|
|
|
خطاب مفتوح من (مؤتمر الأمة) إلى شعوب الأمة وحكوماتها (نحو أمة واحدة وحكومة راشدة) |
|
23-01-2011 |
|
891 |
|
|
|
|
|
|
|
|
إن الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده، محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه..
فإلى شعوب العالم الإسلامي عامة، والعرب خاصة، وإلى علماء الأمة ومفكريها ودعاتها، وجماعاتها وأحزابها وحكوماتها...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية طيبة وبعد..
فقد جاءت ثورة الشعب التونسي ضد الظلم والطغيان، التي تعيش الأمة اليوم أحداثها وتداعياتها، لتفتح باب الإصلاح والتغيير السياسي على مصراعيه أمام الشعوب في دول العالم العربي خاصة، والإسلامي عامة، لتستعيد شعوب الأمة حقها في أوطانها، وتتحمل مسئوليتها في إدارة شئون بلدانها، وهو ما يوجب على الأمة كلها أن تجتمع على كلمة سواء، تحفظ بها دينها، وتحقق وحدتها، وتصون حريتها، وتحمي كرامتها، وذلك باستدعاء الخطاب السياسي الإسلامي القرآني والنبوي والراشدي لحل أزماتها السياسية بما يعبر عن هويتها وعقيدتها من جهة، ويحقق أهدافها وطموحها وتطورها الحضاري على جميع المستويات وفي جميع المجالات من جهة أخرى ...
الأزمة وتجلياتها :
إن الأمة اليوم وفي كل أقطارها تتعرض - منذ سقوط بلدانها تحت الاحتلال الأجنبي، ثم سقوط الخلافة العثمانية في الحرب العالمية الأولى - إلى فتنة عامة في دينها ودنياها، فهي بين:
1- تعطيل لحكم الله وإعراض عنه، جعلها تعيش حالة من الاغتراب وأزمة الهوية، حتى استهلك الصراع الداخلي - بين دولها وأحزابها وجماعاتها وتياراتها ونخبها الفكرية والثقافية والسياسية - قوتها وبدد طاقتها وفت من وحدتها في مواجهة الأخطار الخارجية.
2- وخضوع لاحتلال أجنبي خارجي يفرض سيطرته تارة بالاحتلال العسكري المباشر، كما في فلسطين وفي العراق وأفغانستان وغيرها من المناطق، وتارة بالاحتلال غير المباشر الذي تقع الأمة كلها تحت نفوذه، سياسيا واقتصاديا وعسكريا وثقافيا، على اختلاف مستويات هذا النفوذ، وهو ما أفقد الأمة سيادتها واستقلالها ومكانتها..
3- واستبداد سياسي داخلي، جرد شعوب الأمة من حريتها وحقوقها وكرامتها، وتحولت دولها إلى سجون كبيرة لشعوبها، حتى غدت تعيش حالة من الاختناق السياسي، والصراع الداخلي، الذي أفضى بها إلى مزيد من التشرذم والانقسام..
4- وعجز وتخلف وفساد عام، فهي بين ضعف عسكري، وتخلف اقتصادي، وفساد سياسي وإداري ومالي، حتى صار المسلمون يتطلعون إلى دول العالم وشعوبهم من حولهم، ويطمحون أن يكونوا مثلهم في شئون حياتهم، وتطورهم ونهضتهم في علومهم وصناعاتهم، وشيوع العدل فيما بينهم، وقوة شوكتهم، واحترام حقوق الإنسان عندهم، بعد أن كان المسلمون أحسن الأمم حالا ومآلا، كما قال تعالى {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف}، وبعد أن كان المسلمون هم الأمة الشاهدة على الأمم {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس}، وبعد أن كانت لهم اليد العليا والشوكة الطولى!
أيها المسلمون في كل مكان..
إن هذه الأحوال ما كان لها أن تكون لولا الإعراض عن هدايات الكتاب والسنة، كما قال تعالى {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا}، وقال تعالى {كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور}، وقال صلى الله عليه وسلم (تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك)، وقال (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبدا كتاب الله وسنتي)..
فلما أعرض المسلمون عن هداية الكتاب والسنة وتركوهما وراءهم ظهريا، وتركوا التحاكم إليهما كلية أو جزئية، واستحلوا ما حرم الله عليهم، من استباحة الربا، وأخذ الرشا، وأكل أموال الناس بالباطل، وشيوع الظلم والتظالم بينهم، وانتهاك الأعراض والأبشار والدماء، وموالاة الأعداء..الخ جعل الله بأسهم بينهم، وسلط عليهم عدوهم، وصار حالهم كما في الحديث (وما لم يحكم أئمتهم بغير ما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم)، وقال (إذا تبايعتم بالعينة - الربا - وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى تعودوا إلى دينكم)!
أيها المسلمون ..
إن الأمة اليوم في أشد الحاجة للعودة إلى دينها وكتاب ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم، وإلى أن تقوم لله بالعدل والقسط كما أراد الله لها {قل أمر ربي بالقسط}، فهو الغاية من إرسال الرسل وإنزال الكتب، كما قال سبحانه {لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط} ، كما حرم الظلم بكل صوره وأشكاله فقال في الحديث القدسي (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا)، وإن من أعظم ما فرطت فيه الأمة وأفضى إلى ضعفها وانحلالها وذهاب ريحها، ترك هدايات الكتاب والسنة في باب الإمامة وسياسة شئون الأمة، وإهمال إصلاح شئون السلطة والدولة التي إذا صلحت واستقامت استقامت أحوال الأمة معها، كما قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه - في صحيح البخاري - حين سألته المرأة :(ما بقاؤنا على هذا الأمر الصالح؟ قال لها (ما استقامت لكم أئمتكم)! ولهذا كان أول ما ينقض من عرى الإسلام عروة الحكم، كما في الحديث (تنقض عرى الإسلام عروة عروة أولها الحكم)!
وقد جاءت هدايات الكتاب والسنة بأصول الحكم على نحو يحقق العدل في أكمل صوره، ويحرر الخلق من كل صور العبودية لغير الله على أكمل وجه، حتى لا يخشى إلا الله، ولا يرهب إلا الله، ولا يعبد إلا إياه، وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم المعيار والميزان لذلك سنته صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين من بعده، فقد ساس النبي صلى الله عليه وسلم العرب المسلمين في جزيرتهم بهدايات السماء ونور النبوة، بعد أن دخلوا في دين الله أفواجا، فوحد فرقتهم، ولم شعثهم، وساوى بينهم، وأخذ الصدقة من أغنيائهم فردها على فقرائهم، ولم يأخذ من أموالهم شيئا حتى خطب فيهم فقال (والله ما لي في هذا المال ولا هذه الوبرة إلا الخمس، والخمس مردود عليكم)، ولم يورث شيئا (إنا لا نورث ما تركنا صدقة)، وأقام لهم دينهم ودولتهم، وحكم بالعدل بينهم، ولم يقطع أمرا لهم دونهم، ودون رضاهم وشوراهم، كما أمره بذلك ربه{وشاورهم في الأمر}، وفارقهم وهم على المحجة البيضاء، وترك الأمر شورى بينهم، كما أراد لهم ربهم {وأمرهم شورى بينهم}، وأمرهم بالاقتداء بسنن الخلفاء الراشدين من بعده، فقال (اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر)، وقال صلى الله عليه وسلم آمرا ومحذرا أمته من بعده (من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وإن كل بدعة ضلالة)..
كما بين لهم المحدثات وطبيعتها من بعده، وأنها ستكون في باب سياسة الأمة، فقال صلى الله عليه وسلم (تكون النبوة فيكم ما شاء الله لها أن تكون، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم يرفعها الله إذا شاء، ثم يكون ملكا عضوضا، ثم ملكا جبريا، ثم تعود خلافة على منهاج النبوة)..
أيها المسلمون في كل بلد إسلامي عامة، وفي عالمنا العربي خاصة، وفي جزيرة العرب على وجه أخص، التي شرفها الله بالحرمين الشريفين، وجعلها مهبط الوحيين الكريمين الكتاب والسنة، وجعل الإيمان يأرز إليها، ويأوي إلى كنفها، وأهلها هم أحق من قام بهذا الأمر وأحياه، وجدد معالم الدين وحماه، وهم الأقدر على بعث سنن الخلفاء الراشدين من جديد والعمل بها، في عصر افتتن المسلمون شعوبا وحكومات في الغرب المادي ونظمه السياسية، والتبعية له وموالاته، حتى صارت الدعوة إلى الليبرالية اليوم كفتنة الدعوة إلى الاشتراكية بالأمس، وكأنه لا حل لمشكلاتهم بالإسلام الذي أنزله الله هدى ونورا وعدلا ورحمة للعالمين!
وإننا في (مؤتمر الأمة) وعملا بقوله تعالى{ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير} لندعو الأمة كلها وفي كل بلدانها عامة، إلى إقامة حكومات راشدة تلتزم بهدي الكتاب والسنة وسنن الخلفاء الراشدين، تقوم على أساس:
1- أن تكون المرجعية الدستورية والسياسية والتشريعية والقضائية لكل شئون الدولة هي الشريعة الإسلامية بمصدريها الكتاب والسنة، كما قال تعالى{وأن احكم بينهم بما أنزل الله}، وقال{أطيعوا الله وأطيعوا الرسول}.
2- حق الأمة في اختيار السلطة، اختيارا حرا حقيقيا مباشرا، كما قال تعالى{وأمرهم شورى بينهم}، وكما قال عمر (الإمارة شورى بين المسلمين)، وأن تكون البيعة للسلطة بيعة على الرضا والاختيار بلا إكراه ولا إجبار، من الأمة أو من يمثلها تمثيلا حقيقيا من نوابها وعرفائها، كما قال صلى الله عليه وسلم (أيها الناس إنا لا ندري من رضي منكم ممن لم يرض فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم)، وكما قال عمر في خطبته - كما في البخاري - (من بايع رجلا دون شورى المسلمين فلا بيعة له ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا)، وكان ذلك بمحضر الصحابة جميعا فكان إجماعا قطعيا موافقا للكتاب والسنة.
3- حق الأمة في الشورى في كل شئونها، فلا تقطع السلطة أمرا عاما في الشئون الداخلية والخارجية إلا برضا الأمة وشورها، من خلال من ينوب عنها ويمثلها تمثيلا حقيقيا في مجلس الشورى المنتخب انتخابا حرا، كما قال تعالى{وشاورهم في الأمر}.
4- حق الأمة من خلال من يمثلها بالرقابة على الأموال، إيرادا وصرفا وإنفاقا، ولا تأخذ السلطة ووزرائها إلا ما تفرضه لهم الأمة من رواتب ومخصصات، فهم مؤتمنون على السلطة والثروة، وهي أمانة للأمة في أيديهم {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل}، وقال صلى الله عليه وسلم عن الإمارة والولاية (إنها أمانة)، وليس لهم أن يشتغلوا بالتجارة أثناء قيامهم بمسئولياتهم في إدارة شئون الأمة، كما فعل الصحابة مع أبي بكر في أول يوم تولى فيه الخلافة، فقالوا (نفرض لك من بيت المال ما يكفيك وأهل بيتك)، والعمل بسياسة عمر (من أين لك لهذا) مع كل من تولى وظيفة عامة.
5- الفصل بين السلطات والمؤسسات التنفيذية والتشريعية والقضائية والمالية، كما فعل الخلفاء الراشدون، فكان أبو بكر أول من فصل بين السلطات، فاختار عمر على القضاء، واختار أبا عبيدة على بيت المال، لضمان العدل على أكمل وجه في القضاء والعطاء، والأمة من وراء الجميع من خلال نوابها تحاسبهم وتراقبهم وتسددهم، كما في حديث البيعة (وأن نقوم بالحق لا نخاف في الله لومة لائم)، وكما قال أبو بكر (إن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني).
6- ضمان استقلال القضاء وضمان شموليته ومرجعيته الشرعية، وعدم خضوعه للسلطة التنفيذية إداريا أو ماليا، وإلحاق كل إدارات التحقيق والهيئات العدلية للسلطة القضائية، وضمان حق التظلم والتقاضي للجميع أمام المحاكم في كل قضية، ولا يضار مدع ولا شاهد ولا قاض في دعوى أو شهادة أو قضاء، كما قال تعالى {وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل}، وقال{ولا يضار كاتب ولا شهيد}، وتنفيذ الأحكام على الجميع، كما قال صلى الله عليه وسلم (أتشفع في حد من حدود الله والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها، إنما أهلك من كان قبلكم أنهم إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد).
7- صيانة الحقوق والحريات العامة والخاصة، فللجميع الحق بالأمر بالمعروف، والدعوة إلى الخير والبر، ورفض الظلم، والصدع بالحق، كما قال تعالى{ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير}، وكما قال تعالى{لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم}، وكما في الحديث (إن لصاحب الحق مقالا)، وإبداء النصيحة للسلطة وللعامة على حد سواء كما في الحديث(الدين النصيحة .. ولأئمة المسلمين وعامتهم)، والحق في الاجتماع في المساجد والأماكن العامة والخاصة للتشاور في شئون الأمة، كما كان يفعل المسلمون في عهد الخلفاء الراشدين، فلا يحظر شيء مما أباحه الله، ولا مما لا يتم الواجب الشرعي إلا به، كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
واحترام حقوق الأقليات الدينية في العالم الإسلامي، كما قررها الإسلام في قوله تعالى {لا إكراه في الدين}، وهم أمة مع المؤمنين كما جاء في صحيفة المدينة، وكما قال علي رضي الله عنه (لهم ما لنا، وعليهم ما علينا)..
8- احترام حقوق الإنسان وكرامته، كما قال تعالى{ولقد كرمنا بني آدم}، وصيانة حريته، كما قال الفاروق (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا)، وكفالة حقوقه المالية، وتأمين حياته المعيشية كما في الحديث (من ترك كلا فإلي وعلي)، وضمان حقوقه العدلية، فلا جريمة ولا عقوبة بلا نص {تلك حدود الله فلا تعتدوها}، وتدفع العقوبة بالشبهة (ادرءوا الحدود بالشبهات)، والأصل في الإنسان براءة ذمته، ولا يحبس إنسان بلا وجه حق، ولا عبرة بالاعتراف تحت الإكراه، كما قال صلى الله عليه وسلم (رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه)، وكما قال عمر (ليس الإنسان على نفسه بأمين إن حبسته أو ضربته أو أجعته أن يقر على نفسه بما لم يفعل)، ويحرم استخدام التعذيب، كما في الصحيح (إن دماءكم وأبشاركم حرام عليكم).
9- حماية حريات الأفراد وخصوصياتهم في مساكنهم، واجتماعاتهم، واتصالاتهم، وعدم التجسس عليهم، أو انتهاك حرماتهم، كما قال تعالى {ولا تجسسوا}.
10- إرجاع المظالم والحقوق المغصوبة لأصحابها، كما في الحديث (ليس لعرق ظالم حق)، ولا تسقط الحقوق بالتقادم، وإبطال الأحكام الجائرة ونقضها، وتعويض من تضرر بها بقدر ما لحقه من ضرر.
11- تحقيق العدل والمساواة وتكافؤ الفرص للجميع، في الوظائف العامة، وأمام القضاء، وفي كل ما يشترك فيه الجميع، دون أي تمييز فئوي أو قبلي أو مناطقي أو طائفي، كما قال تعالى{إنما المؤمنون أخوة}، وقال صلى الله عليه وسلم (المسلمون تتكافأ دماؤهم)، وقال (الناس سواسية لا فضل لعربي على أعجمي ولا أبيض على أسود).
12- العناية بالإنسان واحترام لغته وثقافته وهويته وقوميته، كما قال تعالى {جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا}، وتنمية قدراته ومهاراته العلمية والجسدية والنفسية والروحية، وتهيئة الفرص له بحسب مواهبه، من خلال جعل الأولوية للإنفاق على التعليم وتطوير مناهجه، في كل المستويات، ورعاية الجامعات والمعاهد ومراكز الأبحاث، ومن خلال الاهتمام بالمساجد ودورها التربوي والأخلاقي والاجتماعي، والعناية بالمستشفيات والرعاية الصحية.
13- حمل رسالة الإسلام إلى العالمين، والدعوة إليه، بكل وسيلة، قولا وفعلا، وتعزيز مكانة الفقهاء والعلماء والدعاة، وتوفير كل ما يساعدهم على القيام بمسئولياتهم، في بيان العلم ونشره، والدعوة وإبلاغها {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة}، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف}، وتعزيز القيم الأخلاقية (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، وحماية الأسرة والنشء، وإشاعة العلم والثقافة والمعرفة، والعناية باللغة وآدابها، وربط الأمة بهويتها وتاريخها وحضارتها.
14- تطوير الأوقاف والعناية بها، وعدم التعدي عليها، أو مصادرتها، أو صرفها في غير مصارفها، لتقوم بدورها في خدمة المجتمع ومؤسساته الأهلية.
15- فتح المجال للمجتمع الأهلي للقيام بكل نشاط يحتاج إليه، سواء كان سياسيا أو مهنيا أو ثقافيا أو حقوقيا، من خلال السماح بإقامة التجمعات الدعوية، والجمعيات الخيرية، والنقابات المهنية، والتنظيمات السياسية، وكل عمل يحتاج إلى الجماعة لتحقيقه، كما قال تعالى {وتعاونوا على البر والتقوى}..
16- تطوير الموارد الاقتصادية وتنميتها، واستثمار الثروات الطبيعية، وإعمار الأرض {أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها}، وتنويع مصادر الدخل، وتوزيع الثروة توزيعا عادلا لكل المناطق والفئات، وتعميم مشاريع التنمية والطرق والمواصلات والخدمات في كل المناطق، كما قال عمر (والله لو عثرت دابة في العراق لخشيت أن يسألني الله عنها لم لم أعبد لها الطريق).
17- حماية الملكية الخاصة، وصيانة الأموال العامة للأمة {أموالكم التي جعل الله لكم قياما}، وتمتع الجميع بالمرافق العامة، واشتراكهم في الثروات الطبيعية في الكلأ والماء والطرق والطاقة، كما في الحديث (الناس شركاء في ثلاثة الماء والكلأ والنار).
18- حماية الأرض السكنية والزراعية والرعوية، فلا حمى إلا لله ولرسوله، كما قال عمر (لا حمى إلا لله ولرسوله، والله إنها لأرضهم عليها قاتلوا في الجاهلية وعليها أسلموا، والله لولا إبل الصدقة ما حميت من أرضهم شبرا)، وتأمين الرعاية السكنية لكل أسرة، وتوزيع الأرض على الجميع بالتساوي، وعدم إقطاع أحد شيئا من الأرض دون وجه حق، وجعل الإحياء للأرض مشاعا للجميع، كما قال صلى الله عليه وسلم (من أحيا أرضا مواتا فهي له)، وإنما وظيفة السلطة تنظيم هذا الحق بالمساواة بين المستحقين، وإتاحة الفرص للجميع في الاستثمار في الثروات الطبيعية، وفي كل الأنشطة الاقتصادية، وفق قانون ينظم ذلك بين المستحقين، ومن قبل هيئات اختصاص تراقب ذلك.
19- توفير فرص العمل، وتشجيع القطاع الخاص على إيجادها، وتسهيل الاستثمار في الداخل.
20- العناية بالصناعة وتطويرها، ونقل التكنولوجيا وتوطينها، وتشجيع الاستثمار المحلي والخارجي فيها، وتقديم التسهيلات لها، وإقامة مراكز الدراسات والبحوث العلمية، والتدريب المهني، وكل ما من شأنه تحقيق القوة للأمة علميا وسياسيا واقتصاديا وعسكريا {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة}، وفي الحديث (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف)..
21- صيانة سيادة الأمة والدولة واستقلالها عن أي نفوذ خارجي، وإعداد القوة، والاهتمام بالجيش، وتعزيز قدراته العسكرية، لمواجهة الأخطار الخارجية، كما قال تعالى{وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم}.
22- تعزيز الوحدة والاتحاد بين دول العالم الإسلامي، وتعزيز التكامل والتعاون السياسي والاقتصادي والعسكري معه، للوصول إلى الوحدة الكاملة، لقوله تعالى{واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}، وقوله تعالى {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}.
23- مد يد العون لكل بلد إسلامي يتعرض لعدوان خارجي، والدفاع عنه، ومساعدة شعبه، وإغاثته لقوله صلى الله عليه وسلم (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله).
24- رفض أي عدوان أجنبي على أي بلد إسلامي، وحق الأمة في مقاومته ورد عدوانه، وتحرير أرضها، كما قال تعالى {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا}، ومقاطعة الكيان الصهيوني، ورفض التعامل معه، والعمل من أجل تحرير أرض فلسطين، واسترجاع القدس والمسجد الأقصى، وضمان حق الشعب الفلسطيني المهجر بالرجوع إلى أرضه، وإقامة دولته، ورفض أي اتفاقيات أو معاهدات يتم من خلالها التنازل عن أي حق من حقوق الأمة أو شبر من أرضها أو مصالحها، وعدم الاعتراف بتلك المعاهدات.
25- إقامة العلاقات مع دول العالم على أساس الدعوة إلى الإسلام وقيمه، وتحقيق العدل والمصلحة والتعاون معها على ما يحقق الخير للإنسانية، ورفض كل أشكال الظلم والعدوان، كما قال تعالى {وقولوا للناس حسنا}، في الحديث (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا)، والاستفادة من الحضارة الإنسانية وتطورها وعلومها ومعارفها، وآلياتها ووسائلها، كما استفاد عمر النظم الإدارية وتدوين الدواوين من فارس والروم، عملا بالحديث الصحيح (أنتم أعلم بأمور دنياكم)..
فهذه هي أهم أسس الحكم الإسلامي الراشد، حتى تعود الأمة من جديد للاستخلاف في الأرض كما أراد الله لها (أمة واحدة وحكومة راشدة)...
الموقعون عليه عنهم :
/ حركة رشاد - الجزائر / حزب الأمة - الكويت / اتحاد قوى الأمة - السودان /
/ حزب الأمة - جزيرة العرب / اتحاد الأمة اليمني - اليمن / حزب الأمة – فلسطين /
/ المؤتمر الإسلامي – أرتيريا /
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|