المشاركة السياسية بديلاً عن وحدانية التسلط / بقلم : الشيخ حسن سلمان
15-02-2011
1083
المشاركة السياسية بديلاً عن وحدانية التسلط
الحلقة الأولى
بقلم / حسن سلمان
توطئة:-
في ظل الثورات المتلاحقة في المنطقة العربية تبدو الحاجة ماسة إلى بلورة بعض المفاهيم السياسية والتكييف الشرعي لها وخاصة أن الشعوب تتطلع إلى تحقيق المشاركة السياسية بديلاً عن الاستبداد ووحدانية التسلط والطغيان والإنفراد بالمجد والاستعباد والدكتاتورية والفرعونية باعتبارها مفردات تعبر عن المرحلة السابقة بكل سلبياتها ومساوئها وما فيها من تغييب وتهميش وإقصاء لدور الشعوب في الحياة السياسية واحتكار قلة متسلطة على رسم مستقبل الأمة انطلاقاً من ذلك سأناقش مفهوم المشاركة السياسية ومدى إمكانية تأصيل هذا المفهوم وما هي الفوائد التي تعود على الشعوب بتحقيق هذا المفهوم وتنزيله في أرض الواقع تأسيساً على المنظومة القيمية للأمة.
وابتداءاً نؤكد أن الإنسان هو الكائن الذي كرمه الله تعالي: (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً) [1] ، خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه كان مبدؤه من طين عندما خلق آدم ثم خلقت حواء من آدم ثم جعل نسل آدم من سلالة من ماء مهين كما يصور القرآن ذلك كحقائق ثابتة في قوله تعالى (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءاً ...)[2].
وقال تعالى (الذى أحسن كل شيئ خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين *ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين *ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والابصار والأفئدة قليلاً ماتشكرون )[3]
وجاء الإبتلاء للإنسان بإنزال الأب الأول آدم عليه السلام وزوجه إلى الأرض توافقاً مع أقدار الله في الكون من إرادة استخلاف الله لآدم وذريته فقال تعالى (وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين )[4].
وسواء كان الهبوط والنزول للزوجين في مكان واحد أوفي أماكن متفرقة على - ماتذكر كتب التاريخ – إلا أن منتهى الامر كان الإلتقاء والإجتماع مما يجعلنا لا نتصور أن يكون الإنسان وحيداً متوحشاً عن بقية الناس وأن اشتقاق اسمه من الإنس وأن مافيه من غرائز فطرية تدفعه دفعاً إلى التساكن والإجتماع مع بنى جنسه ولذلك عبر علماء الإجتماع عن ذلك بقولهم (الإنسان مدني بالطبع)[5].
ومن خلال الإجتماع واللقاء بين الزوجين كانت الأسر ثم العشائر وهكذا إلى أن تكونت الجماعات البشرية المختلفة مكونة العمران البشرى ولكن بقاء الإنسان على قيد الحياة فرداً أو من خلال جماعة مرهون بأمرين أساسيين هما:-
(لمراجعة التفاصيل في قسم المقالات )