بيان بمناسبة الذكرى (60) لانطلاقة الكفاح المسلح لتحرير إرتريا

 بيان بمناسبة الذكرى (60)

لانطلاقة الكفاح المسلح لتحرير إرتريا

بحلول الفاتح من سبتمبر تمر على الشعب الإرتري الذكرى الستون لانطلاقة الكفاح المسلح عام 1961م، والتي مثلت تحولا تاريخيا مهما في مسيرة الشعب الإرتري نحو التحرير بعد أن فشلت كل محاولاته السلمية والسياسية في فترة تقرير المصير. انطلقت شرارة الكفاح المسلح بقيادة البطل حامد إدريس عواتي وصحبه الكرام في أول مواجهة مسلحة ضد المستعمر في جبل أدال والتي كانت إعلانا وبداية لثورة مسلحة تهدف لتحرير البلاد ونيل الاستقلال، شارك فيها كل فئات الشعب الإرتري، ودعموها بالنفس والمال.

يتذكر الشعب في الفاتح من سبتمبر ما تعرض له من حملات القمع وحرب الإبادة الجماعية التي مارسها المستعمر الإثيوبي في جميع أنحاء إرتريا ضد المدنيين العزل رجالا ونساء وأطفالا، وما قام به من حرق للمزارع وتسميم للمياه ونهب لثرواتهم، وإهانة لكرامتهم والتعدي على أعراضهم وحقوقهم، واعتقالات شاملة وممارسة أبشع صنوف التعذيب بحق المعتقلين.

وبعد ثلاثين عاما من النضال والمقاومة والتضحيات الجسام حقق الشعب الإرتري حلمه بتحرير أرضه عام 1991م بدحر الجيش الإثيوبي وخروجه منهزما من كل ربوع إرتريا يجر أذيال الخيبة والعار، فطوى صفحة من حياته كانت مليئة بالمقاومة والنضال والتضحيات الجسام، وبدأ الشعب صفحة جديدة من الأمل والطموح في أن يعيش في بلد يسوده الحرية والأمن والاستقرار، وأن يشهد نهضة علمية وصحية وتنمية في جميع مجالات الحياة، وينعم بالرفاهية والعيش الكريم.

لكن للأسف الشديد اختطف هذا الإنجاز التاريخي العظيم نظام استبدادي لم يكن في حسبانه الهم الوطني العام، وإنما سعى منذ التحرير إلى فرض أجندته ومصالحه الحزبية، فضاع طعم وفرحة التحرير وانقلبت إلى مأساة ومعاناة جديدة أسوأ من فترة الاستعمار، ليتعرض عدد كبير من أعيان وعلماء وقيادات المجتمع الإرتري لاعتقالات واغتيالات منذ بداية التحرير وإلى اليوم، فأصبح هم المواطنين منصبا في أمن أنفسهم وأبنائهم وأموالهم، وأصبحت إرتريا سجنا يسعى الجميع للتخلص والهروب منها أفرادا وجماعات، وصارت معزولة عن محيطها الإقليمي والدولي ليس لها حضور بناء وتعاون إيجابي مع نظيراتها في المواقف السياسية والاقتصادية رغم ما تتمتع به من إمكانات تؤهلها للقيام بذلك، واشتهرت إرتريا بسبب ممارسات الطغمة الحاكمة السيئة وجرائمها المتعددة بالسلوك والسمعة الشائنة في الجوانب الأمنية وافتعال الصراعات ومشاركاتها في الحروب التي لا تعنيها، إضافة إلى انتهاكات حقوق الإنسان بأسوأ الممارسات لتكون إرتريا أسوأ السيئين في القوائم الدولية.

هذا الواقع السيء الذي فرضه نظام إسياس الديكتاتوري على إرتريا وشعبها يستدعي أن ينهض الشعب الإرتري بكل فئاته في ثورة جديدة مستلهما من ذكرى انطلاقة الكفاح المسلح العزيمة والشجاعة لاستكمال التحرير بتحرير الإنسان الإرتري وإعادة عزته وكرامته، وتقدم وازدهار البلاد، ولا سبيل إلى ذلك إلا بإزاحة هذه المجموعة الحاكمة التي أفسدت الحياة في كل مناحيها.

تشكل ذكرى الفاتح من سبتمبر المجيدة حافزا للشعب وقواه المختلفة لمواجهة كل من يقف أمام طموحه وتطلعاته بما أوتوا من قوة، وعدم الاستكانة والعجز مهما كانت تضحيات، ومن يتهيب تكاليف المواجهة يعش أبد الدهر في الذل والمهانة.

وبهذه المناسبة يجدد المؤتمر الإسلامي الإرتري مناشدة للشعب الإرتري وقواه السياسية والمدنية لمضاعفة جهودها وتعزيز دورها لإسقاط نظام إسياس الاستبدادي الذي وقف حجر عثرة أمام تقدم الدولة الإرترية ونمائها وازدهارها واستقرارها، وأن تعمل بوحدة وتنسيق من أجل إقامة دولة كاملة يعيش فيها المواطن بكرامة ، يعتز ويفخر بها، تحكمها المصلحة العامة ويسود فيها القانون والعدالة، تحافظ على الوحدة الوطنية، وتراعي التنوع الديني والثقافي والسياسي.

ونسأل الله العلي القدير أن يفرج عن شعبنا، ويهديه سبل السلام، وينعم عليه بالأمن والاستقرار .المكتب التنفيذي

1/9/2021م

 
01-09-2021
Print this page.
http://www.al-massar.com