أسمرا – مصوع : المسار.
في ظل الخلافات المتزايدة بين الجنرالات والإستقطاب الحاد بينهم والذي لم يسبق له مثيل والهروب المستمر للكادر الإعلامي بصورة ملفته للنظر وإشاعات هروب بوق النظام المدعو علي عبده تفيد مصادرنا بأن النظام الإرتري عقد إجتماعاً لجنرالات الجيش بحضور وزير الدفاع وكل مسؤولي المحاور الخمسة في منتصف شهر نوفمبر الماضي وتم التطرق في الإجتماع عن حالة الإنفلات الأمني والصراعات العسكرية داخل الجنود، وعزا ذلك بسبب ضعف إدارة القيادات العسكرية لمحاورها لإنشغالها بالتجارة عن متابعة الجنود وحل إشكالياتهم مما أدى إلى ضعف الروح المعنوية لدى الجنود. وقد توعد رأس النظام أنه سيقوم بإعادة توزيع القيادات العسكرية على المناطق المختلفة بطريقة غير قابلة للتراجع والتهاون وهذا يعني أن عدد من الجنرالات ممن يعملون في التجارة و الثروة الحيوانية والزراعة والمواصلات والإتجار بالبشر الكثيرون منهم سيفقدون مناصبهم ومصدر رزقهم مما ينذر بجولة جديدة من الصراعات الداخلية بين الجنرالات من أجل البقاء، كما توعد بأنه سوف يقوم بإعادة إنتشار الجيش في يناير القادم. ومن الواضح أن هنالك حالة من التوجس من شبكات التجسس التي تعمل ضد النظام من داخل قيادات النظام، ويتزعم هذه الشبكات المذكورة شخصيات وعناصر متنفذة في النظام. مما أضطر رأس النظام أن يخاطب أجهزة الاستخبارات والأمن بطريقة هستيرية عن عدم تقديمهم معلومات وتفاصيل دقيقة ومؤكدة عن هذه العناصر وانتقد أداء الاستخبارات منوهاً عدم وصول أي تقرير إستخباراتي لمكتبه حول الأحداث الراهنة . ويذكر أن هنالك منظمات إستطاعت تجنيد مسؤولين في الدولة وذلك من أجل خلخلة وتغيير النظام من الداخل بطريقة هادئة. ولم يخف إسياس أفورقي إنزعاجه من قوى المعارضة الإرترية وتحركاتها الخارجية حيث وضعها ضمن الأجندة الرئيسية في إجتماعه.
تفيد مصادرنا المطلعة أن هارون ليمان جورجي مسؤول عسكري في القوات البحرية للكيان الصهيوني مسؤول قطاع البحر الأحمر وصل إلى إرتريا في مطلع شهر ديسمبر الحالي، وقد هبط بطائرته في القاعدة الحربية في مصوع وكان في إستقباله سبحت أفريم وهمد كاري كاري وآخرين وقد قام الكيان الصهيوني بتمويل القوات البحرية الإرترية بمعينات عسكرية بحرية تحتوي على سفن وزوارق بحرية . هل هي هبة من الكيان الصهيوني لسواد أعين إسياس أفورقي ؟ أم يزود بها من قِبل الكيان الصهيوني حتى يقوم بأدواره المشبوهة تجاه دول الجوار كما عهدناه ؟ أم أنها ديون تؤخذ بإسم الشعب الإرتري وسوف تضعف كاهله في المستقبل ؟ هل حاجة الشعب الإرتري للزوارق والقطع البحرية مقدم على توفير أبسط مقومات الحياة الضرورية مثل الماء والكهرباء والدواء ؟ وإرتريا تعيش هذه الأيام في ظلام دامس مع الإنقطاع في الماء والهواتف ؟ وهذه المرة ياترى من سيكون المستهدف بهذه الزوارق والقطع البحرية هل ستكون اليمن والسعودية إذا أستبعدنا فرضية الهجوم على إثيوبيا نظراً لوقوعها في الجانب اليابس من الحدود الإرترية؟
وفي سياق متصل سمح النظام الإرتري للسفن الصهيونية باستغلال المياه الإرترية والقيام بالعمل الإستخباراتي والتتبع لحركة السفن التجارية داخل المياه الدولية الإرترية مما يفقد السيادة الوطنية عليها وتفيد المصادر أن الكيان الصهيوني يريد أن يكون على مقربة من السفن الإيرانية على السواحل السودانية في البحر الأحمر لتصفية حساباتهم.