وزير العدل الجيبوتي لـ «العرب»: واثقون من نجاح الوساطة القطرية بشأن النزاع مع إريتريا

 

وزير العدل الجيبوتي لـ «العرب»: واثقون من نجاح الوساطة القطرية بشأن النزاع مع إريتريا

الدوحة - محمد الشياظمي ومحمد عيادي : 2012-04-29

 

أكد سعادة السيد علي فارح عسوه وزير العدل ومصلحة السجون المكلف بحقوق الإنسان بجمهورية جيبوتي على متانة العلاقات التي تجمع بين دولة قطر وجمهورية جيبوتي، منوها بالزيارة التي يقوم بها والوفد الحقوقي المرافق له إلى الدوحة والتي توجت بتوقيع اتفاقيات تعاون وتبادل خبرات في قطاع العدل.
وقال سعادة الوزير في حديث لـ «العرب»: إن المباحثات مع سعادة وزير العدل القطري السيد حسن عبدالله الغانم، وسعادة الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني وزير الدولة للشؤون الداخلية، وسعادة السيد علي بن فهد الهاجري مساعد وزير الخارجية للشؤون الخارجية، وسعادة السيد مسعود محمد العامري رئيس محكمة التمييز رئيس المجلس الأعلى للقضاء، بحثت أوجه التعاون والتنسيق في المجالات القانونية والقضائية بين قطر وجيبوتي.
وقال وزير العدل في جمهورية جيبوتي إن اتفاقية التعاون القضائي والقانوني التي وقعت مع المسؤولين في قطر هي اتفاقية وقعت فعليا سنة 2010، وهي اليوم تدخل حيز التطبيق العملي في ظل حرص المسؤولين في البلدين على تطوير مجالات التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات والمعلومات في المجال القضائي والقانوني.
وقال سعادة الوزير إن النظام القضائي في جمهورية جيبوتي نظام فرنكوفوني عريق، ووزارة العدل في البلد وزارة سيادية، ولديها خبرات قابلة للتبادل في المجال القضائي والقانوني.
وفي سياق حديثه عن الوساطة القطرية بين جمهورية جيبوتي وإريتريا قال سعادة الوزير إن هذا الموضوع كان محور حديثه مع المسؤولين في وزارة الخارجية في قطر، وقال إن جزءا من أراضي جيبوتي تعرض لاعتداء من طرف الجارة إريتريا، لكن جيبوتي تمكنت بحنكة دبلوماسية من إحراز مكاسب سياسية في المحافل الدولية، والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي، ففرضت قرارات على إريتريا كادت تصل إلى الحصار، وعندما جاءت الوساطة القطرية رحب بها كثيرا من طرف جيبوتي، لأن وساطتها قادرة على حل هذه القضية وهو ما سينضاف إلى سجل قطر في هذا المضمار.
وبشأن ما طلب من جيبوتي من أجل إنجاح هذه الوساطة، قال سعادة الوزير إن جيبوتي قدمت كل ما طلب منها ووجهة نظرها، ولا ينتظر إلا صدور القرار الأخير من طرف الوسيط القطري، لأنه وضعت استراتيجية معينة ودقيقة، وعرضت الأفكار على الجانبين، والمسؤولون في جيبوتي في ترقب لما سيصدر من نتائج، وقال إن جيبوتي تثق كامل الثقة في الوساطة القطرية، لأن قطر بمثابة الشقيقة الكبرى، وإن الآمال معلقة على نجاح هذه الخطوة المتبناة من طرف قطر، بالنظر إلى خبرتها.
وفي سؤال حول الدور الذي تلعبه جيبوتي في منطقة القرن الإفريقي، قال سعادة الوزير إن مكانة جيبوتي الاستراتيجية معروفة، وقد عملت على إرساء دعائم السلام في الصومال، وعقدت مفاوضات بشأن الصومال ونجحت، وأيضاً في الشأن السوداني، ومنظمة الإيغاد توجد في جيبوتي، لكن إريتريا لها علاقات متوترة مع جميع جيرانها، ونحن نحبذ السلم ونلجأ إلى الأشقاء لتحقيق هذه الأهداف.
وحول ملف القرصنة التي تهدد الأمن في القرن الإفريقي وباب المندب، قال سعادة الوزير إن جيبوتي تبذل مجهودا كبيرا في هذا السياق، والقوات التي تكافح هذه القرصنة موجودة في جيبوتي، وهي تبذل مجهودا معروفا، وتساعد على دعم الجهود الدولية لتأمين هذه المنطقة.
وفي رده على سؤال حول القاعدة العسكرية الأميركية في جيبوتي وقوات أخرى، ودعاوى تقليلها من سيادة هذا البلد على أراضيه ومحيطه، قال سعادة الوزير إن موضوع القواعد العسكرية ليس تقليلا من سيادة جيبوتي، وهي تنخرط في إطار من التعاون مع القوات الدولية من أجل حفظ السلم في منطقة القرن الإفريقي، وتحقيق الهدوء في هذه المنطقة الحساسة من العالم، ومكافحة الإرهاب والقرصنة.
وبخصوص حضور جمهورية جيبوتي في أجندات الجامعة العربية، قال سعادة وزير العدل في جمهورية جيبوتي إن من عادة القضايا الكبرى أن تطغى على الملفات الأقل بحسب الأولوية، لكن جيبوتي تبقى هي العمق الاستراتيجي للدول العربية، ومشاكل جيبوتي ستتأثر بها الدول العربية، لكن من عادتنا في جيبوتي أننا لا نشتكي، لكننا ندعو الأشقاء العرب إلى الاهتمام أكثر بجيبوتي، ومقدراتها وإمكاناتها الاقتصادية والسياحية.
 
29-04-2012
Print this page.
http://www.al-massar.com