بمناسبة بدء فعاليات الاستعداد لحملة يوم المعتقل الإرتري التي تنتظم في اليوم الرابع عشر من شهر إبريل القادم لا يسعنا إلا أن نقف إجلالا وتقديرا للإخوة القائمين على مبادرتهم هذه التي تخص المعتقلين المغيبين في سجون النظام الإرتري . فهي مبادرة تنم على مدى إحساسهم بمعاناتهم، ومسئوليتهم لنصرة هؤلاء الأكثر ظلما وانتهاكا للحقوق الإنسانية في إرتريا. إن جريمة الاعتقالات التي قام بها نظام الجبهة الشعبية في مفتتح حكمه بعد التحرير في بداية التسعينات كانت جريمة تصفية حاقدة استهدفت خيرة أفراد المجتمع الذين يحملون مشاعل العلم والفكر (معلمين ودعاة وسياسين) ، في محاولة لصد كل المنافذ التي يمكن أن تنفذ منها آراء معارضة أو مغايرة لتوجهاته الطائفية والحزبية . تقلد نظام الجبهة الشعبية الحكم وهو مشبع بالروح الانفرادية، ومصمم على منع وجود الآخر السياسي والثقافي، ومنغمص في الحقد والكراهية لدرجة لم يسبق له فيها نظير، انتهج في اعتقالاته التي ما زالت متواصلة حتى اليوم أساليب تعسفية لا ترعى إجراءات قانونية ولا حقوقا انسانية، تتم بمداهمات ليلية ، دون تحرير تهم ضدهم ، ومن غير إيضاح هوية منفذي الاعتقالات ، واقتياد المعتقلين إلى أماكن مجهولة ، وتعمد التنكر لمسئوليتهم عن اعتقالهم ، وحرمانهم من محاكمات عادلة ، ومنع أقاربهم من زيارتهم ، فصاروا مجهولي المصير ، أحياء أم أموات ؟ طوال فترات سجنهم التي تجاوزت لدى بعضهم ربع قرن . إن أوضاع المعتقلين الإرتريين مأساة انسانية ، قال فيها المحققون في لجنة التقصي لحالة حقوق الإنسان في إريتريا والتابعة لمفوضية الأمم المتحدة بأن انتهاكات ممنهجة وجسيمة أرتكبت ومازالت ترتكب في إريتريا تحت سلطة الحكومة ، وارتكاب إعدامات تعسفية وتعذيب ممنهج، تضمن الاغتصاب أيضا، مشيرين إلى توفر أدلة ترتقي الى {أركان الجرائم ضد الإنسانية} . إن معاناة المعتقلين تستوجب عل كل الإرتريين (في الداخل والخارج) وعلى كل القوى السياسية والمدنية أن ننتفض لإيقاف هذا الجور والظلم ، وأن نتضامن مع المعتقلين وخاصة في يوم 14 إبريل القادم بكل أنوع التضامن المتاحة وأن نتفاعل مع هذه الحملة المباركة عبر وسائط التواصل الاجتماعي وعبر المسيرات ، لنجعل العالم على صورة بحجم هذه المأساة ، ونكشف جرائم النظام بحقهم ، ونطالب بحقوقهم الإنسانية والإفراج عنهم . وأن نهتم بعملية التوثيق لكل المعتقلين تشمل بياناتهم الشخصية (الاجتماعية والعلمية والسياسية) ، وملابسات وعمليات الاعتقال التي طالتهم ، ونجمع كل الشهادات اللازمة لإدانة النظام في كل المنابر الحقوقية والعدلية . وفي هذا الشأن علينا أن نوسع عملية التواصل مع المنظمات الإقليمية والحقوقية الدولية وتزيدهم بكل المعلومات الموثقة عن المعتقلين للعمل على التأكد من مصيرهم ، وضمان حقوقهم الانسانية ، والتعجيل بالإفراج عنهم . وبقدر ما تكون مشاركتنا واسعة ومسموعة ومرئية فإننا ننتصر لهؤلاء المعتقلين ، ونجعل قضيتهم حية وغصة في حلقوم النظام ، تحاصره في كل مكان وتؤرق مضجعه. ندعوا الله أن يفرج كربهم ويفك أسرهم، ويردهم إلى أهليهم سالمين. المحـــرر