الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
في يومي الثلاثين من صفر والأول من ربيع الأول 1432هـ الموافق الثالث والرابع من فبراير 2011م عقد مجلس شورى المؤتمر الإسلامي الإرتري اجتماعه الدوري الثالث ، في وقت تشهد فيه الساحة الإقليمية والدولية العديد من الأحداث الهامة ، فالوضع الإرتري في الداخل يزداد سوءا جراء الاضطهاد والقمع الذي يمارسه النظام بحق الشعب الإرتري الذي أهدر كرامته وحريته وحقوقه بصورة مهينة ، وحيث تشهد المعارضة الإرترية حراكا سياسيا هاما يتمثل في الإعداد لمؤتمر الحوار الوطني الجامع تشارك فيه مختلف القوى الإرترية بغية الانتقال بالعمل السياسي المعارض إلى حالة أكثر فاعلية وتهيئة لعملية التغيير الديمقراطي المأمولة ، وفي الوقت ذاته يعكف التحالف في تحضيرات وترتيبات هامة لعقد مؤتمره الدوري بعد مسيرة شهدت إنجازات مقدرة وتعرضت لهزات أدت بمكوناته إلى صراع داخلي أخذت الكثير من جهوده وأوقاته وأسفرت في نهايتها إلى انسحاب حزب الشعب الديمقراطي الإرتري . إلى جانب ما يجري اليوم في السودان الذي ينقسم إلى دولتين وتداعيات ذلك على المنطقة سياسيا وأمنيا، وما نشاهده من ثورات شعبية في العالم العربي تضع المنطقة أمام معطيات سياسية واجتماعية واقتصادية جديدة .
في مثل هذا الظرف الحساس انعقدت جلسة المجلس وأمامه العديد من القضايا التي أعد المكتب التنفيذي عنها التقارير والدراسات والمقترحات لمناقشتها ، فقد وقف المجلس على أداء التنظيم في شتى مجالات العمل من خلال التقرير السياسي والأدبي والمالي ، وأجرى عليه تقييما وتقويما وفقا لمقرراته وبرامجه المجازة ، كما أجرى مناقشات عميقة في النشاط السياسي المتمثل في العلاقات مع التنظيمات الإرترية ، والحوارات والمحاضر المشتركة التي أجرتها القيادة التنفيذية.
هذا وقد أصدر المجلس جملة من القرارات والتوصيات والمواقف التي توصل إليها من خلال مناقشاته في جميع أجندة الاجتماع حيث :
• أجاز المجلس مع التقارير عددا من التصورات التي تقدم بها المكتب التنفيذي في البرامج الموجهة داخليا، والبرامج التي تستهدف بناء العلاقات مع القوى السياسية الإرترية وتقوية دور المعارضة . إلى جانب بناء العلاقات التي تخدم قضيتنا مع الأصدقاء .
• أكد المجلس على تعزيز جهود الحوار التي بدأها المكتب التنفيذي مع عدد من تنظيمات المعارضة موجها بالتواصل والارتقاء بتلك الحوارات وتوسيعها .
• يستنكر المجلس بشدة الحملات الإعلامية التي يتعرض لها التنظيم من حين لآخر ، لثنيه عن مواقفه السياسية ، مع التأكيد على احترامه العميق لحرية التعبير والرأي والنقد الذي يلتزم بالقوانين والأعرافِ المهنية المرعية.
• يعبر المجلس عن أسفه الشديد لحالة الشد والجذب والاستقطابات التي تعيشها المعارضة الارترية . ودعا كافة أطراف المعارضة إلى التسامي على خلافاتها الجزئية ، وإنهاء حالة الانقسام والتوتر من أجل خلق ظروف ومناخ سياسي يعود بها إلى مسارها النضالي الصحيح.
• يؤكد المجلس مجددا حرصه الأكيد وتمسكه بالتحالف كمظلة سياسية وتنظيمية جامعة تتيح فرص الوقوف صفا واحدا في مواجهة التحديات والاستحقاقات المنتظرة ، معربا عن أسفه الشديد لغياب الانسجام والوفاق بين مكونات التحالف الديمقراطي والذي كانت نتيجته انسحاب حزب الشعب وخروجه من مظلة التحالف ، في خطوة أكدت عمق الأزمة السياسية التي تعيشها المعارضة ، وتبعث قلقا بالغا في صفوف جماهير شعبنا المتطلعة دوما إلى اصطفاف قوى المعارضة في جبهة وطنية جامعة توجه كل طاقاتها وإمكانياتها وتدفعها في اتجاه التخلص من النظام القمعي.
• ويهيب المجلس ببذل مزيد من الجهد لتوفير الأجواء المناسبة لإنجاح مؤتمر التحالف المرتقب. ويدعو إلى استعادة وحدة التحالف والخروج سريعا من مأزق الانقسام والتجزئة ، كخيار إستراتيجي لتفويت الفرصة على النظام القمعي الذي يتربص بالجميع دون فرز .
• يؤكد المجلس أن الأزمات الخطيرة والمتتالية التي تمر بها إرتريا (نظاما ومعارضة وشعبا) تجعل الحاجة من الحوار الوطني الشامل أولوية ملحة وواجب وطني عاجل . مثمنا مشاركة التنظيم في ملتقى الحوار الوطني وإسهامه فيما تحقق من جهود .
• ويشدد المجلس على أهمية جودة التحضير للمؤتمر الوطني وشفافيته ، وتهيئة المناخ الملائم، ودقة معايير الدعوة والمشاركة ، والتحلي بقدر كبير من الجدية والمسئولية كشروط أساسية لإنجاح المؤتمر المرتقب .
• يؤكد المجلس أن سياسات النظام الاقصائي وفشله في الاعتراف المتساوي بالمكونات الوطنية والوقوف على مسافة واحدة منها في البناء والنماء ، أدى إلى تنامي ظاهرة المطالب الخاصة. كما يؤكد المجلس على احترامه لكافة حقوق وخصوصيات القوميات السياسية والاقتصادية والثقافية في حدود الثوابت الوطنية وفي مقدمتها (الحفاظ على الكيان الارتري واحدا موحدا).
• يندد المجلس بالسياسات والممارسات الجائرة للنظام في إرتريا ، والتي أصبحت بؤرة لإنتاج واستفحال الأزمات محليا وإقليميا . ويعبر عن قلقه الشديد على مستقبل الوطن الذي انعدمت فيه الشروط الضرورية والأساسية للعيش والكرامة . ويحمل المجلس النظام القمعي كامل المسئولية على ما يترتب من سياساته وتصرفاته غير المسئولة على الكيان الارتري وسيادته وقراراته ولحمته .
• يعبر المجلس عن قلقه البالغ إزاء استمرار وتزايد حالة اللجوء وبشكل غير مسبوق ، ويؤكد على ضرورة الاهتمام بظاهرة اللجوء لانعكاساتها الخطيرة على حاضر الوطن ومستقبله ، معربا عن تعاطفه العميق مع اللاجئين فيما يلاقونه من مخاطر وصعوبات في طريقهم للوصول إلى معسكرات اللجوء. ودعا المجلس كافة الجهات المعنية والمهتمة أن تتحمل مسؤولياتها الأمنية والإنسانية تجاه قضية اللاجئين الإرتريين وأن تضعها في صدر أولوياتها وأجندتها .
• يؤكد المجلس مجددا دعمه الثابت للشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، وعودة كافة لاجئيه ، ويعلن تضامنه في مواجهة الحصار والتجويع والتهويد التي يمارسها الاحتلال الصهيوني .
• ويجدد المجلس مساندته للشعب العراقي في سبيل إنهاء الاحتلال الأجنبي لأراضيه والحفاظ على وحدة شعبه وترابه.
• ويدعو المجلس بإلحاح الإخوة في الصومال إلى ضرورة التهدئة والمصالحة ورأب الصدع لوضع حد للمآسي والصراعات التي عصفت بالصومال وطنا وشعبا .
• يعبر المجلس عن تأييده ومباركته لهبة الشعب التونسي التاريخية وانتفاضته الباسلة والتي سطر فيها ملامح نادرة ضد الدكتاتورية والاستبداد ، مبتدرا مرحلة جديدة وحاسمة تقذف بالطغيان والظلم والفساد إلى مزبلة التاريخ ، وفي ذات المسار يؤكد المجلس تضامنه مع إرادة وتطلعات الشعب المصري للحرية والكرامة والعدالة.
• كما يعلن عن تعاطفه المطلق مع السودان الشقيق في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها ، ويعرب عن أمله في أن تعم مناخات التوافق والسلام في ربوع السودان.
• ويتوجه المجلس بالشكر والتقدير لدولة إثيوبيا الجارة ، وكل الذين يدعمون قضية شعبنا العادلة والمشروعة .
وبالله التوفيق ...
مجلس شورى
المؤتمر الإسلامي الإرتري
5/2/2011م