بيان بمناسبة ذكرى استقلال إرتريا (33)
بمناسبة مرور الذكرى الثالثة والثلاثين على استقلال إرتريا، يتكرر المشهد المأساوي لواقع شعبنا الذي يتراوح فيه على مر العقود بدءا من فترة الاستعمار، مرورا بحرب التحرير الطويلة، وصولًا إلى فترة ما بعد الاستقلال وحتى اليوم، إن يوم 24 مايو هو يوم تاريخي وطني شكل نهاية لعهد الاستعمار وبداية لعهد الاستقلال والتحرر بعد تضحيات جسام دفع ثمنها شعبنا الإرتري الأبي وقواه الثورية، لكن هذا اليوم التاريخي فقد بريقه ومعناه الحقيقي جراء ما انتهجه النظام من إقصاء وتهجير وتفقير وتهميش وقهر واستبداد في البلاد، فبدل أن يكون هذا اليوم عهدا جديدا في الاستقلال والحرية والاستقرار والبناء والتنمية والازدهار أصبح ذكرى عابرة تستصحب معها كل عام مشاعر الإحباط والملل وتردي الأحوال في البلاد، حيث لا يبدو في الواقع أيا من مظاهر التنمية والتقدم والازدهار، ورغم هذه المرارات يحاول الشعب الإرتري أن يحتفي بهذا اليوم التاريخي على مضض ويعبر عن فرحته بإنجازه العظيم المتمثل في الاستقلال، وليؤكد أنه لم ولن ينسى نضالات وتضحيات الأبطال الذين وقفوا بشجاعة وثبات في وجه الظلم والاضطهاد وكانوا سببا في نيل الاستقلال بعون الله، وأنه مازال شامخا عزيزا يتوق للحرية والكرامة التي سلبها منه نظام إسياس الديكتاتوري.
وبمناسبة هذه الذكرى يتوجه المؤتمر الإسلامي الإرتري بالتحية والتقدير إلى كل أفراد الشعب الإرتري وكل أبطال النضال وقواه الثورية التي شاركت في تحقيق الاستقلال، هذا اليوم التاريخي الذي يعيد إلى الأذهان تلك اللحظات الفارقة التي توحد فيها أبناء إرتريا تحت راية واحدة، واضعين نصب أعينهم هدفا ساميا هو التحرر من قيود الاستعمار.
ونعتبر أن الاستقلال لم يكن نهاية الطريق بل بداية لمسيرة نضال جديد تسعى لتحقيق الحرية وبناء وتطوير الوطن بكل إصرار وعزيمة، وأن هذه المرحلة التي نعيشها تواجهها العديد من التحديات الصعبة وتتطلب منا المزيد من النضال والعمل الجاد والتعاون المثمر بين كل فئات المجتمع الإرتري وقواه السياسية والمدنية للتصدي ومواجهة سياسات النظام الجائرة والتخلص منه لننطلق سويا نحو مستقبل مشرق يليق بتطلعاتنا وطموحاتنا.
ولتحقيق ذلك وإنجاز هذه المهمة يتطلب الأمر إلى تجديد آلياتنا وتطوير وسائلنا وتوحيد جهودنا وتوسيع مشاركتنا في الداخل والخارج والعمل على تعزيز هويتنا الوطنية ووعي شعبنا بحقوقه وواجباته، وتشجيعه على المشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية، وعلى فصائل المعارضة المختلفة أن تقود هذه المرحلة بمسؤولية، وأن وتقوم بدورها في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدبلوماسية والإعلامية، وأن تنسق جهودها لتحقيق أهداف مشتركة تركز على إحداث تغيير حقيقي وتنشد الإصلاح لأوضاع البلاد والإسراع في إنهاء معاناة الشعب الإرتري.
وتمنياتنا لوطننا وشعبنا الأمن والاستقرار والتقدم والازدهار....
المكتب التنفيذي
للمؤتمر الإسلامي الإرتري
25/5/2024