في الأسبوع الماضي قام النظام بحملة تجنيد مسعورة إستهدفت من عمر 18 سنة إلى 50 سنة وشملت الإناث والذكور في جميع مناطق إرتريا تحت قوة التهديد المفرط لكل من يقف ضد هذا القرار الجائر والقاضي بتجنيد الفتيات الحرائر اللواتي يقمن برعاية كبار السن من الوالدين الذين هرموا من جراء ممارسة النظام الدكتاتوري وأصيبوا بالضعف وعرضة لجميع الأمراض الفتاكة نظراً لعدم وجود المعيل للحصول على الدخل المادي لكي يتلقى العلاج وضعف قوته للعمل ، وحيث تم تجنيد جميع من له قدرة على العمل في صفوف الجنود الذين يعملون ليلاً ونهاراً لخدمة جنرالات إسياس في نفس الوقت الذي يموت فيه والده أو قريب له من جراء المرض أو الجوع . والغريب لماذا هذا التجنيد في هذه الأيام بالذات حيث الجفاف وإنقطاع الإمطار والمجاعة الغير المعلنة . علماً أن سلطات الجمارك التابعة للولاية الشرقية في السودان ضبطت 46 لوري محمل بذرة مهرب وفي طريقيه إلى إرتريا مما يدلل على وجود مجاعة داخل البلاد.
والأمر الغريب أيضاً لماذا لجأ النظام في تجنيد الفتيات في هذه المرحلة بالرغم أنه كان قد أوقف تجنيد الفتيات إلا اللواتي يدرسن في المدراس الحكومية ثم يتم تحويلهن إلى ساوا للمرحلة الثانوية ، أما هذه المرة الحملة كانت على الجميع حتى على اللواتي لم يدرسن في المدارس الحكومية . يبدو النظام يعيش حالة من التخبط والخوف من أي تحرك شعبي على قرار ما يحدث في الدول العربية والتي كان للعنصر النسائي المشاركة الفعالة فيها ، ربما تونس ومصر قد تكون حالة طبيعية في مشاركة المرأة فيها ولكن الحالة الغير الطبيعية هي مشاركة المرأة اليمنية في التظاهرات ومطالبة تغيير النظام بالرغم أن الشعب اليمني شعب محافظ جداً ولأن المجتمع الإرتري واليمني فيه صفات إجتماعية مشتركة يتخوف النظام أن تتحرك ثورة نسائية في إرتريا بعد أن غٌيب الرجال في غياهب السجون والأخرين عمال في المزارع أو عمال في شركات البناء والتشييد التابعة للنظام . ولم يبقى على أرض الوطن سوى الفتيات والعجائز والأطفال .
ولكن هناك تحليل آخر أن إسياس بعد عودته من حضور توقيع الإتفاقية بين الحكومة السودانية والمجموعات المسلحة الدارفورية والأمور ليست على ما يرام على صعيد العلاقات السودانية الإرترية حيث تم تأجيل إفتتاح الطريق الذي يربط بين إرتريا والسودان شرقاً وذلك لإعتذار النظام المفاجئ من الحضور بالرغم الترتيبات المسبقة بالإحتفال.
ويذكر ايضاً أن مجلس الأمن بصدد تحريك ملف العقوبات ضد إرتريا وخاصةً المعادن وغيرها مما يضع النظام في حالة إرباك من الناحية الإقتصادية ، والتجنيد الجديد ربما قد لا يستبعد أن تكون لإشغال الحكومة الإثيوبية في خضم الأحداث الدولية في ملف العقوبات وبالتالي الكف عن تطبيق العقوبات الإقتصادية .
وعلى جانب آخر هناك دولة خليجية كان يحج عليها صباح ومساء لم تكن الامور على ما يرام حيث أتخذت الدولة بعد زيارته الأخيرة خطوات عملية في إقاف بعد معاملات الجالية الإرترية في الدوائر الرسمية . ويذكر أن الدعوة المقدمة له للحضور على توقيع إتفاقية سلام دارفور كانت قد سلمت له عبر سفير قطر في إرتريا عبر وزارة الخارجية الإرترية.