ذكرى الإستقلال
التاريخ:24/05/2010
الحرية هبة الله للناس جميعا ، لا يحق لاحد كائنا من كان ان ينتزعها منهم والا كان معتديا اثما يجب مدافعته بكل الوسائل والسبل . ولهذا الاعتبار فان فرحة الإستقلال لا يعادلها شيء وخاصة عندما ياتي ممهورا بالمهج والارواح التي كانت تتوق للعدل والحرية والامن والازدهار. ولهذا السبب تغنى الشعراء بحب الاوطان، فهذا امير الشعراء شوقي يــقـــــــــــــــول: وطني لو شغلت بالخلد عنه * نازعتني في الخلد اليه نفسي . و قال الآخر: وللأوطانِ في دم كل حرٍ * يدٌ سلفت ودينٌ مستحق . تاريخ 24/05/2010 تمر الذكرى التاسعة عشر لإستقلال إرتريا من براثن الإحتلال والإستعمار الاثيوبي في ظل نظام منقستو . ذلك كان نتيجة طبيعية لمجاهدات الشعب الإرتري البطل الذي لم يدخر جهداً لتقديم الدعم المادي والمعنوي للثورة الإرترية من أجل التحرير المنشود لبزوق فجر الحرية التي طالما حلم أن تكتحل بها عيناه . في خضم هذه الأحداث نال الشعب الإرتري إستقلاله بكل جدارة وإقتدار حيث كان تواقاً لسماع جلاء الجيش الإيثوبي من كافة تراب الأراضي الإرترية لكي يستنشق هواء الحرية التي حرم منها قرابة ثلاثين عاماً ، والإستمتاع بالحرية التي تكفل للجميع الحقوق والواجبات الوطنية بلا فرز وفق القانون . وهب الشعب الإرتري للعودة للمشاركة في البناء والتعمير في ظل الدولة الوليدة . ولكن وجد أمامه عقبة لم يتوقعها وهي تنكر النظام لجميع المهاجريين الإرتريين في أرض السودان وذلك لكي لا يحدثوا تغييرا ديمقرافيا على الخارطة السكانية في البلاد حسب ظنه المريض وخياله القاصر . فبدلاً من إستقبال الشعب المشرد ومكافأته لما قدم إبان مرحلة التحرر الوطني وإيوائه وضمان الأمن والإستقرار الذي لم يتذوق طعمه منذ سنين. أصبح الشعب المغلوب على أمره في خانة المتهم ويكيل له النظام التهم المعلبة التي حالت بشكل مؤثر دون عودته إلى وطنه وأرضه مما نخشى معه الى اسقاط حق العودة بالتقادم ضمن برمجة وخطط شيطانية اعدت سلفا قبل النظام لافراغ البلاد من اهلها . بعض من الحصاد المر لمسيرة التسعة عشر عاما من الاستقلال :
• غياب الشرعية الدستورية وفشل ذريع في بناء دولة المؤسسات.
• غياب الأمن والإستقرار والعدل والإزدهار وضمان الحريات العامة .
• انهيار اقتصادي خانق شمل كافة مناحي الحياة في ارتريا عدا مؤسسات النظام القمعية.
• غياب التنمية في كافة انحاء البلاد وانعدام أبسط مقومات البنية التحتية للدولة كواحدة من مظاهر الانهيار الاقتصادي.
• شلل تام في العملية التعليمية وذلك بتجيش الطلاب والطالبات فيمعسكرات التدريب الإجباري والتي لا نهاية لها.
• الإنفلات الأمني الذي تصاحبه الإغتيالات والتصفيات الدموية والتي اضحت سمة بارزة في ظل النظام القائم.
• تحويل البلاد الى سجن كبير يئن تحت وطأته الشرفاء والاحرار من ابناء ارتريا مما دفع الكثيرين (مجبرين) الى البحث عن سبل (الخلاص) او خوض غمار المجهول الذي كثيرا ما تكون نهاياته الموت المحقق في فيافى الصحارى و مجاهل البحار.
• تذمر واستياء واسع في أوساط القوات النظامية وتزايد اعداد الهاربين من ذوي الرتب الكبيرة إلى خارج الدولة وطلب اللجوء السياسي.
• افتعال الحروب المتتالية مع كافة دول الجوار وتحول النظام الى بؤرة تهدد الامن والسلم الاقليمي والدولي والذي نتج عنه فرض عقوبات دولية على النظام . وفي ظل هذه المعطيات المؤلمة لاشك ان الاحتفال بالاستقلال يأتي منقوصا وتستحيل معه اكمال الفرحة التي طالما حلم بها شعبنا البطل في كل مكان زهاء نصف قرن من الزمان. تمر ذكرى الاستقلال والسجون ملأى بالشرفاء والاحرار الذين تنتظر لحظة الافراج عنهم اسر مكلومة كلما لاحت او ازفت ذكرى الاستقلال في الافق ولكنها تمر وتتجدد معها الامهم وتتحطم امالهم امام صخرة التعنت الديكتاتوري الذي يرقص في يوم الاستقلال متناسيا الجراحات والالام والجماجم الطاهرة التي شيد النظام عليها مملكة الاستبداد والقهر والجبروت. تمر الذكرى وتلوح في الافق المنظور بشريات الخلاص والامل القريب باذن الله تعالى لتدك معه قلاع وحصون الدكتاتورية وحينها ترتسم لوحات الفرح في جبين كل اريتري حر يأبى الضيم والخنوع. قال تعالى: (ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم) ،،،،،
المحرر،،،،