لقد تابعنا بكل فخر وإعتزاز من اللحظة الأولى التي بزغت فيها ثورتكم الشعبية المعبرة عن طموحات الشعوب الحرة وتطلعاتها الخيرة ، ضد نظام طاغية العصر معمر القذافي الذي وصل إلى أسوأ مراحل القمع والتنكيل بشعبه ، فالتحية لكم ولشعبكم الثائر في وجه الطاغية والدكتاتور الذي جثم على صدر ليبيا وأحالها عبر عقود لإقطاعية ملحقَة به وبأفراد عائلته .
وسيقف التاريخ إجلالاً لثورتكم الظافرة التي كشفت حقيقة الأنظمة القمعية الدكتاتورية ، والتي مهما أوغلت في القمع وأفرطت في الطغيان والجبروت فلن تقدر على إجبار الشعوب على التراجع عن مصالحها المشروعة وتطلعاتها العادلة حتى مع سقوط آلاف الشهداء والجرحى ، مما أحيت الأمل والثقة ، ونزعت وإلى الأبد مهابة الطغيان والجبروت, بصمود إسطوري ، وإرادة صلبة ، وتضحيات كبيرة ومؤلمة ومستحقة قُدمت قرباناً للعزةِ والكرامة.
ونحن في المؤتمر الاسلامي الارتري نتوجه إلى قيادة المجلس الإنتقالي والثوار البواسل والشعب الليبي الكريم بتبريكاتنا الخالصة وتهانينا الحارة لإنتصاراتكم الباهرة, و نترحم على شهدائكم وندعوا بالشفاء العاجل لجرحاكم ، فنجاح ثورتكم هو نجاح لكل الشعوب المتطلعة للحرية والانعتاق وفجر جديد لا مكانة فيه لكسر روح المقاومة ووأد آمال الشعوب في أن تصيغ مصيرها ومستقبلها بنفسها. وإن المصير الذي أنتهي إليه معمر القذافي هو نفس المصير لكل الطغاة والمتجبرين الذين يستعبدون الشعوب بالقهر والإذلال والظلم.
متمنين لكم التوفيق في بناء ليبيا الجديدة التي يسودها الأمن والرخاء والعدل والكرامة في ظل دولة القانون.