| 
 
 |  25 Nov 2024
ذكرى الاستقلال ثورة تأكل شعبها
27-05-2018
1220
 

بسم الله الرحمن الرحيم

ذكرى الاستقلال

ثورة تأكل شعبها

في ذكرى الاستقلال حكاية قصة شعب ذي فصلين ونقيضين ، أن ترى مستعمرا أجنبيا يبطش بالإنسان والأرض فهذا دأبه ونهجه ، لكن أن ترى ثورة تقلب عجلة التاريخ ، فتحول الاستقلال إلى إضطهاد وقهر ، حاملة راية المستعمر ، تزيد عليها أسى وشقاءا فهذا عجب ، قيل في مأثور الثورات أن الثورة تأكل أبناءها ، ولكن عندنا ثورة تأكل شعبها ، وعندما تنقلب ثورة على شعبها الذي مدها بالتضحية والغذاء ، وتجوب وتتقلب في حاضنته ، وما حققت من مكاسب إلا على جسده من دمه وعرقه ، فهذا ما سطره تاريخ الشعب الإرتري .

الاستقلال مطلب عزيز للشعوب الطامحة للحرية والخروج من نير استعباد المستعمر الغازي ، الذي يسلب الحرية وينهب خيرات البلاد ويذهب نعيمها  . لكن استقلال وحرية الأرض والوطن وخروج المستعمر الغازي ركن ، وحرية الإنسان وعيشه بكرامة على أرضه الركن الثاني ، والاستقلال إذا فقد واحدا من هذين فقد معناه  ووجوده .

في طي ذكرى الاستقلال آمال وأحلام جميلة ، كانت حادية للشعب في السعي والاجتهاد ، وتقديم الغالي  والنفيس  لنيله وتحصيله ، وفي طيها ذكرى آلام ومعاناة ومحن وظلم وظلام  ودماء وتضحيات  وبطولات شهدت بها الوقائع ، وتاريخ سطر بالعرق والدم ، تاريخ مجيد تستلذ الأجيال علي تناقله وتحيي أمجادها في ظلاله ، وتديم آمالها في كنفه . لكن ذكرى الاستقلال جمعت بين نقيضين وفصلين من تاريخ الشعب الإرتري ، ملؤها الأسى والآلام التي تتجدد وتتسع دائرتها وتصاغ قصتها المروعة .

بالاستقلال انتهى عهد المستعمر الإثيوبي وأنزل علمه ، وختم على نهاية الإمبراطورية وخرج الجندي ، وولت حقب المجازر والمذابح والحرائق التي طالت إرتريا إنسانا وأرضا وثروات ، وكانت خاتمة لسلسلة حملات عسكرية أولى وثانية وثالثة ... الخ ، حشد لها كل ما في وسعه الأبيض والأسود من العسكر من كوبا وروسيا وعدن ، ومن الآلة المجنزرة والمدمرة التي تشق الأرض وتقطع الحرث والنسل ، والمحلقة التي تغطي السماء وتعلو الآرض تخريبا وإرهابا ، تجعل الناس بين هالك وتائه في البرية ، يبحث عن مكان يجد فيه الأمان ويقيه شرها وبأسها ، وقد تفرق الأهل وفقد الأب والإبن ، قد يجتمعون وقد يأتي بعضهم إلى معسكرات اللجوء في بلاد الجوار القريب أو البعيد .

بخروج الجندي الإثيوبي وإخلائه لتراب الوطن وأرضه انتهي فصل من تاريخ معاناة الشعب الإرتري ، وبدأ فصل جديد بلون  وطعم آخر من النكال والعذاب ، ووجه نقيض يحكي عن منحدر عميق وطور بليغ في ماساة الشعب ، الذي ظن أنه سيخلد إلى راحة وسكون وتذهب عنه أناته وزفراته ، ويلقي عنه أحمال ثقال ناء بها من سنين عجاف ، لكن كذبت حلمه الأيام التوالي ، وقد هجم عليها كابوس ففرقها .

تربع على عرش البلاد طاغية مستبد سرق البسمة والفرحة من وجوه وشفاه طال عليها ليل الظلم وجور السلطان ، وكبت زفراتها وزادها أسى ، وعصابة لم تستفد من سني النضال إلا تمرسا في ألوان من البطش والنكال ، كأنما كانت تستعد لمضمار تسابقه ولموعد تنجزه وقد فعلت ،  ملأت الارض سجونا ومعتقلات وشقت أنفاقا وأخاديد لا لمشروعات تروي ، ولا لمزروعات تنبت  ، ولا لخطة تنموية ، ولكن تملأها أكداسا من الناس ، لا ترحم صغيرا ولا كبيرا ، ولا تفرق أما ولا أبا ، يلفها الظلام والبؤس ، من دخلها لا يرجو نجاة ، ولا يدري قضيته ، يحكمه قانون العصابة  . ضيقت هذه العصابة على الناس في كسبهم ومعاشهم ، وحبست صندوق مالهم ومصدر تجاراتهم التي يقتاتون بها تجريدا لهم من وسائل الحياة . كممت الأفواه ، وكتمت الأنفاس ، لا صوت يعلو فوق الطاغية ، وتحول جند الثورة إلى آلة للبطش والإرهاب بيد العصابة  ، توجهها لتعميق قبضتها ونشر الخوف ، فاندفع الناس في هجرة واغتراب ، وبحث عن منافذ للخروج عن وطن لفه الشؤم والبؤس ، يخطط له الطفل الصغير قبل الكبير ، ويسر به الإبن عن أبيه والصاحب عن صديقه ، لا يأبهون بمخاطر ولا محن ولا موت ولا نجاة فمحنتهم أكبر من أن تطاق ، كأنما كتب على الناس الشتات والتفرق في الأرض ، وقد فاق ضحاياهم من نجي .

ترى من كان حاله هكذا كيف يجد طعم الذكرى وقد أنساه الأسى الأسى ؟ أم كيف يجد الفرحة وقد لفه الحزن والبلة ؟ أينما التفت لا يجد إلا ذكراها .

الشيخ / منصور طه

 
 
تهنئة جبهة التحرير بنجاخ مؤتمرها
تهنئة بعيد الأضحى المبارك
بيان بمناسبة ذكرى استقلال إرتريا (33)
تعزية
نعي وتـعـزيــة بوفاة العم حامد حيليس والد الشيخ أبو حازم رئيس المؤتمر الإسلامي الإرتري
بيان بمناسبة الذكرى (62) للفاتح من سبتمبر
2024 © حقوق الطبع والنشر محفوظة للمؤتمر الإسلامي الإرتري | By : ShahBiz