|
|
|
بيان بمناسبة الاستقلال الوطني |
|
23-05-2011 |
|
935 |
|
|
|
|
|
|
|
|
بيان بمناسبة الاستقلال الوطني
يا أبناء شعبنا الأماجد :
تمر علينا اليوم ( 24 مايو2011م ) الذكرى العشرون للإستقلال المجيد ، ففي مثل هذا اليوم الأغر وقبل عشرين عاما ( 24/5/1991م ) كان الشعب الإرتري على موعد مع الفرح والمجد والتاريخ ، ففي ذلك اليوم العظيم خرج شعبنا في الداخل والمهجر في عرس وطني بهيج إحتفاءاً وتعظيماً وتبجيلاً وافتخاراً بنصر ولد من رحم معاناة وظلام الإحتلال ، ومن كفاح مرير ومضني عكس صفحات مشرقة في الصمود والبذل والعطاء ، وفصولاً ناصعة في التشبث بالحق والسيادة والإستقلال، وإرادة وطنية متضامنة وأبية على العواصف والتحديات ، وجديرة بحياة كريمة وعزيزة تحت وجه الشمس .
الشعب الارتري البطل :
الطريق إلى الاستقلال لم يكن سهلاً ، والوصول إليه لم يكن هيناً ، فإرتريا كانت دوماً أرضاً خصبة للصراعات والنزاعات ، وهدفا للطامعين في ثرواتها ومقدراتها الوطنية وقيمها الإجتماعية والثقافية والحقوقية ، وقد مر الشعب الارتري عبر تاريخه الطويل بمراحل قاسية من الأخطار والأزمات ، وشهدت مسيرته أصعب الأوقات وأدق الظروف ، مع ذلك ظل الشعب الارتري عزيزاً عصياً على الركوع والخضوع ، فلم يتردد في ركوب المخاطر والصعاب دفاعاً عن أرضه ومقدساته ومطالباً بحريته واستقلاله ، ولم يتأخر في احتضان ودعم ومساندة ثورته الباسلة ورفدها بأثمان باهظة وتضحيات سخية حتى أجبر المحتل على رفع الرايات البيض ، والعودة صاغراً من حيث أتى وهو يجر أذيال الخيبة والخذلان والعار .
أيها الشعب الصابر :
تعود ذكرى الإستقلال لتذكي فينا روح التوثب وتقدح ذاكرتنا بأهداف الإستقلال ومعانيه ، وأن ذكرى الإستقلال الوطني كونها دلالة نصر وعلامة عز تعد مناسبة وطنية هامة للتفكير في القيم السامية والغايات النبيلة للإستقلال ، واستلهام أسمى المعاني وأنبل الدلالات من ملحمته البطولية ، فالمعنى الحقيقي للاستقلال يتجلى في أعمق مضامينه في وحدة وتعاون أبنائه وتقاطع آمالهم وتطلعاتهم ، وفي تكريس الثوابت الوطنية والقيم التي ضحى من أجلها الجميع ، وفي إرساء دعائم دولة وطنية جامعة تجسد الشراكة الحقيقية في كافة جوانبها السياسية والإقتصادية والإجتماعية ، إذ لا معنى للإستقلال بعيداً عن مضامين الشراكة والعدل والمساواة والحرية والكرامة وفي غياب الدستور والقانون والمؤسسات الشرعية المعبرة عن إرادة الشعب ، ولا مغزى من الإستقلال في ظل سياسات الإلغاء وبرامج التهميش وتعميق الشمولية والتسلط ، ولا مفهوم لتحرير الوطن مع حرمان المواطن عن أبسط حقوقه الأساسية والطبيعية .
فالشعب الارتري الصامد كان يأمل أن يكون إنجاز الإستقلال نهاية لجراحاته وآلامه ودموعه ودمائه ، وبداية لحياة تتسم بكرامة وأمان في وطن يتسع للجميع ويتساوى فيه الجميع ، ودولة حرة ورشيدة تزدهر في ظلها الحريات والأمن والتنمية ، وقبل كل ذلك قطع الصلة وبشكل تام ونهائي مع سياسات الاحتلال وأساليبه ، إلا أن نظام هقدف بأزمته البنيوية ومشروعه الأحادي كان أقل بكثير من تلك الآمال والتطلعات ، فبعد مرور عقدين من الإستقلال مازالت سياسات المحتل وممارساته الشائنة حاضرة وبقوة ، بل تم إعادة إنتاجها وتكرارها بأساليب أشد مكراً وفتكاً في مضمون مغاير تماماً لما كان يتمناه شعبنا ولما ناضل من أجله ، مما تسبب في إهدار معاني الإستقلال الجميلة وسلب مضامينها النبيلة تحت سياط الإستبداد والتهميش والقمع وإفرازاتها الأكثر بؤساً وقتامة ، وعلى النظام القمعي أن يتحمل كامل المسؤولية لصدى انعكاسات مشروعه الشوفيني وما ترتب عنه من كوارث ومحن خاصة على مسار النسيج الوطني الذي ظل طوداً راسخاً وسياجاً صلباً تكسرت عنده الخطط التفتيتية والتقسيمية للإحتلال الغاصب ، وبهذه المناسبة يجدد المؤتمر الاسلامي دعوته لنظام هقدف القمعي بوقف كل الإنتهاكات الوحشية التي يوقعها على الشعب الأعزل ، ووضع حد لمعاناة الدعاة والمعتقلين السياسيين الذين زج بهم في معتقلات سرية سيئة الصيت دون مسوغ قانوني أو أخلاقي بالإفراج الفوري عنهم وإعادة الإعتبار لأشخاصهم مادياً ومعنوياً ، ويناشد كافة الجهات التي تعز عليها كرامة وحقوق الإنسان إقليمية كانت أو دولية للتحرك من أجل مساندة ودعم قضيتهم الإنسانية والعادلة .
الشعب الارتري الصامد :
في الذكرى العشرون للإستقلال يجدد المؤتمر الاسلامي التزامه بالسعي الدؤوب لتحقيق تطلعات الشعب الإرتري وآماله ومواقفه ، كتفاً بكتف مع كافة القوى السياسية والمدنية المتمسكة بمطالب الحرية والعزة والكرامة ، و يعيد التأكيد على أن المخرج من المأزق الراهن التي تعيشه بلادنا يتطلب تعزيز وتقوية الجبهة الداخلية ليس كشرط موضوعي وضروري لإسقاط نظام هقدف القمعي فحسب ، بل كضمانة أساسية لعدم تكرار تجربته الكالحة السواد والبالغة السوء .
ويتوجه المؤتمر الإسلامي بتحية الإكبار والتقدير للشعب الإرتري الصامد الصابر في الداخل والمهجر في ذكرى إستقلاله المجيد ، معرباً عن تمنياته الخالصة بأن يحتفل بذكرى الإستقلال القادمة وقد تحرر وإلى الأبد من نظام هقدف الذي وقف عقبة كأداء في وجه إستكمال مشروع الإستقلال الوطني ، واليوم كما في الأمس سيظل الرهان على إرادة الشعب الارتري في انتزاع كامل حقوقه المغصوبة والمنهوبة ، فالشعب الذي دحر الإحتلال رغم جبروته وطغيانه قادر على أن يفعلها بكل من يكرر سياساته وممارساته مهما غلت التضحيات وكبرت الصعوبات وفاء لقيم الإستقلال ومبادئه ، وأن نظام هقدف المستبد سيسقط ويذهب إلى قاع التاريخ ، وسيصبح مجرد ذكرى في الإستقلال والإحباط والألم والمرارة لا غير.
المؤتمر الاسلامي الارتري
المكتب التنفيذي
24/ 5 / 20011م
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|