رمضان في زمن الكورونا
الأخوة والأخوات الأفاضل السلام ورحمة الله وبركاته يقدم علينا شهر رمضان المبارك والعالم كله في محنة عظيمة بسبب جائحة الكورونا والتي أثرت في دنيا الناس ودينهم وتعطلت الجمع والجماعات وهو أمر غير معهود من قبل مما يجعل من شهر رمضان المبارك وطريقة التعامل معه حالة استثنائية لأن المؤمن مطالب بالتعبد لله تعالى على كل أحواله في السراء والضراء ولا يخلو زمان من تعبد بالصبر أو الشكر كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( عجَبًا لأمرِ المُؤمِنِ إنَّ أمرَه كلَّه له خيرٌ وليس ذاكَ إلّا للمُؤمِنِ إنْ أصابه خيرٌ فشكَر كان له خيرٌ وإنْ أصابه شَرٌّ فصبَر كان له خيرٌ(.
فلنجعل من المحن منحا ولنجعل من التحدي فرصة ولا نستسلم فالحياة جهاد فاجعلها جهادا في سبيل الله قال تعالى(وَٱلَّذِینَ جَـٰهَدُوا۟ فِینَا لَنَهۡدِیَنَّهُمۡ سُبُلَنَاۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلۡمُحۡسِنِینَ ) فالمجاهدة هي سبيل الهداية لطرق الخير ولكل مقام من مقامات المجاهدة أحوال ومنح إلهية يلمسها السائرون على الدرب وصولا للكمالات التعبدية وتحقيق الشهود والشهادة التي هي أعلى مقامات المجاهدة قال تعالى( ويتخذ منكم شهداء ) وحينها فالعبد يكون مدار أمره كله لله كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( - لا يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتّى أحبَّهُ فإذا أحببتُهُ كنتُ سمعَهُ الَّذي يسمعُ بِهِ وبصرَهُ الَّذي يبصرُ بِهِ ويدَهُ الَّتي يبطشُ بِها ورجلَهُ الَّتي يمشي بها فبي يسمَعُ وبي يُبصِرُ وبي يبطِشُ وبي يمشي ولئِن سألَني لأعطينَّهُ ولئنِ استعاذني لأعيذنَّهُ وما تردَّدتُ عن شيءٍ أنا فاعلُهُ تردُّدي عن قبضِ نفسِ عبدي المؤمنِ يَكرَهُ الموتَ وأنا أَكرَهُ مساءتَهُ ولا بدَّ لَهُ منْهُ) .
فاجعلوا من استقراركم في البيوت فرصة للتعلم والتعليم والتربية والتعبد والخلوة والمناجاة فكم للخلوات ومناجاتها من لذة لا يعدلها شي وتفقدوا جيرانكم وأهليكم والفقراء والمساكين واسأل الله أن يرفع البلاء والوباء والغلاء فإنه وحده القادر على ذلك.
وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال.
أخوكم:
د.حسن سلمان
30/ شعبان/ 1441هجرية