بيان التحالف الديمقراطي الإريتري
بمناسبة الذكرى الـحادية والعشرون لإستقلال إريتريا
إننا نحتفل في هذا اليوم الأغر الرابع والعشرون من مايو 2012م بمناسبة الذكرى الحادية والعشرون للإستقلال الوطني تمجيدا للنضالات البطولية لشعبنا في مرحلة التحرر الوطني للتخلص من نير الإستعمار الأجنبي، وتجديدا لعهدنا للمضي قدما في مسيرة الإنعتاق عبر الإرتقاء بالنضال الديمقراطي الجاري في مواجهة الديكتاتورية إلى مستوى التحديات الراهنة.
إن الشعب الإريتري الذي لم يركع يوما أمام القوى الإستعمارية المتجبرة، وخاض نضالات طويلة ومريرة، وقدم تضحيات بطولية فريدة في سبيل التحرير ما كان يتوقع أن يعاني من جديد القهر والظلم والإضطهاد في ظل نظام ديكتاتوري بغيض يمارس البطش والإرهاب، ويعتمد في سياسته الداخلية والخارجية الحرب بدلا من السلام. وبالتالي تعطلت إنطلاقته نحو السلام والعدالة والديمقراطية، والتقدم، وأصبح التحرر من نير الإستعمار الأجنبي بتحرير الأرض، وتأكيد السيادة الوطنية تحت سيطرة حفنة قليلة من الجلادين ليقع شعبنا مرة ثانية في مستنقع المعاناة المريرة، الامر الذي جعل البلاد عرضة لمخاطر جمة.
خاض الشعب الإريتري مسيرته التحريرية المسلحة، وهو يتطلع إلى أن تكون إرتريا المحررة مكانا يشعر فيه بالسلام، وتسودها الديمقراطية، والتوزيع العادل للسلطة والثروة ، وسيادة القانون، وبخلق علاقات طيبة مع كل دول الجوار والعالم، مبينة على أساس المساواة والإحترام المتبادل، والتعاون المشترك، وعدم التدخل في الشئون الداخلية للغير، إلا أن كل هذه التطلعات راحت أدراج الرياح على إمتداد إحدى وعشرين عاما الماضية. وفي هذه الفترة عمد النظام على إشعال الحروب مع دول الجوار بالتوالي، وممارسة الاعمال الإرهابية بإحتضانه للإرهابين وتسليحهم ليعرض شعبنا والمنطقة برمتها لمخاطر جمة. ونتيجة لسياساته الهادمة أصبح النظام اليوم معزولا عن الشعب الإرتري والمجتمع الدولي، وسر بقائه بات محصورا في إعتماده الكبير على أجهزته العسكرية والامنية، وغارقا في الفساد و الرشاوي ، و اركانه تأكل بعضها البعض ليكون على حافة السقوط، خاصة في ظل الإشاعات التي فبركها مؤخرا حول مرض وموت الطاغية/ أسياس أفورقي، والتي عكست مدى محورية النظام في شخص الرئيس، وأكدت حجم كراهية الشعب بكل مكوناته لهذا النظام بإستثناء حفنة من المنتفعين.
إن نظام الهقدف الديكتاتوري أنشأ أجهزة قمعية لإنتهاك الحقوق الإنسانية والديمقراطية للمواطنين، وبالتالي بات شعبنا يعاني في ظله من جميع أشكال الإضطهاد السياسي، والإبتزاز الإقتصادي، و التمييز، وإعمال السخرة، والخدمة العسكرية الإلزامية المفتوحة. الأمر الذي أجبر الشباب على الهجرة بكثافة كبيرة تبعث القلق. ويعمد النظام دوما على غرس جميع أشكال الفتنة بين مكونات الشعب الإريتري بما يؤدي إلى إستحالة إستتباب الامن والسلام.
خاض الشعب الإريتري نضالا دؤوبا لتوحيد فصائله بذات القدر الذي ناضل فيه ضد الإستعمار الأجنبي، إلا انه لم يتمكن من تحقيق ذلك نتيجة للتناقضات والتنافس اللاحميد الذي كان سائدا في مرحلة التحرر الوطني. وقد إستمرت حالة عدم الإعتراف والقبول بالأخر في الساحة الإريترية حتى بعد تحرير كامل التراب الإرتري، إلا أنه بعد جهود كبيرة بذلها الشعب الإرتري، وقواه السياسية أدت إلى ميلاد تجمع القوى الوطنية الإرترية في عام 1999م، تبعه تأسيس التحالف الديمقراطي الإريتري، كمظلة جامعة إستطاعت جمع أكبر عدد من تنظيمات المعارضة الإريترية. وسعى التحالف الديمقراطي الإريتري إلى لم شمل المعارضة الإريترية في وعاء جامع حيث لعب دوره المتميز في إنجاح المحطات النضالية لملتقى الحوار والمؤتمر الوطني، وما تبعه من مخرجات تمثلت في تأسيس المجلس الوطني الإريتري للتغيير الديمقراطي. إن التحالف الديمقراطي الإريتري في إطار حرصه للمحافظة على المكاسب الديمقراطية التي تحققت، وتعزيزا للمسيرة النضالية الجارية، قام في إجتماع الدورة الثالثة للقيادة المركزية بناءا على المادة الحادية عشر، الفقرة الرابعة من نظامه الأساسي المقر في مؤتمره العام 2011م، وورقة رؤية التحالف بتحديد مهامه الآنية، وتكييف هيكله التنفيذي، وبرامجه في مجالات العمل الجماهيري والإعلامي والدبلوماسي بما يدعم إنجاح المهام المرحلية للمجلس الوطني.
إننا نحي اليوم الرابع والعشرون من مايو ذكرى التحرير، وقد أصبح شعبنا الذي ضحى بكل ما لديه، وسكن الجبال والوديان في بطولة منقطعة النظير غير قادر على تلمس أهدافه التحررية ليعيش في معاناة مريرة. ومع ذلك، يعتبر الوضع اليوم مشجعا لنهوض أبنائه المناضلين الابطال لحمل أمانة الشهداء بخوضهم نضالا ديمقراطيا دؤوبا من أجل تلبية مطالبه الديمقراطية المشروعة. وبهذه المناسبة يدعو التحالف الديمقراطي الإريتري الشباب وقوات الدفاع الإريترية بالداخل إلى إستخلاص الدروس من إنتفاضات الربيع العربي، ولعب دورهم الهام بالإنحياز إلى جانب القضية العادلة لشعبهم المضطهد. كما يناشد المجتمع الدولي إلى تحمل مسئولياته إزاء معاناة شعبنا المضطهد بالداخل، وما يواجه اللاجئين الإريتريين الفارين بالمئات يوميا من جحيم النظام من مخاطر الموت في الصحاري والوديان والبحار في طريق البحث عن ملاذ آمن ، وما يواجه القابعين منهم في معسكرات اللجوء من مشكلات سياسية وإقتصادية وإجتماعية. وعلى أولئك الذين يعملون مع النظام للحصول على المصالح الفردية أن يعوا جيدا ان هذا النظام لا محالة زائل، وسيكون مسائلا بجرائمه وممارساته القمعية أمام التاريخ في إريتريا الغد، وبالتالي ندعوهم للإنضمام إلى جانب النضال من أجل قضية شعبنا العادلة.
وفي الختام نتوجه بجزيل الشكر والتقدير إلى كل الداعمين للتغيير الديمقراطي في اريتريا ونخص بالشكر الشعب الأثيوبي وحكومته، لما قدموه ويقدمونه من دعم للنضال الدميقراطي للشعب الإريتري، وإستضافتهم الكريمة للاجئين، وتوفير فرص التعليم الجامعي للطلاب الإريتريين.
النصر للنضال الديمقراطي للشعب الإريتري!
السقوط والعار للنظام الديكتاتوري!
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار!
التحالف الديمقراطي الإريتري
24 مايو 2012م