في عزلة تامة بسبب الديكتاتورية.

وقال شاب (طوال حياتنا ،كنا تسمع أن وضعنا المعيشي في إريتريا  أفضل من اثيوبيا والآن بعد أن وصلنا إلى هنا أدركنا بأنها كذبة  ).

لا يجرؤ الكثيرون على الحديث عن الاضطهاد ، خوفًا من الانتقام.

ويحاول أهالي منطقة راما  مساعدة اللاجئين ولكن الوضع يحتاج لتدخل عاجل من الجهات ذات الصلة.

ويقول حقوس:الأوضاع معقدة للغاية،نستضيف في منازلنا أعداد من الإرتريين ،ولكن عدد اللاجئين كبير جدا ،ويتطلب التدخل العاجل للأمم المتحدة ..ينبغي على مسئولي الأمم المتحدة الحضور يومياً إلى القرى الحدوديةلنقل اللاجئين إلى معسكر انداباقونا زيادة إلى ثلاثة أضعاف.

وبحسب مسئول الإعلام في المفوضية السامية للاجئين في أديس اببا  ميسوت قرزقهير (فإنه لا أحد يعرف اليوم عدد الأشخاص الذين عبروا الحدود ، لقد فاجأت موجة اللاجئين الجميع. حتى الآن ، تم تسجيل 1700 لاجئ ..هذه حالة طارئة. .بحسب إحصائياتنا فإن معدلات اللاجئين ارتفعت إلى ثلاثة أضعاف منذ فتح الحدود).

وتقول مراسلة الإذاعة يبدو ان الإحصائية قديمة والعدد يزداد يوميا.هناك ثلاثة حافلات مخصصة لاستقبال اللاجئين وتسعى المفوضية لزيارة عدد الخيام والأسرة.

حركة مرورية كثيفة

منذ سحب القوات من الحدود بين البلدين تشهد المعابر الحدودية ازدحام مروري متزايد وبات مشهد الشاحنات الإرترية القديمة الصدئة من طراز فيات بات مألوفاً .

وتسبب الضغط المروري المهول في انهيار الجسر الرابط بين البلدين ،والذي لم يتم استخدامه لعشرين عاماً ، وذلك أثناء عبور شاحنة محملة بكميات كبيرة من البضائع مما أدى لسقوط الشاحنة وارتطامها بالقواعد الفولاذية للجسر.

وتقول الإذاعة وتبعاً لذلك فإن المركبات لجأت لعبور النهر مع انخفاض منسوب المياه لافتة  ان المفارقة تكمن في أن المركبات تذهب الى ارتريا بمختلف أنواع البضائع بينما تأتي السيارات الإرترية محملة باللاجئين.

مستقبل مجهول للاجئين

وتصف الإذاعة مستقبل اللاجئين الإرتريين في اثيوبيا بالمجهول .لا ندري هل بإمكانهم الحصول على وضع اللاجئ أم لا خاصة مع عدم وجود أي مؤشرات للتحول الديمقراطي في ارتريا.

ومن المتوقع ان تغلق الحدود بين مجددا في غضون بضعة أسابيع وسيتم تقييد الحركة بالحصول على التأشيرات.

ردود غاضبة 

رد وزير الإعلام الارتري يماني قبرمسقل وعدد من الاعلاميين الموالين للحكومة الإرترية في تغريدات بتويتر بغضب على تقرير مفوضية اللاجئين وتضمنت رد يماني إشارة ضمنية الى أصابع ارترية معارضة وراء التقرير بينما صوب الإعلاميون الموالون للحكومة الاتهامات الجبهة الشعبية لتحرير تقراي بفبركة التقارير والضلوع في الاتجار بالبشر .

وبين هذا وذلك تظل حالة الإرتريين المأساوية في راما في انتظار حل عاجل .

رابط تقرير الإذاعة السويدية

https://www.svt.se/nyheter/utrikes/eritrea-kan-tommas-pa-folk-i-arbetsfor-alder

 

 
27-09-2018
Print this page.
http://www.al-massar.com