بيان بمناسبة الذكرى (34) لاستقلال إرتريا

بيان بمناسبة الذكرى (34) لاستقلال إرتريا

24 مايو 1991م – 24 مايو 2025م

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

إن يوم الرابع والعشرين من مايو عام 1991م ارتفعت فيه راية الاستقلال خفاقة في سماء إرتريا، بعد كفاح مرير خاضه شعبنا الأبيّ ضد الاستعمار، في ملحمة تحررية قلَّ نظيرها في التاريخ الحديث، قدم فيها تضحيات جسام وفقد فيها خيرة أبنائه، فداءً للأرض والكرامة والاستقلال.

لقد كان الاستقلال نقطة تحول مفصلية في تاريخ إرتريا، فتحت أمام شعبنا أبواب الأمل في بناء دولةٍ عادلةٍ تحترم كرامة الإنسان، وتؤسس لحياة حرة كريمة في ظل حكم راشد، ودستور عادل، ونظام يكفل الحقوق والحريات. غير أن تطلعات شعبنا – للأسف – لم تتحقق، وتحول ذلك الحلم إلى كابوس مرعب، وإلى انسداد في الأفق السياسي، وحرمان ممنهج لحقوق الإنسان، ولا يزال يعاني من الاستبداد، وغياب القانون، والحرمان من أبسط حقوقه المدنية والسياسية والدينية، وجعل الدولة ثكنة مغلقة، وأغلق كل أبواب الأمل والتغيير، وتعرض المواطن الإرتري للتمييز والاعتقال والتضييق، في انتكاسة مؤلمة لأهداف النضال والاستقلال.

إننا في المؤتمر الإسلامي الإرتري، إذ نشارك شعبنا الإرتري في الداخل والمهجر هذه الذكرى العزيزة، نؤكد على ما يلي:

1. أن التغيير ضرورة حتمية، وأن استمرار النظام خطر على الوطن ومستقبله.

2. تمسكنا بالمبادئ التي قامت عليها الثورة الإرترية، وفي مقدمتها الحرية والعدالة والمساواة، وأن نسعى إلى أن تكون إرتريا حرة، عادلة، ينعم فيها الإنسان بحقه في العيش الكريم.

3. دعمنا الكامل لكل الجهود الهادفة إلى تحقيق التغيير والإصلاح، وبناء مشروع وطني جامع لإقامة دولة المؤسسات والقانون، تعترف بالتنوع الديني والثقافي ونظام سياسي تعددي.

4. دعوتنا للوحدة الوطنية ورصّ الصفوف في وجه الاستبداد، بعيدًا عن التنازع والتشرذم، وتقديم مصلحة الوطن على كل اعتبار.

5. مطالبتنا بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين والدينيين، ووقف الانتهاكات بحق الشعب الإرتري.

ختاما: نتوجه إلى شعبنا والشباب الإرتري للتمسك بحقه وألا يستسلم للظلم، وأن يكون عونا في بناء وطن الحرية والعدالة. وندعو جميع القوى الوطنية والسياسية والمدنية والدينية إلى تغليب المصلحة العليا للوطن على المصالح الحزبية أو الشخصية والفئوية، واعتماد الحوار الوطني الشامل سبيلا للتوافق والتغيير، والعمل الجاد والدؤوب بكل الوسائل الممكنة والمشروعة لاسترداد الحقوق، وتحقيق الانتقال العادل نحو مستقبل أفضل. ونناشد العالم الحر والمنظمات الحقوقية بأن يكونوا صوتًا للمظلومين، وألا يتركوا الملف الإرتري طيّ التجاهل، فإن شعبنا يستحق أن يعيش كما تعيش الشعوب الأخرى في ظل الحرية والكرامة.

والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

 

المكتب التنفيذي

المؤتمر الإسلامي الإرتري

التاريخ: 24 مايو 2025م

 

 
24-05-2025
Print this page.
http://www.al-massar.com