بيان حول إعلان الائتلاف الحاكم في إثيوبيا
بإنهاء الحرب مع إرتريا
دأب نظام إسياس القمعي منذ توليه الحكم في إرتريا وعلى مدى سبعة وعشرين عاما على افتعال الحروب والأزمات العسكرية والأمنية والاقتصادية مع جميع دول الجوار ، واتخاذها أكبر ذريعة للتخلي عن مسئولياته الوطنية في إرساء العدالة وتحقيق الأمن والتنمية ، واستغلالها في نهب ثروات البلاد وقمع الشعب الإرتري ، وحرمانه من حقوق العامة والخاصة.
وكانت من أسوأ هذه الأزمات الحرب الدامية مع إثيوبيا في الفترة ما بين عام 1998 وحتى عام 2000م والتي راح ضحيها عشرات الآلاف من أبناء الشعب الإرتري ، كما عاشت إرتريا من بعد هذه الحرب وحتى اليوم حالة اللا حرب واللا سلم التي كانت الأسوأ نفسيا في معنويات الجيش الإرتري بالإضافة إلى معاناته في الدعم اللوجستي واستخدامه سخرة واستغلاله من قبل الضباط في أغراضهم الخاصة ، مما دفعه ذلك إلى هروب أعداد كبيرة إلى خارج إرتريا عبر دول الجوار ، وانشغلت قيادات الجيش بالأتاوات والرشاوى والتهريب فشكلوا مقاطعات ابتزاز وبؤر فساد زادت من معاناة الشعب الإرتري .
وفي المقابل شكلت هذه الأزمة الحدودية لدى الجانب الإثيوبي عبئا أمنيا وعسكريا واقتصاديا ، وأضحت خصما في طريق التنمية التي تشهدها إثيوبيا ، وفي هذا السياق يأتي إعلان الائتلاف الحاكم في إثيوبيا في اليومين الماضيين يؤكدون فيه استعدادهم للتنفيذ الكامل لاتفاق السلام الذي وقعت عليه إثيوبيا عام 2000 لإنهاء الحرب ، وأكد ذلك رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد بإعلانه بأن إنهاء الحرب وتعزيز الروابط الاقتصادية مع إرتريا أمر حاسم للاستقرار والتنمية في منطقة العقرن الإفريقي .
ويعتبر هذا الإعلان مهما في إنهاء الأزمة إذا وجد قبولا من نظام أسمرا ، وتم الالتزام باتفاق السلام ونتائج ترسيم الحدود التي توصلت لها اللجنة الدولية ، حيث ينهي ادعاء نظام إسياس بأن إثيوبيا هي التي ترفض حل الأزمة ، ويسقط هذه الذريعة التي استغلها في تنفيذ أجنداته الخاصة وتعطيله للتنمية ، ويتفرغ الشعب الإرتري لمقاومة النظام الديكتاتوري وبناء دولتهم واختيار نظامهم السياسي وقياداتهم الوطنية بعيدا عن هاجس الحرب مع إثيوبيا.
ونحن في المؤتمر الإسلامي الإرتري نرحب بكل الخطوات والمبادرات التي تحقق السلام والاستقرار لشعبنا الإرتري وشعوب المنطقة ، ونطالب حكومتي البلدين بإنهاء الأزمة الحدودية بصورة عاجلة على أساس اتفاقية السلام التي رعتها دولة الجزائر الشقيقة لإنهاء الحرب عام 2000م ، وضرورة التعجيل بتنفيذ ترسيم الحدود وفقا لنتائج اللجنة الدولية ، مناشدين الدول الإقليمية والمجتمع الدولي بدعم هذا التوجه وزدفعهم لتسوية الخلافات التي تضررت منها الشعوب .
ونسأل الله أن يعجل لشعبنا الإرتري بالفرج ، وأن يمتعه بالأمن والاستقرار والسلام والحرية والعدالة .
المكتب التنفيذي
7/6/2018م