أسرة تحرير:المسار
في خضم الأحداث المتسارعة في إرتريا تسلم الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر في الأسبوع الماضي رسالة خطية من رأس النظام الإرتري أسياس أفورقي تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك وفق ما أوردته وكالة الأنباء القطرية (قنا) . وذلك خلال استقباله سفير النظام الإرتري علي إبراهيم أحمد المعتمد لدى الدولة في مكتبه بالديوان الأميري بتاريخ 23/02/2013.
وتفيد مصادر مقربة من سفارة النظام بدولة قطر أن رسالة إسياس أفورقي كانت فحواها طلب تقدم به للقيادة القطرية بضرورة التأجيل للندوة المزمع عقدها في 12/03/2013 منتدى العلاقات العربية والدولية تحت عنوان ( إرتريا الحاضر والمستقبل) وذلك متعللاً برغبته في زيارة دولة قطر خلال الأسبوع الذي سوف تعقد فيه الندوة حتى لا تتسبب في إزعاجه بالطبع. وليس بالضرورة أن يكون صادقاً فيما يقول فقد إستمرأ الكذب والتضليل في سلوكه وتعامله وإنما محاولة منه تضييع وتفويت الوقت على قوى المعارضة الإرترية التي كانت متأهبة لحضور الندوة لتقديم ما تمتلكه من الأدلة والبراهين في جرائم النظام ضد شعبه ودول الجوار لفضحه إعلامياً أمام الباحثين والأكادميين و ضيوف الندوة.
الشعب القطري طيب الأخلاق والمعشر لذلك لا يحرج أحداً في طلبه وفي تقديري ذلك سبب إستجابة منتدى العلاقات العربية والدولية لتأجيل الندوة. ولكن المعضلة تكمن في إسياس أفورقي وليس في تأجيل الندوة هذا الرجل ليس له عهد ولا ميثاق فهو يغدر بإصدقائه المقربين من رفاقائه في السلاح وتاريخه في نقض العهود والمواثيق حافل بملفاته السوداء بدءاً من الشعب الإرتري ثم السودان واليمن وإثيوبيا وجيبوتي وأخيراً تصرفاته الهوجاء مع القيادة القطرية التي قدمت له الكثير من المال وأنقذت إقتصاده المتهالك وتدخلت في وساطة بينه وبين جيبوتي لتسوية الخلافات ولكنه نكث على عقبيه وأخذ يراوغ حتى إنكشف كذبه وإفتضح أمره في تنكره لعدم وجود أسرى جيبوتيين ولكن إستطاع منهم اثنان الهروب وكشفت الأكذوبة . وبالرغم مما قامت به دولة قطر مشكورة من إجل إحلال الأمن والإستقرار في المنطقة من خلال إرسال قوات قطرية لمراقبة الحدود بين البلدين، إلا أن أسياس كذب على القيادة القطرية لمدة أربعة سنوات كاملة لرفضه المتكرر الإفصاح عن الأسرى الجيبوتيين مبيناً عدم وجود أسرى جيبوتيين. ولم يكتف بهذا فحسب بل طلب من وزير الخارجية التركي خلال زيارته لأسمرا في نوفمبر 2012 بتسلم ملف الخلافات الجيبوتية الإرترية حتى يكون بعهدة ورعاية تركيا لكي تلعب دوراً محورياً بدلاً من دولة قطر ضارباً عرض الحائط بكل المواثيق والعهود والإتفاقيات الدولية والأقليمية وإحترام وتقدير دور الوسيط الذي لعب دوراً محورياً وفعالاً خلال أربعة سنوات كاملة كان من المؤمل لهذه الوساطة تحقيق الكثير من الأهداف على المستوى المحلي والأقليمي و يستفيد منها شعب البلدين وشعب المنطقة بتحقيق الإستقرار . ولكن تعنت النظام الإرتري ورفضه التعاطي الإيجابي مع القضية حال دون ذلك.
ورداً على الرسالة التي تلقاها أمير دولة قطر من نظيره الإرتري بعث سعادة السيد أحمد بن عبدالله آل محمود نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء برسالة خطية لوزير خارجية النظام الإرتري المدعو عثمان صالح محمد تتعلق بالعلاقات الثنائية بين دولة قطر وإرتريا، وسبل تطويرها وفق ما أوردته وكالة الأنباء القطرية بتاريخ 01/03/2013 والتي قام بتسليمها سعادة السيد محمد بن عيسى المناعي سفير دولة قطر لدى إرتريا .
وهنا المتأمل يتضح له الصورة جلية إلى أي مستوى وصلت العلاقات الإرترية القطرية وفي الواقع الرسالة الموجهه من آل محمود تحمل في طياتها الكثير من الرسائل المبطنة وبأسلوب دبلوماسي را قي جداً لعدم رضى الطرف القطري من سلوك أسياس أفورقي ، ويكفي في دلالاتها أنها وجهت من نائب رئيس الوزراء وليس من الأمير أو رئيس الوزراء والسياسيين والدبلوماسيين يدركون المعنى والهدف الذي تريد دولة قطر أن توصله للنظام الإرتري.
وسفارة النظام بالدوحة قامت بمحاولات مستميتة لتلطيف الأجواء بين البلدين وذلك بتزويد موقع القرن الإفريقي أحد أبواق النظام بمواضيع أرشيفية لنشرها حيث شملت المواضيع التي تم إعادة نشهرها بتاريخ 28/02/2012 حواراً مع سفير النظام في الدوحة تم اجراؤه بمناسبة عيد الفطر المبارك في العام الماضي وكذلك نشر صور تجمع أمير دولة قطر مع رئيس النظام الإرتري عند إفتتاح الطريق الحدودي الرابط بين إرتريا والسودان بشرق السودان في عام 2011.
فهل ياترى إسياس أفورقي صادق في تعامله مع القيادة القطرية ؟ وهل القيادة القطرية تعرفت بما يكفي على مراوقة النظام ومحاولة الإستفادة من تضيع الوقت لصالحه ؟ وما هو دور قوى المعارضة الإرترية في بلورة سياساتها والإستفادة من هذه الأحداث أم أنها لا تحسن الإصطياد في الماء العكر ؟ ولماذا لا تقوم بمبادرات مع الدول العربية لقطع الطريق على النظام وتضيق الخناق عليه بدلاً أن تكون محشورة في زاوية ضيقة ؟ وهل من المأمول عودة العلاقات القطرية مع النظام الإرتري كما كانت ؟
إن القلوب إذا تنافر ودها * مثل زجاج كسرها لا يجبرُ