تونس الثورة المشهد – التداعيات – العبر / بقلم : حسن سلمان
الفرعونية لغة اشتقت من جمع فعلين في العربية هما (فرع) والذي يدل على العلووالسمو والرفعة و(عون) ومنه اشتقت الإعانة والماعون والعوان وهي التي لها قبل ولها بعد فالبقرة العوان هي التي قبلها بكر وبعدها فارض ومن هذين الفعلين (فرع+عون= فرعون) وأما المعني السياسي لفرعون فهو أعلى الهرم في السلطة ويحمل صفة الاستبداد والتي تتميز بالشدة والبطش وهي ظاهرة سياسية واجتماعية وعقدية كانت في كل العصور الإنسانية ولكن ارتبطت تاريخياً ودينياً بالحكام المستبدين في مصر والذي على رأسهم فرعون موسي الذي أكثر القرآن من ذكره وقصته. والظاهرة الفرعونية هي محاولة لمنازعة الله في أخص خصائصه المتمثلة في الآتي:-
(1) الطاعة المطلقة حيث لا تكون إلا لله ويريدها الفرعون لنفسه من خلال ادعائه الألوهية (ماعلمت لكم من إله غيري) وحقيقة التأله هو الطاعة المطلقة.
(2) الملكية المطلقة(السيادة) والتي لا يملكها على هذا الوجود إلا الرب، والفرعون يريد أن ينازع في ذلك من خلال إدعاء السيادة المطلقة على العباد والبلاد( أنا ربكم الأعلى) وكلمة الرب في العربية تعني السيد.
(3) الفردية المطلقة وعدم قبول الشريك في الحكم وهي صفة للإله الرب الخالق ويريد الفرعون المنازعة في ذلك بحيث(لا يشرك في حكمه أحداً).
(4) التصرف المطلق دون أن ترتبط إرادته بإرادة أحد (فعال لما يريد) والفرعون لا يريد أن تحول دون تحقيق إرادته أي إرادة مهما كانت إمعاناً في المنازعة والتشبه بالإله.
(5) علوه عن المحاسبة والمساءلة (لا يسئل عما يفعل وهم يسألون) فالله متعال عن المحاسبة والمساءلة لأنه إنما يتصرف في ملكه وخلقه والخالقية تقتضي ذلك والفرعون يريد أن يتقمص هذه الصفة فيجعل من نفسه متعال عن المحاسبة والمساءلة .
التفاصيل في قسم المقالات .
 
18-01-2011
Print this page.
http://www.al-massar.com