مشاهداتي للمؤتمر العام الثاني للمؤتمر الإسلامي الإرتري الحلقة الثانية
وفى صباح التاسع عشر من شهر 11 /2014 وفى تمام الخامسة والنصف صباحاً صعدنا مدارج اسكاى بص المتجه الى قوندر من ميدان (مسقل أدباباي )بقلب العاصمة أديس أبابا وهو نفس الميدان الذى كان يخاطب منه منقستو هيلى ماريام الشعب اﻹثيوبى فى خطبه الرسمية والحماسية المتعلقة بإعلان الحرب والسلم ،،، كما يذكر أنه وبعد خطاب ناري من فوق العمارة المطلة على الميدان ألقى بزجاجة مليئة بالدم أمام الجمهور إيذاناً باحتلال إرتريا ثم انطلق ،،،، وﻻزالت هذه الساحة هي مهوى أفئدة اﻹثيوبيين للخطب الجماهيرية مروراً بملس ،،، إنطلقنا على بركة الله فى رحلة يتقدمها الشيخان والسيد رئيس اللجنة التحضيرية والسيد رئيس المكتب السياسى والسيد رئيس مكتب العلاقات الخارجية أحد أعضاء وفد المقدمة واﻹعداد الناجح للعرس المأمول ،،، خرجنا تاركين أديس غارقة فى نومها كما دخلناها ساكنة ،،، حيث شالت بنا النعل فى الواطئيين وسارت ، وأشرقت اﻷرض بنور ربها فتجلى صنعه وبانت الحقيقة ،،،، أرض الحبشة الخضراء المهندمة تكسوها اﻷشجار والخضرة تغطيها المزارع فى الجبال والبراري على قلتها مشكلة لوحة فنية مرسومة على طول امتداد اﻷرض اﻹثيوبية ، منها الطاف والقمح والشعير وأشياء أخر ،،،، تأخذك الطبيعة الخلابة أينما يتجه بك النظر وأنت سائر فى طريق جبلي دائري آخذ فى الصعود تارة وفى الهبوط تارة أخرى فى مشهد تتجلى فيه عظمة الخالق المبدع ،،،، وبينما أنت سائر فى أكناف معجزة الطبيعة التى حباها الله لأرض الحبشة ﻻ تكاد تفارق عيناك مساكن المواطنين منتشرة كالنحل فى قمم الجبال وعلى السهول والوديان بانتشار واسع وحركة بشرية دؤبة فى كل مناح الحياة فى مساحة تمتد من أديس أبابا إلى قندر طولها 780 كلم ،،،،، تتتبع فيها حركة اﻹنسان والحيوان وأسرار التشبث باﻷرض لدى اﻹنسان اﻹثيوبى وإعماره لكل شبر وترويض الجبال ،،، كما ترى مدى هوان المرأة عندهم إذ تعمل فى الطرقات والكباري والمزارع حاملة اﻷثقال على متنها حافيه القدمين ﻻ أدري ما السر فى ذلك ؟؟؟ !!! ويفاجئك منحنى جبلي غاية فى الجمال روض هو اﻵخر ليكون طريقاً برياً يضاف الى معجزات إثيوبيا التى ﻻ تنتهي عند حد ، به أخطر المنعطفات على اﻹطلاق التى تأخذ شكل التواء الحبل فى منطقة تعرف بجبل أباى برها تمتد الى 42 كلم على بعد 300 كلم من اديس ابابا ،،،!!! ثم تتابع سحر الطبيعة اﻷخاذة حتى تصل الى منطقة دجن التى توجد بها أضخم مصانع اﻷسمنت وتبعد حوالى 125 كلم عن أديس ابابا. واعذرونى على التقديم والتأخير و الذى يدل على عدم معرفتى الدقيقة بكثير من التفاصيل ، ثم منطقة دبرامارقوس الجبلية التى يوجد بها أنواع عسل النحل الصافى ، ويتواصل مسلسل الرحلة وصولاً إلى عمق الجمال المختزل وسحره الجاذب مدينة بحر دار عروس الطبيعة عشيقة الملايين وما أن تتوسط جمالها عابراً حتى تتخاطفك المناظر والمركب يشق طريقه الى قوندر فينسيك الجمال بعضه ويمل الجوال من الصور بعد تغطية كاملة للرحلة ،،،،!!! ﻻ يكاد اسكاى بص يتوقف عن السير حتى يكمل رحلته الى قوندر بعد مضى 14 ساعة وفى تمام السابعة والنصف مساءاً يحط رحاله بمدينة قوندر ذات الطابع اﻷثرى المحاطة بالطبيعة ،،،، وكان فى إنتظار قدومنا على أرض قندر اﻷشاوس الفاتحين طليعة المؤتمر اﻹسلامى الإرتري اﻷخوة المكلفين بتنظيم المؤتمر والتشريفات ، فما أن وطأت أقدامنا أرض قوندر حتى توجهنا الى قصر الضيافه المؤقت المعد سلفاً (غير مكان المؤتمر) فأُكرمنا أيما إكرام وحللنا ،،، وفى الصباح طفنا على السوق لبعض اﻷغراض ورأينا مارأينا ،،،،، وللحقيقة فإن الشعب اﻹثيوبى بالجملة شعب متواضع ومنظم شعب يحفظ الجميل وأكبر من ذلك يرد الجميل بانحناءة رائعة وبعبارة (إشى و أمسقنالو) اللتان تفوقان عدد الجمل اﻷخرى المتداولة خلال الجرد اليومى للكلمات .
بقلم: الزبيدي