بقلم:عبدالله محمد عثمان
الظلم تهتز له النفوس وتقشعر منه الجلود وتتفطرله القلوب عان منه الكثيرون عبر الحقب التاريخية المختلفة جبلت عليه النفوس الضعيفة انتصاراً لها وحباً في الإنتقام حتى ظنت أنه سر بقاءها وديمومتها في الحياة .
وهو مرفوض في كل الأديان منبوذ فطرياً إلا من أشرب قلبه .
أصطلت بناره أفراد وأمم وشعوب لاسيما الشعوب التي في طور التكوين ( العربية منها والإفريقية ) خاصة إبان إغتصاب إفريقيا في مؤتمر برلين الشهير في العام 1884م الذي تم فيه إقتسام القارة من قبل الدول الإستعمارية حيث أن المستعمر يحقق نصراً جزئياً بإقتسام الارض ولكنه يبقى نصراً مؤقتاً أما نصره الكامل لايتحقق الا اذا إغتصب من الإنسان إنسانيته وروح كرامته وإرادته عندها يستطيع الإطمئنان الى طول بقائه فيمنع إبن الارض من حقه فيها والتصرف في مواردها وثرواتها ، وقد يمنعه من حرية التنقل والعمل بشقيه المهني والسياسي ومن التعبير عن الرأي وغير ذلك .
وبالنظير لذلك نجد أن الأنظمة الثورية التي تجمع الثلاثي المشؤوم من الظلم والاستبداد والفساد تلتقي مع المستعمر في جوهر فعلها في فكرة إذلال الإنسان وحرمانه من حقوقه .
الفرق أن الجريمة في الحالة الأولى يرتكبها المستعمر الأجنبي وفي الثانية تكون صناعة محلية تستفيد من اسوأ مالدى الخبرات الأجنبية فأن الظلم هو الظلم والإستبداد هو الإستبداد ، ومقاومة الظلم مبدأ إنساني وواجب وطني لكن لايقاومه الاذلة المستعبدون لأنظمتهم ومخابراتهم بل الأحرار الذين تحرروا من قيود الخوف وشعروا بمعاني العزة والكرامة، حتى الأرض يحررها من يريد صناعة حياة جديدة له ولأمته ليس عبداً يائساً من الحياة.
نعم إن العديد من الظلمة والمستبدين ركلتهم الشعوب إلى مزبلة التاريخ كما أن دول إنهارت وانقادت إلى النهايات المحتومة بسبب الظلم لأن الله سبحانه وتعالى ينصر الدولة العادلة الكافرة على الدولة المسلمة الظالمة وأن الله إذا قبض الظالم لم يفلته.
وقد أبتلي الشعب الإرتري بحالة إستثنائية تصدرت فيها إرتريا قائمة انتهاك حقوق الإنسان وتذيلت فيها سلم الإنسانية، حالة أفرزت تحولات جزرية على الأرض إجتماعياً وثقافياً وإقتصادياً أفقدت الأرض مضمونها والإنسان إنسانيته حيث تم تهجير الشعب الإرتري من أرضه إبان الإستعمار وأستمرت العملية ذرافات ووحداناً إلى يومنا هذا لتتحول إرتريا إلى دار عجزة ومسنين تحرسها أشباح مما قاد إلى عبئ على الدول المجاورة لا سيما السودان الذي جعله البعض أرض عبور إلى ما وراء البحار والآخر يلتقط فيه أنفاسه إلى ما شاء الله، إنها معانات أفرزها النظام الحاكم بسياساته التي قادت إلى إفراغ الأرض وإعادة صياغتها على حساب الإنسان والتاريخ كل هذا أدي إلى شتات الشعب وفقدان ريحانته من الشباب الذين هاموا على وجوههم في الأرض وركبوا الأهوال وأمتطوا الأمواج في رحلة البحث عن الخلاص فمنهم من رسى على شواطئ الآمال ومنهم من لفظته المحيطات وآخر كان وجبة لكائنات البحر وحيتانه.
إن مقاومة الظلم مبدأ إنساني ومطلب شرعي نتجت عنه تجارب إنسانيه نافعة وتأسست به حكومات راشدة كانت علامة فارقة في سجل التاريخ الإنساني ومقاومة الظلم تبدأ بالإقرار النفسي والتطبيق العملي ثم السند القانوني وإتباع العديد من الوسائل حسب الظرف الزماني والمكاني خاصة في حالة هذا الشعب الذي تناثر في انحاء العالم والذي يحتم عليه أن يتسامى على جراحاته ومراراته بمختلف إثنياته وثقافاته وأديانه ويتحسس طريق الحرية والكرامة وذلك من خلال توحيد جهود النضال السلمي والسياسي والعسكري حيث أصبحت الظروف الإقليمية والدولية مهيأة تماما لثورات الشعوب وإراداتها الجبارة التي إنهارت أمامها أعتى الدكتاتوريات وأقوى أنظمة الإستبداد فالمقاومة تكون بالكلمة والبيان والسيف والسنان كل على حسب مرحلته ومتطلباته .
إن مطلب الشعب الإرتري هو أن يعيش حراً أبياً في أرضه يلتقط أنفاسه من رهق الحروب ويستقرأ التاريخ ونضالاته وأبطاله ليشكل على ضوءها المستقبل الواعد لتلكم الأرض البكر التي رويت بدماء وأشلاء خيرة أبناءه ، لماذا كل هذا ؟ ألا يحق لهذا الشعب أن يعيش وينتصر ؟ .
إن مقاومة الظلم واجب وطني لكل غيور على أرضه وتاريخه وإنسانيته وهي دين على كل أبناء إرتريا خاصة المثقفين بل كل أبناء هذا الجيل سيكون شاهداً على هذا العصر فإما يسجلوا صفحات ناصعة في سجل التاريخ أم وصمة عار وإنكسار تدفع الأجيال من بعدهم ثمنها .
لافتات ....... لافتات
- أخي قاوم بالكلمة فإنها سلاح المرحلة.
- قاوم بالوقوف مع إخوتك الموجودين في مخيمات اللاجئين بما تستطيع .
- قاوم ببث الروح الوطنية على أبناء هذا الجيل .
- قاوم بتعرية النظام في المحافل الإقليمية والدولية .
- قاوم تيار الذوبان وتمسك بالأرض والتاريخ .
رسائل ..... رسائل
- الصراع خارج الحلبة جعلنا نسمع ضجيجاً ولا نرى طحيناً وطال الإنتظار , يجب البحث عن طرق بديلة .
- واجهات المعارضة لماذا لا نرى أبناءهم يحملون هم القضية وينافحون عنها , إبعادهم عن العمل مداهنة أم قناعة بالفشل قف ؟! .