| 
 
 |  23 Nov 2024
موقع المسار يحاور نائب رئيس المؤتمر الإسلامي الإرتري الشيخ / إبراهيم سعيد مالك
26/08/2011
3907
 

الحلقة الأولى

في سلسلة من اللقاءات التي يجريها موقع المسار مع قيادات المؤتمر الإسلامي الإرتري حول رؤى التنظيم وسياساته الداخلية والخارجية ، وذلك بغرض بلورة رؤية التنيظيم في القضايا الوطنية والتطورات الإقليمية والثورات العربية التي تؤثر عليا سلباً أو إيجاباً. وفي هذا الحوار يسعدنا أن نستضيف الشيخ إبراهيم سعيد مالك نائب رئيس المؤتمر الإسلامي الإرتري للإجابة على التساؤلات التي تقدم بها إليه (المسار) في قضايا تنظيمية وإقليمية . والشيخ حفظه الله خريج كلية الحديث بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في عام 1985م ، وكان عضو مجلس الشورى في حركة الجهاد في المرحلة الموحدة وما بعدها (من عام 1988م الى 1995م) ، وكان ريئس المجلس الإسلامي للدعوة والإصلاح في إرتريا ما بين 1995 م إلى 26/05/2011م . وحالياً يشغل نائب رئيس المؤتمر الإسلامي الإرتري. وهومن البارزين في الساحة الدعوية والسياسية في الحركة الإسلامية الإرترية  ، وإلى مضامين الحوار للحلقة الأولى.

 المسار: كيف تقييم تجربة الحركة الإسلامية الإرترية في المرحلة الماضية سياسيا ودعويا؟

عندما أكتب الحقيقة وألتزم الصدق أضع نواة ولبنة صحيحة في البناء الذي سيكون مكتملا ومتينا وعندما أكتب غيرها إنما ارقم زيفا لا مستقبل له . وانطلاقا من هذا فتقييم حركة الجهاد في المرحلة الماضية الرأي الصحيح- وإن كان حقا- لايكتبه أحد أطرافها وخصوصا بعد أن أصبحت من حركة إلى حركات نعم . لا يختلف عاقلان يحتكمان إلى الواقع المشاهد والتحليل البسيط أن الحركة كمشروع للتغيير بالصورة التي أعلن عنها قد تم إجهاضه بدون الخوض في الأسباب والمسببات ولا يوجد منه إلا بعض الشظايا المتمثلة في التنظيمات المتناثرة والتي بحاجة إلى إعادة التدوير إذا أرادت الفاعلية لوجودها مستقبلا وهي قادرة على ذلك إن أرادت .

ومعلوم أن الحركة قد توحدت من عدة مشارب لكل منها امتداده في الساحة الإسلامية الخارجية التي تطرح فيها عدة أفكار وبرامج وإن كانت قاصرة لم ترق إلى هم قضية الأمة وحساباتها في الإصلاح والإنعتاق في نظري وإنما في حدود الكسب للجماعة المعنية المصابة بلوثه اعتقاد أنها الأجدر أو الأقدم والأنقى في الإعتقاد أو في السياسة.

مع غياب مفهوم أن الأمة بمجموعها أمة وأن المطلوب تحقيق ذلك أولا ، لضمان استمرار الأمة بعقيدتها وكيانها لا أن تختصر في رأي أو تنظيم أو شخص معين أصاب في اجتهاده أو أخطأ ، مصداقا لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم في حديث عوف بن مالك حيث قال: قال  رسول الله صلى الله عليه وسلم ( افترقت اليهود على احدى وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وسبعون في النار وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة فإحدى وسبعين في النار وواحدة في الجنة والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة واحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار ) فهي أمة مكونة من ثلاث وسبعين فرقة بدون النظر إلى الناجي والهالك منها والصواب من أقوال أهل العلم أن الأمة المعنية في الحديث هي أمة الإجابة لا أمة الدعوة . وانطلاقا من هذه المقدمة التوضيحية :

أبدأ بذكر بعض المعلومات والحقائق لعلها تفيد في التقييم لقد كانت الحركة تمثل ثلاث أطراف رئيسية وتحمل رؤى متباينة إذا أردنا تأصيل انطلاقتها وتحديد غايات كل طرف.

أ/ طرفا كان يرى أن الحركة نتاج وامتداد لعمل سابق لممارسة سياسية وتربوية تهيأت الظروف والأسباب لإعلانها بهذه الصورة وستواصل على نفس المفاهيم والأهداف للجماعة نفسها مع تقدير الوضعية الإستثنائية للوحدة إلى أجل أو إجراء يمحض العمل القائم لها واستيعابه .

ب/ أما الطرف الثاني فكانت رؤيته أن الحركة ردة فعل طبيعي لأحداث وقعت في الساحة الإرترية استهدف فيها الكيان المسلم بالدرجة الأولى بصورة مستفزة في تحد صارخ وخدش لهذا الكيان الاجتماعي المنافي لعقيدته وسلوكياته وعاداته وتقاليده حيث سجلت سابقة لم يقدم عليها حتى العدو الإثيوبي لأنه كان يقتل الإنسان وكل مقومات الوجود الإرتري ، إلا أنه لم يقتل الشرف والعرض والعقيدة والأخلاق بل كان يتحسب لذلك بإعدام بعض جنوده لو أقدم على حوادث من هذا النوع .

ان حملات التجنيد الإجباري التي شملت الآلاف من أبناء وبنات المسلمين والزج بهم في معسكرات مختلطة تعج بالخنا والفجور والخمور والتحلل من القيم والأخلاق أوجدت انتهاكات فظيعة للأعراض بالزنا أو الزواج القسري ، استوجبت المقاومة والوقوف أمامها وكان هذا الطرف من مكونات الحركة يرى بلورة هذه القضية حتى يشترك المجتمع للتصدي لها وفهمها بل القتال حتى يتم ايقافها وتصحيحها ولو أدى إلى قتل آخر مسلم ومسلمة في إرتريا لتكون الحد الفاصل في علاقاتنا الدينية والوطنية وحتى لا تكون قضية عالقة للمساومة والاجتهاد للتنظيمات السياسية أو الأفراد.

ج/ أما الطرف الثالث فلم تكن له فكرة ناضجة في المؤتمر إلا الإشتراك في الجهاد وطموحه في تأسيس جماعة لها لون سياسي ضمن الجماعات السلفية التي كانت في طور التأسيس للعمل السياسي في تلك الفترة .

ثم بعد الخلاف الأول مع الحركة والثاني مع المجلس الإسلامي صارت تتبلور له أطروحات الجهاد من أجل إقامة الخلافة الإسلامية وأصبحت المقالات الاعلامية واللقاءات في هذا الإتجاه العام بل تبنت شعارات واستلهمت مقولات حقبة القتال بين الفصائل الإرترية مؤدلجة لها بمفاهيم وشعارات منهجية ودينية تكرس الأحقية وملكية العمل المعارض في الساحة الإرترية من أمثال مقولات الميدان لا يتسع لتنظيمين ولا يتحمل جماعتين سلفيتين تأسيسا للقتال ، هذه المقولات البائدة التي تكرس الاقصاء والقتل والفشل وهي وجه قبيح آخر على الطرف الثاني من الساحة موافق لنظام الحكم وصورة مكررة له لايختلف إلا في اسمه ورموزه .

مع كل هذا التقييم المؤلم إلا أن لهذه التجربة وجه آخر يحمل الأمل في الجانب الدعوي والتعليمي والخدمة الاجتماعية في الصحة والتكافل الاجتماعي لهذه الجهات كلها ولو لا الأنانية والقوقعة التنظيمية التي تقزم الأهداف والمبادئ لكان عملا جليلا للمستقبل.

 ولا شك عندما أكتب هذا التقييم لا أكتب سردا تأريخيا مضى وإنما اكتب تقييما لواقع قائم مما يعني في تصوري امكانية تصحيح المسيرة مستفيديين من تجاربنا ومعارفنا الجديدة واخفاقاتنا السابقة بل ومن بشريات وتجليات التغيير من حولنا .

المسار: من خلال ما تفضلت به ما هي أهم المكاسب في الساحة الإرترية ؟

النظر في انجاز المكاسب يختلف باختلاف مفاهيم ومبادئ وأهداف الأفراد والجماعات وفي فهمي أن انجاز المكاسب في القضايا الكبرى في التغيير التي تحدث التحول الاجتماعي كقضايا الدين والعقيدة وقضايا الحرية والعدالة والكرامة ونظام الحكم ، هذه القضايا لها ديمومة واستمرارية المطالبة والدعوة والنشر والحماية والدفاع فهي مغالبة وصراع بين الحق والباطل ، والظلم والعدل ، والأخيار والأشرار و تحدد آليات التغيير فيها لا يتم بتغيير أعراضها وآثارها بل لا بد من  تغيير واقع المجتمعات ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) فتعميم المفاهيم والأفكار والمصالح المشتركة هي التي تؤسس للمؤسسية لنظام الحكم كما أنها تقضي على الفردية  والدكتاتورية وحكم الطاغوت وهي تؤيد الدوائر الضيقة من حكم الأسر والعشائر و القبائل والأقاليم التي لاتمثل نظاما للحكم وانما تؤسس وتشرعن لمليشيات الكبت ومصادرة الحقوق .

وعليه يجب النظر بعمق حتى لا نصاب باليأس والإحباط لأن القضايا الكبيرة تحتاج إلى الجهود الكبيرة والأزمان الطويلة وحشد وإشراك الجماهير الكثيرة لذا فالإجابة على ذلك تتم بالنظر إلى القضايا والمشروعات التي تأسست الحركة من أجلها في المقام الأول ثم النظر إلى البرامج المصاحبة والمساعدة ذات العلاقة للحكم على تحقيق الإنجاز أو الإخفاق .

وإنطلاقا من ذلك استطيع أن أسجل بعض ملاحظاتي في نتائج تلك المسيرة ، وأولها  ان الحركة خسرت وحدتها بصورة عنيفة أوجدت جراحات عميقة وعداوات اسست لعدم الثقة مستقبلا لا يمكن تجاوزه الاعبر تحمل تلك الأخطاء بمسئولية من الجميع مما يجعل اي مكسب متوهم لأي جهة بلا جدوى بمنظور المستقبل ، بل يجعله مصنفا في خانة المصالح الشخصية وستبرهن الأيام هذه الحقيقة فهي تجربة فاشلة لا تخلو من بعض المكاسب العامة خصوصا في المشروعات الرديفة في الأعمال الخيرية والمرافق العامة كتأسيس المراكز الصحية ومرافق العبادة ومراكز تحفيظ القرآن وبناء المدارس والاهتمام بالطلاب .

المسار: هذه المكاسب التي ذكرتها ألا ترى أنها لا ترقى إلى مستوى الطموح للشعب الإرتري ؟

هذه المكاسب وإن كانت لا ترقى إلى طموح الشعب الذي كان ينتظر انجازات بقدر كفاحه إلا أنها تؤسس لمسيرة أفضل للتغيير الموعود بتوحيد قواه الدينية والسياسية لبناء دولة الحرية والكرامة والمؤسسية فهي اعداد وتأهيل لمستقبل زاهر .

المسار: في تقديركم ما هي أسباب عجز الحركة الإسلامية في تحقيق الطموح المنشود والمطلوب للشعب الإرتري ، وكيف ترى الحل الأمثل لها من خلال استقرائك للواقع الإرتري مع استصحاب الماضي والحاضر ؟

في المقام الأول ليست الحركة الإسلاية وحدها هي المعارضة للنظام وليست القضية للمسلمين وحدهم فقط وإن كانت لهم مظالمهم الكبيرة في عقيدتهم وحقوقهم ومصالحهم فالمعارضة عامة ومطالب الإصلاح والتغيير شاملة وعليه فالخطاب موجه إلى عموم المعارضة فيما حققته من طموحاتها وطموحات الشعب وفيما يجب عليها من تدابير فاعلة لتحقيق الطموحت المنشودة مستقبلا.

أما الأسباب فمتعددة ومنها :

1/ الفرقة والشتات التي أصبحت لازمة من لوازم المعارضة التقليدية .

2/ عدم وجود كيان موحد يمثل جبهة المعارضة في برنامج الحد الأدنى .

3/ عدم الإتفاق على وضع أولويات التغيير لعموم المعارضة .

4/ عدم وضوح الرؤية والموقف في التعامل مع مكونات الكيان القائم ومستقبلهم بعد التغيير .

5/ القصور في الإدراك السياسي لبلورة المواقف والمفاهيم في كل القضايا والمكونات داخل الوطن .

فإذا أردنا العبور إلى تحقيق طموحاتنا والسعي لإصلاح واقعنا فعلينا أن نطور ونجدد في آلياتنا ونوسع في مداركنا ليكون التغيير شاملا يتمثله المجتمع معرفة وحركة .

المسار:  هل الإجراءات الإقليمية والدولية في تجفيف المنابع له الدور والنسبة الأعلى في عدم تحقيق الطموح للحركة الإسلامية الإرترية ؟

ليس صحيحا أن اجراءات تجفيف المنابع الذي شنته امريكا وحليفاتها كان عائقا للحركة بل كان العكس في بعض الجوانب المهمة سياسيا وعسكريا خصوصا ما قام به ما سمي بمحور صنعاء وما تلاه من استضافة اثيوبيا وتمكين المعارضة من الوجود الشرعي والدعم الإعلامي والتواجد العسكري لفصائل المعارضة ، نعم قد تكون تأثرت بعض المشروعات الرديفة التي تمثل دور الدعاية والاصطفاف داخل المجتمع ووسائل اقناع واستجلاب لدعم المحسنين وعليه نسبة التأثير على العمل السياسي والعسكري لا تذكر .

المسار:  في الآونة الأخيرة لاحظنا ازدياد الهجرة العكسية للشعب الإرتري إلى السودان ما الدور المأمول للحركة الإسلامية الإرترية في تخفيف معاناة هذا الشعب ؟

تحطمت آمال الشعب وأظلم مستقبله فقرر الفرار الجماعي من  كل الشرائح وكل الأعمار من الذكور والإناث ومن المستويات الرسمية والعسكرية والشعب وهذا الفرار إختيار لطريق الموت المجهول وبأسباب متعددة وفي أماكن مختلفة لو أفلت من رصاص فرق الموت التي أرهبت وزرعت الخوف في داخل الوطن يستقبله مافيا الاتجار بالبشر والذين استرخصوا الدم والعرض والمال يبيعون ضحاياهم إلى كل القارات والحدود والبحار ، الذين فروا للخلاص من الاستبداد والعبودية المقنعة بثوب خدمة الوطن وهي رجوع بالإنسانية إلى عهود الظلام وتشغيل الناس بالسخرة فكم من هؤلاء الشرفاء والأبطال أصبح هدفا لرصاصات غادرة في حدود الدول وفريسة سهلة للوحوش والحيات وطعما للحيتان وهو يكابد المصير المجهول طمعا في اسعاد أطفاله وهذه دعوة أطلقها للحركة الإسلامية وجميع فصائل المعارضة أن تساهم وتقوم بمسئولياتها نحو هؤلاء كما على الحركة الإسلامية أن تسعى لحماية هؤلاء مما يتعرضون له من الإنتهاكات والابتزاز والموت .

المسار:  في 24/ جمادي الآخر1432هـ الموافق 27/ 5/ 2011م تم إعلان الوحدة الاندماجية بين المؤتمر الإسلامي الإرتري والمجلس الإسلامي للدعوة والإصلاح في إرتريا ما هي أهم التطلعات التي تنشدونها من هذه الوحدة ؟

تطلعاتنا كبيرة وثقتنا عظيمة وإرادتنا قوية وهذه الوحدة هي الحد الفاصل بين المرحلة السابقة للعبرة والاعتبار والمرحلة اللاحقة للانطلاقة الكبرى نحو التأسيس والمصداقية وإن أكبر ما نتطلع إليه أن نثبت أننا تجاوزنا بهذه الوحدة الماضي بكل مراراته واخفاقاته عن دراية ووعي وإرادة تصحيح بحراسة الأهداف والمبادئ ولجم التطلعات الشخصية غير المشروعة ومنع جميع الأسباب والمسببات التي تعيق أو تحول دون تطلعاتنا في بناء العمل المؤسسي المستوعب لكل القدرات والكفاءات بحجم وشمول الوطن جغرافيا وتنوعا بشريا هذا في صعيد البناء الداخلي للتنظيم .

أما على صعيد المعارضة فخطابي موحد وشامل للجميع في أمنياتي وتطلعاتي ، فأتطلع متمنين من جميع الأخوة في فصائل المعارضة بكل توجهاتها أن تبادر للعمل إلى إقامة تشكيل كيان فاعل يضطلع بإدارة مهام المرحلة المقبلة في اطار اتفاق على وثيقة عهد للتعايش بالتراضي بين أطياف المجتمع ومكوناته الاجتماعية والسياسية لمرحلة انتقالية تمهيدا للوصول إلى المؤسسية وتجاوز مرحلة الاستبداد الفردي والتنظيمي إلى عصر الحرية والعدالة والكرامة وصيانة الحقوق .

أما على صعيد الجبهة الشعبية ونظام الحكم فأوجه خطابي لأن تستجيب لنداء العقل ومنطق الحوار في احترام إرادة الشعب ولملمة قواه السياسية وتغليب منطق العقل على منطق القوة وعدم اجترار الماضي والتمترس خلف مراراته في فترة النضال وعلينا جميعا أن ندرك أن قضايانا اليوم غير قضايانا بالأمس وليس صحيحا أن نعلق مصير شعب بأكمله في قضايا تجاوزها الزمان اجترارا لروح الانتقام والمعاقبة الجماعية رجوعا إلى دفتر الأحداث ويوميات الماضي .

المسار: بعد هذه الوحدة ما هي رؤية المؤتمر الإسلامي تجاه التنظيمات الإسلامية الإرترية والتقارب والتنسيق معها التي من شأنها تفضي إلى الوحدة المستقبلية ؟

بالنسبة للمؤتمر الإسلامي نعتقد امكانية حل المشاكل إذا تحلت القيادات بروح المسئولية واحتكمت إلى روح وأحكام عقيدتها في مسائل الخلاف والأحداث .

كما أننا تجاوزنا أن نرهن مسيرتنا وقضايانا بأي جهة لا تشاركنا همومنا فعليا والمؤتمر على استعداد للعمل في حدود المتفق عليه مع جميع الفرقاء فضلا عن التنظيمات الإسلامية ودراسة القواسم المشتركة مع الاخرين وابرام الاتفاقيات والتنسيق بل نرى ونقترح أكبر من هذا وهو إقامة مشروعات مشتركة في الصحة والتعليم والبرامج السياسية والاعلامية تخدم الجميع ويخدم فيها الجميع كمرافق مشتركة للمواطنين وصولا لوحدة شاملة وعملية مع حق الاختلاف في التوجه والانتماء والقبول بذلك وكفالة حق الدعوة والاقناع لكل جهة بمشروعها .

أما توحيد المناهج والمدارس الفكرية التي لها امتدادات وارتباطات خارجية فنرى أنه لم يحن الوقت لمعالجاتها ولا يزال النضج ضعيفا والخوض في هذا ليس من مصلحة الحركات الإسلامية حاضرا وعليه  في نظرنا تكوين كيانات ومجالس وطنية لإدارة المرحلة بعد الاتفاق على قضايا التغيير ووسائلها .

المسار: النظام الإرتري في حالة صعبة وخاصة بعد الإطاحة بكل الرؤساء الذين يعتمد عليهم مثل الرئيس المصري والليبي  ومع هذا نجد النظام متحكم أمنيا على البلاد بماذا تفسرون ذلك ؟

التجربة المريرة والطويلة للشعب الإرتري التي تعرض لها من الظلم والاضطهاد وسياسة تكميم الافواه والتصفيات والاعتقالات سهلت للنظام ولغيره من إخضاع المجتمع وهو مسلسل طويل من عهود الاستعمار ، ولم يتغير هذا النهج في عهد الثورة والنضال التحرري بل هذه الممارسات القمعية هي الاسلوب الامثل لدى التنظيمات والقيادات الثورية على اختلاف مسمياتها وتعدد ايدلوجياتها فهي متحدة في تخويف الشعب وزرع عدم الثقة بين افراده ، ولذلك لا يعرف الشعب الاحتجاجات السلمية ورفض الظلم السلمي مما كرس نهجا معينا وهوالكمون والهدوء والصبر حتى تتهيأ له ظروف المواجهة والقتال للتعبير عن الرفض .

وهو الآن في نظري في حال صدمة وانتظار ولعل ما اسميته بالهجرة العكسية هو بداية الانطلاقة للبحث عن آماله وتطلعاته في الحرية والعدالة والكرامة ،

وهذه الجحافل الهاربة من كل العرقيات من العسكر والسياسيين أشبه ما تكون بهروب جحافل الشباب من المدن نحو الميدان في اواسط السبعينات للالتحاق بالثورة لتحقيق حلم الاستقلال .

 
 
( الرسالة) تحاور مساعد رئيس المؤتمـر الإسلامي الإرتـري الدكتور حسن محمد سـلمان :
د. حسن سلمان لـ"الشرق": عسكريون إسرائيليون في القاعدة الإماراتية بإرتريا
حوار شامل للدكتور حسن سلمان مع جريدة الأمة الإلكترونية
حوار مع الشيخ أبوحازم عبدالله حامد رئيس المؤتمر الإسلامي الإرتري
المنتدى الإرتري للتغيير ندوة تحت عنوان (قراءة فكرية)
موقع المسار يحاور الأستاذ / حسين همد الأمين العام للحركة الإسلامية لطلبة وشباب إرتريا.
2024 © حقوق الطبع والنشر محفوظة للمؤتمر الإسلامي الإرتري | By : ShahBiz