الثقة بالنفس وقوة الإرادة
بقلم : نصر عبد الرحمن مكي .
منذ فجر التاريخ.. في كل حضارة وأمة.. نجد رجالا أفذاذا ، ونساء عظيمات، استطاعوا أن يحققوا أشياء في حياتهم وحياة الآخرين من حولهم.. كانت من قبل خيالا في الأذهان أو وهما من الأوهام أو ضربا من المستحيل أو ربما لم تخطر على بال أحد من العالمين.
هؤلاء العباقرة يتحدث التاريخ عن عطائهم بإعجاب وإكبار، ويذكرهم الناس بتجلة واحترام، بما قدموا للبشرية من إسهامات لا تزال ممتدة الأثر والتأثير في عصرنا الحاضر وربما في المستقبل، فكأنهم أحياء قد غلبوا الموت، وقهروا الفناء، واستطاعوا أن يبقوا على امتداد الأزمان.
إنهم علماء وحكماء وأدباء وشعراء وفلاسفة ومصلحون وساسة وقادة جيوش.. لا تزال الإنسانية تحصد ما بذروا من فكر، وقدموا من مثل صالح، وأحيوا من موات النفوس، وعالجوا من مشاكل الفرد والمجتمع، وخدموا في مختلف الحقول، وناضلوا في مختلف الميادين، ودفعوا بالكائن البشري في سبل المعرفة والحكمة والرقي والحضارة والحرية.
هؤلاء جيميعا.. ممن سلف وخلف كانوا قبل كل شيء ذوي إرادة لا تقهر ، وعلى قدر عال من الثقة بالنفس كانت الدافع والمحرك الأول فيما حققوا وانتهوا إليه من مجد ورفعة وخلود وعظمة.. يقول تعالى: «.. فأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض..».
إن قوة الإرادة وصلابة العزم، والاعتداد العظيم بالنفس الذي يحمل المرء على المحاولة والنجاح، والشخصية الواعية المصممة الثابتة، والقادرة على التغلب على الشهوات والأنانيات والانفعالات، والجراءة الواضحة والهادئة والطمأنينة في مواجهة الأحداث والملمات، وموهبة التأثير في أفكار الآخرين واستعداداتهم وقراراتهم، ونشاط الذهن والبراعة الضرورية للتغلُّب على مختلف أنواع المشاكل والتحديات، كل ذلك يشكل ملمحاً من ملامح الثقة بالنفس.
يرى العديد من علماء النفس أن القوة النفسية وقوة الشخصية تستخدم للتعبير عن قدرة الفرد على الثبات الانفعالي والضبط الذاتي وتوكيد الذات، كما أنها تعكس أخلاق وعادات الفرد أثناء التعامل مع الضغوط والازمات، وكذلك قدرته على الحلم وكظم الغيظ، وعدم الاهتمام بصغائر الأمور، وهي من أهم العوامل التي تمكن الإنسان من تحقيق النجاح في حياته لأنها تهبه القوة والمنعة والقدرة على التركيز للوصول إلى النتائج المطلوبة بثبات.
إن الثقة بالنفس وقوة الإرادة والعزيمة هي إحساس المرء بقيمة ذاته وحسن إعتداده بنفسه واعتباره لذاته وقدراته، فتترجم هذه الثقة في حركاته وسكناته، ويتصرف الإنسان بشكل طبيعي وتلقائي دون قلق أو رهبة أو تكلف، فتصرفاته هو من يحكمها وليس تأثيرات الموقف الذي هو بصدده، كما أنها نابعة من ذاته ولا شأن لها بالأشخاص المحيطين به مهما علا شأنهم أو قوي تأثيرهم.
وبعكس ذلك انعدام الثقة وهو الذي يجعل الشخص يتصرف وكأن عيون العالمين ترقبه وتتصيد دقائق تحركاته وتصرفاته مما يوقعه تحت تاثير نفسي رهيب يفقده قدراً كبيراً من قواه النفسية والجسدية معاً.. فيتملكه القلق والإحباط وعدم الإحساس بالأمان وغيرها من الأفكار السلبية الهدامة والمدمرة.
إن هذا الشخص يرزح في براثن القلق والخوف والخجل السلبي الزائد، يتحاشى النظر في عيون من يحادثه، وربما تعرقت كفاه وهو يصافحك، أو تحشرج صوته وتغيرات نبراته عند الحديث، دوماً مطأطئ الرأس، يقدم رجلا ويؤخر أخرى في اتخاذ قرارته، وكثيراً ما يهرع إلى الآخرين في حل مشكلاته، تجده مسترسلاً مع عواطفه ونزواته دون تفكير في العواقب وإعمال للعقل. إنه سريع الاستجابة في تلبية رغبات الآخرين حتى لو كان على حساب راحته، بطيئاً متلكئاً في اقتناص الفرص والسوانح، مكتفياً بالتبعية المطلقة للآخر في الفكر والرأي والموقف يميل معه يمنة ويسرى دون الحاجة لدليل أو برهان.
إن المرء الذي يرضى لنفسه أن ترتع في احضان الهوان والذُل حقيراً صاغرا ؛ ليس عليه أن ينتظر تغييراً في حظه ما دام يتوانى عن مداواة نفسه وتحسين موقفه وتغيير مصيره.
إذاً ما الذي يجب فعله إزاء هذه العلل والمشكلات النفسية..؟
إن عدم الثقة في النفس هي حصيلة عوامل نفسية ذاتية وبيئية أو أسرية متراكمة تتجمع على مر السنين لتكون في نهايتها الشخصية المضطربة الجازعة، فضعيف الشخصية لم يولد هكذا بعلله، وإنما تكونت على مر الزمن بفعل عوامل مكتسبة من البيئة المحيطة به، والتربية الأولية التي خضع لها، حيث يتكامل بناء الشخصية على مراحل وتدعم بالسنين والمواقف والتجارب التي يمر بها الإنسان في محيطه الاجتماعي والبيئي، مع عدم الإغفال للاستعداد الجيني لذلك بطبيعة الحال.
واستيعاب هذه الجزئية - لحسن الحظ- يقودنا إلى إقرار حقيقة أنه يمكن للمرء إزالة الصفات السلبية المكتسبة من حياته واحلال محلها صفات أخرى إيجابية، وفي الحديث «وأتبع السيئة الحسنة تمحوها»، ولعل ما تبذله العديد من المؤسسات التربوية من جهود في صياغة الفرد من خلال العملية التعليمية ينطلق من هذه الفرضية.
وفي التراث الإغريقي قصة معروفة لـ (ديموستينوس) خطيب أثينا المشهور الذي كان تمتاماً عييّاً ولم يلبث أن أصبح مضرب المثل في طلاقة اللسان وبلاغة المنطق وفصاحة البيان بعد أن مارس لنفسه بنفسه وسائل الخطابة وطرق البراعة فيها.. وغيره كثير ممن تبدلت أحوالهم وتغيرت مصائرهم بفعل العمل الإرادي.
وقبل الدخول في سرد جملة من الحلول التي يقترحها المختصون من علماء النفس وعلماء السلوك بغرض التخلص من تلك الآفات؛ حري بنا معرفة المقدمات والأسباب التي تعيق بناء الشخصية السوية التي تنعم بقوة الإرادة وقدراً وافراً من الثقة في النفس، حيث يقرر المختصون: أن كل حالات الإنهزام والخوار والضعف النفسي ناجمة عن نقص في كمية القوة العصبية..!! فإن من المعلوم أن الجسم البشري يهيء خلال الأربع والعشرين ساعة كمية من التيار العصبي تختلف باختلاف كل فرد، ومعظم الأمراض والعلل تنجم نتيجة لنقص في كمية الطاقة العصبية، الأمر الذي يحتم علينا ابتداءاً العمل للحفاظ على هذه الطاقة الجبارة والثروة الثمينة وعدم تبديدها.
ولن يتأتي ذلك إلا باكتساب جملة من الخصال والصفات والعادات الحسنة والتي تعتبر بمثابة الوصفة الطبية والحلول الناجزة التي يقترحها المقال لمن تعلَق به شيء من تلك العلل على النحو التالي:
1. كبح الانفعالات العاطفية:
يرافق تلبية الرغبات الحسية العميقة انفاق قدر كبير من التيار العصبي، حيث أنه كلما استجاب المرء لانفعالاته العاطفية خسر قسما من طاقته العصبية، وأهم هذه الانفعالات: الغضب، وحب الظهور ونشدان الاستحسان، ورغبة الظهور وحب الشهرة.
إن الغضب والهياج.. والثرثرة والسعي وراء الفضول، وطلب الظهور والشهرة وحب الصيت.. وما إلى ذلك من أوضاع وحالات تكلف المرء جهداً نفسيا ورصيدا من الطاقة النفسية لا يمكن تعويضه.. ليس هذا فحسب بل كل أمر يتعارض مع حالات التوافق النفسي يكلف المرء جهداً من التيار العصبي يؤدي به في نهاية المطاف إلى فقدان الثقة في النفس.. وصدق معلم البشرية حيث يقول: «البر ما اطمئنت إليه النفس.. والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس.. أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
هذا يعني أنه كلما استرسل المرء في الاستجابة لانفعالاته العاطفية وأطلق العنان لنزواته خسر قدرا كبيرا من طاقته العصبية.. علينا أن نعي إذاً أن من يفتقرون إلى الثقة في أنفسهم ينفقون هذه الثروة الثمينة المحدودة أصلاً في غير ما نفع ويبذرونها تبذيرا عشوائياً، ولو احتفظوا بها لعادت عليهم بالخير العميم في تحسين حياتهم وتبديل مصائرهم.. «ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً..».
2. فن السيطرة:
فن السيطرة يعبر عن قدرة الإنسان على مقاومة عملية التأثير النفسي الموجهة من طرف آخر، وفيه مناهج متبعة في عمليات التحقيقات الأمنية لدى أجهزة الاستخبارات. كما يندرج تحته قدرة المرء على إخفاء المشاعر والعواطف بأن لا تظهر على قسمات وجهه ولا ينّمُ أي أثر على ما يعتلج في دواخله.
ويجدر بنا هنا أن نقف ملياً مع موقف فريد لعالم فذ ذو شكيمة ومهابة ذلكم هو القاضي أبو بكر الباقلاني المتوفي سنة 403هـ في قصته المشهورة مع ملك الروم عندما ابتعثه الخليفة العباسي في مهمة دبلوماسية فيما يبدو شاهدنا في القصة أن ملك الروم أراد أن يمارس على القاضي الباقلاني عملية التأثير النفسي، حيث دعى بآلة موسيقية ذات نغم بالغ التأثير.. فأمر أن تعزف بحضوره، فما كان من العالم الجليل وهو يدرك مراد ذلك الملك إلا أن قاوم هذا التأثير النفسي فعمد إلى جرح يده لينشغل عن تأثير تلك الآلة بجرحه..!ّ! إنه علو الهمة وهو مما لا يدركه غير النخبة الجبارة من بني البشر.. «وما يلاقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم» فرحمة الله على الباقلاني.
إن التمرُس على هذه الخصلة يمنح هدوءاً مفيدا للجهاز العصبي، وبالتدرج يمكن للإنسان الانعتاق من التأثُر حيال المواقف المستفزة مهما عظم وقعها على النفس، وحينها يشعر بنفسه أكثر قوة وأعظم ثقة.
3. عــادات النـــوم:
إن النوم الهانيء والوافي الوديع ضرورة لا بدة من تلبيتها لإزالة التعب اليومي والإرهاق الذي يحل بالبدن، فمن ينام بانتظام يستفيق مرتاحاً خالياً من كل ما يتعبه ويربكه، ويقبل من ثمَة على نهاره لمتابعة أعماله ونشاطاته، لأنه يعود صافي الذهن، قوي الشكيمة حيال الصعاب التي تعترضه، قادراً على حل المشاكل ومقاومة آثارها على النفس.
والنوم الهانيء يجعل هيئة الإنسان الخارجية منبسطة مؤتلقة، به يصفو اللون، ويهدأ النظر ويصمد، وتزول القضون و التجاعيد، كما أن الصوت يحسن ويعذب جرسه، ويصبح النطق واضحاً قوياً معبراً، وهي من الصفات اللازمة في الشخصية المؤثرة.
والنوم أخيراً يطيل العمر..!ّ! فكل ساعة من ساعات الكرى انقطاع حقيقي لمجرى حياة النائم، أو إن شئت فقل إطالة في القدرة على مقاومة الأيام أي العمر.. لذلك ينصح المختصون بمعدل ثمانية ساعات في اليوم واليلة كحد أدنى يقضيها الشخص غافيا منقطعا عن الحياة.
أما السهر والأرق فإنه يخذل ويفتت كيان الجسم بسرعة لأنه ببساطة ينخر في البدن ويسلمه فريسة للأدواء والأمراض التي لا حيلة لك معها لتنعم باستقامة حياتك على الجادة.
4. عادة الهدوء وسكينة النفس:
إن الانخذال والغيظ والنرفزة وثورة الأعصاب والاهتياج تعبر عن نفسها في صفحات الوجه وخلجاته.. وإيقاعات الصوت وتشنجاته، وإشارات اليد وحركاتها.. وهي تمنع الإنسان من الهدوء الداخلي العميق والمثمر، وتزيد من بلبلة كيانه النفسي وإدخال الفوضى في ذهنه ونواحي نشاطه، والامتناع عنها يعود بفوائد جمة لا نتستطيع إحصاءها، والتمرس بالتماسك وامتلاك النفس أكبر مساعد على تنمية الإرادة والعزيمة والثقة بالنفس.
فاعمل على أن تهدأ وأن تقاوم الاضطراب الخارجي بتحكيم العقل، فالإنسان الرزين الرصين يقابل كل تلك المؤثرات بعقلية المتحكم وينزع عنها معظم تأثيراتها السالبة على نفسه.
وأما الغضب فإن كبحه يبدأ بمقاومة حركة نفسية خفيفة هي: استفراغ الصبر.. فإذا صبرت أول الأمر احتفظت بدمك باردا سلكت أول الطريق نحو تماسك قوي حيال الاستفزازات المثيرة.. حينها ستبلغ ما ترنو من الثبات النفسي المطلوب.
وأخيراً لا تخلط أيها المكافح في سبيل النصر بين الفاعلية الصحيحة المثمرة والمنتجة، والتسرع والرعونة والصخب، فلا ينفع من أصابته مصيبة أن يجمع قبضة يده ويشد عضلاته وأن يموج ويهتاج.. ويستسلم للإنفعالات التي تغزو كيانه.. ذلك لا يغنيه فتيلا.. وكلما كان الخطب عظيما؛ كان التشبث والاعتصام بشيمة الهدوء فرضاً مفروضاً.. وكانت الاستجابة لنداء العقل والروية أجدى وألزم في مواجهة البلاء..
5. راحــة الضمـــير:
وهنا نومئ إلى مبدأ الانسجام النفسي، والتوافق بين المظهر والجوهر، وبين الظاهر والباطن أو يمكننا أن نأخذ بخيالك إلى مبدأ أخلاقي جليل وعظيم، يتصدر المقدمة في أي منظومة أخلاقية.. إنه الصدق مع النفس الذي يجعل روحك في حالة من التوهج واليقظة.. إذاً كن صديق نفسك لا تلومنك يوماً عن مسلك خالفتها فيه.. لا يصدنك عن شيمة الصدق رغبة هائمة.. ولا شهوة عابرة.. ولا جاه متوهم.. ولا ثروة مغترفة.. ولا نفوذ مغري.. إن الصدق هو شرف عزيز المنال يردك عزيزاً قوياً غانما في معترك الحياة.. إنه الحجة الدامغة التي انتصر بها النبي صلى الله عليه وسلم في مكة.
6. تحـويـر المصــير:
من خلال استعراض سيرة الرجال الذين وصلوا بوسائلهم الشخصية إلى حيث أرادوا، نتبين أن أبرز ما كان في طباعهم استمرارهم في موقف عام واحد، وعلى حالة نفسية وفكرة موجهة واحدة من إرادتهم، اخضعوا لها في بداية أمرهم كل آمالهم واتجاهاتهم ولم يحيدوا عن ذلك قيد أنملة.
فجهدهم اليومي كما أوضحوا في مذكراتهم لم يكن خارقاً لا قبل لأحد به، ولا واسعاً لا حد له، ولا مرهقاً لا يقوى عليه الآخرون، وإنما كان مستقيماً هادئاً متناسقاً منهجياً دقيقاً موزعاً بمهارة وحسن تدبير.
وكأنهم عرفوا سر النجاح ومبدأ الريادة الذي أسسه النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: «خير الأعمال أدومه وإن قل».
إذا مجرد تفكير المرء في امتلاك شخصية قوية صحياً وأخلاقيا ومادياً ومعنوياً، تمنحه استعداداً ودفعاً معنوياً هائلاً ورصيداً نفسياً متعاظماً، وإذا اختط لنفسه منهجاً عملياً دقيقاً وألزم نفسه السير قدماً في تنفيذ ما اختطه؛ لا يفتأ أن يملك زمام نفسه وتأطيرها وفق المباديء التي يؤمن بها «مراقبة الله سبحانه وتعالى» ليسعد حينها بعلو شأن وتوفيق في الحياة وبسطة في العيش وسعة في العلم.. وجميع المكارم.
إن من المؤكد فعلاً أن الإنسان الذي تدرب وتمرس على امتلاك نفسه والتحكم في انفعالاته أمام أي طارئ؛ يؤثر بمجرد هذا التماسك وهذه الصلابة في توجيه الآخرين وامتلاك اعجابهم، فإن النظرة الهادئة المعبرة التي تنبيء عن قرار نهائي حازم، الواضحة الموزونة الموجهة بقدرة وقوة وصرامة، والموقف الصلب الرصين المخطط، كل هذه، وما شاكلها من صفات تحصل بتربية الإرادة واستثمارها في تعزيز الثقة بالنفس؛ تمنح صاحبها نفوذاً شخصيا بالغاً على من يحيط به ويعيش إلى جانبه.
اشحذ همتك إذاً أيها المغوار.. وتشجع وصمم واقترب بجرأة مما تبتعد عنه من أمجاد وأهداف وأحلام، وتدرب تدريجياً على مراس البطولة ، على الجد والكد والاجتهاد، وعلى التفكير والتخيل والتأمل، والبحث والتنقيب والروية على التقريروالعزم والمضي فيما تقرره، ومهما كانت إرادتك ضعيفة مضطربة جازعة، لا تلبث بعد أن تدربها أن تقوى وتنشط وتفرض نفسها عليك لتفرض نفسك بوساطتها على الحياة والأحياء بعد ذلك.
فليس على المرء إلا أن يريد، وأن يسعى إلى تحقيق ما يريد ليفتتح أبواب المجد ومغاليق السعادة « ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجهرهم بأحسن ما كانوا يعملون» النحل.
وليس على الشعب إلا أن يبغي الاتحاد والتضامن والتلاحم والتعاون من أجل خير كل فرد من أفراده، ليتخلص من ربقة العبوديات التي تعرقل تقدمه وسعادته في وطنه وعلى أرضه..» إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» « وإذا أراد الله بقوم سواء فلا مرد له وما لهم من دونه من وال» الرعد: «ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله..»