تقرير:المسار
تفيد مصادر المسار الواردة من العاصمة الإرترية اسمرا أن المجموعة التي أحكمت سيطرتها على مبنى الإذاعة والتلفزيون وحصار مبنى الحزب الحاكم تمكنت من فرض مطالبها على أسياس أفورقي المتمثلة في 14 فقرة الورادة في البيان الذي تم إذاعته في القناة الإرترية عندما تم إقتحامها بالمجموعة المدججة بالسلاح أمس وأهمها تفعيل الدستور وإطلاق سراح المعتقلين وضرورة وقف توزيع السلاح على المدنيين بطريقة عشوائية. وتأتي هذه الخطوات المتصارعة في ظل شح وتكتم شديدين في الأخبار الواردة من العاصمة أسمرا حيث تشير مصادرنا أن إتفاقاً ثلاثياً أشبه بالتسوية تم إبرامه بين المجموعة الإنقلابية وإسياس أفورقي وهيئة الأركان تعهد بموجبه إسياس أفورقي بتنفيذ جميع مطالب المجموعة ويتم ذلك بإشراف وضمان هيئة الأركان على أن تعود الحياة الطبيعية للعاصمة أسمرا. ووفق الإتفاق إنسحبت المجموعة من المواقع التي سيطرت عليها وتراجعت لكي تتمركزت في مواقع إستراتيجية أخرى بكامل قواها العسكرية والبشرية تحت نظر وترقب من المواطنين في أمكانية صمود الإتفاق ومدى مصداقية إسياس في تنفيذ تعهداته الحالية .
ويظل السؤال مطروحاً على مدى وعي وفهم المجموعة التي قامت بالمحاولة الإنقلابية لنفسية إسياس الإنتقامية وقبولهم بتعهداته لتنفيذ مطالبهم ولا سيما إن مسرح أول محالة إنقلابية ضده ماثلة أمامهم؟ فهل إسياس أفورقي سوف يوفي بوعوده هذه المرة أم محاولة منه لتضيع الوقت وإمتصاص الغضب ثم ينقض عليهم كما أنقض في المحاولة الأولى في عام 1993 ومجموعة الـ 15 الإصلاحية؟
ويذكر أن قادة المحاولة الإنقلابية هم الجنرال عثمان صالح قائد جبهة عصب ونائب الجنرال فلبوس.
وهنا يجب تقييم الحدث وفق المعطيات الاتية:
- نحن في معسكر المعارضة يجب أن ننظر في الحدث وفق سقف وتطلعات الداخل في مطالبه للحرية والإنعتاق وليس على سقف مطالب معارضة الخارج المتقدمة.
- الذي يضيف الأهمية للحدث تأتي هذه المحاولة من الحرس القديم للمنظومة الحاكمة وبغض النظر عن ما تحقق لكن يعتبر تطوراً ملحوظاً في رؤية الجيش والتعبير عن المظالم ، وفي كل الأحوال وجود عناصر داخل الجيش تنادي بالحريات وتندد بالمظالم هي خطوة في الطريق الصحيح .
- الشعب الإرتري في الداخل والمهجر الذي كان يحبس أنفاسه وهو تواق لمعرفة النتائج مسؤوليته اليوم أن يقف مع أي تحركات وأحداث تطالب بحقوقه المسلوبة وإعادة الإعتبار له.
- هذه المجموعة التي قامت بالمحاولة الإنقلابية ربما يتم الغدر بها من قبل النظام الدموي وهنا تكمن مسؤولية النظام الدولي أن يتحمل مسؤوليته التاريخية والقانونية.
- قوى المعارضة الإرترية مطالبة اليوم أكثر من أمس بضرورة تفعيل آلياتها والوقوف مع الحدث بما يخدم مصلحة الشعب الإرتري وفي كيفية الإستفادة منه في تعرية النظام إعلامياً وسياسياً مع الدول العربية والعالمية وخاصةً الدول التي أبدت تعاطفاً مع المعارضة عند الأحداث الأخيرة .