بسم الله الرحمن الرحيم
بيان ذكرى استقلال إرتريا بعد ربع قرن
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين وبعد.
ربع قرن مضى على عمر استقلال إرتريا من الإستعمار الإثيوبي ، بعد تقديم التضحيات الجسام من قِبل الشعب الإرتري ، قدم خلالها المهج والأرواح رخيصةً في سبيل الانعتاق من الظلم والاستبداد والطغيان ، الذي كان جاثياً على كاهله قرابة ثلاثين عاماً ، تعرض شعبنا خلالها للقتل والتشريد ، واللجوء والحرمان في دول الجوار والمهجر ، جراء ممارسات المستعمر الإثيوبي بدعمٍ مباشر من الدول الاستعمارية. ولكن كل ذلك لم يهزم عزيمة الشعب الإرتري ، ولم يكسر إرادته في النضال والجهاد لنيل حقوقه المشروعه في الإستقلال ، ولا شك فإن المهمات العظام تحتاج إلى إرادة قوية تستسهل الصعاب ، وتحقق المرام ببناء دولة العدل والقانون والحكم الرشيد ، يعيش فيها الشعب في أمنٍ وإزدهارٍ ورخاء.
ربع قرن من عمر الشعب الإرتري مضى وهو لم يكتحل برؤية الاستقلال الحقيقي ، ولم يتذوق طعم الحرية ومعانيها التي طالما قدم في سبيلها الغالي والنفيس ، وذلك بتسلط زمرة الانتهازيين من الجبهة الشعبية ، والإمساك بزمام الوطن ، لا تقل إجراماً من المستعمر الإثيوبي ، تفننت في ممارسة أبشع الإنتهاكات في الحرمان والمنع والتعذيب للشعب الإرتري ، بدءاً بالتجنيد الإجباري القسري ، ومضايقة المواطن في قوته ومعيشته ، وإجبار الشباب على الهروب الجماعي ، مما أدى إلى تعرضهم للغرق في البحار والمحيطات هرباً من جحيم إسياس أفورقي وزمرته.
إرتريا بعد ربع قرن من الاستقلال تعيش حالة لا تحسد عليها ، إقتصاد منهار ، وسيطرة واستبداد فردي على إدارة البلاد ، وإلغاء كامل للمؤسسات الحكومية والدستورية ، ووجود صراع بين مراكز القوى في الدولة بين جنرالات النظام ، وخلخلة أمنية داخل البلاد ، وحالة ترقب وقلق بين المواطنين عن المصير المجهول والقاتم ، وهروب منظم لقادة الجيش من ذوي الرتب العالية والجنود إلى دول الجوار ، وانسداد أفق النظام في علاقاته مع دول الجوار (إثيوبيا وجيبوتي) ، ومنع عودة الشعب الإرتري إلى وطنه من أرض المهجر ، وعلاقات متأزمة مع المجتمع الدولي ، وتضييق الخناق على النظام بسبب الجرائم الإنسانية التي يمارسها ضد الشعب الإرتري المتمثل في التقرير الأممي الذي من المزمع مناقشته في يونيو القادم في مجلس الأمم المتحدة.
تمر ذكرى استقلال إرتريا بعد ربع قرن (اليوبل الذهبي) من الاستقلال وحالة شعبنا تمر من سوء إلى الأسواء جراء الممارسات الهمجية من قِبل النظام ، حيث عمد النظام في التضييق على الحياة المعيشية المتأزمة للمواطن الإرتري وفرض عليه الأتاوات في الخارج ، والاستيلاء على أموال مواطني الداخل بحجزها في بنوك النظام بغية استثمارها لمصالحه الخاصة ، وممارسة الابتزاز لتفقير المواطن ، ومنعه من حمل أكثر من ثلاثة آلاف نقفة ، ومن يخالف ذلك يتم تقديمه إلى محاكمات جنائية . وهذه جرائم أخرى تضاف في سجله الحافل بالجرائم بمنع وممارسة الحق الطبيعي للمواطن في التملك على حر ماله ، والاستفادة منها متى وكيف ما شاء.
قوى المعارضة الإرترية يجب أن تتحمل مسئولياتها في تحقيق المطالب المشروعة للشعب الإرتري ، ورفع الظلم عنه ، وذلك بتوحيد جهودها ، وتتعاظم مسئولياتها مع تعاظم واستمرار ممارسة النظام الإجرامية تجاه شعبنا ، مما يحتم علينا تضافر الجهود ، وتجاوز مرحلة الجمود إلى المراحل العملية التي تسهم في تسريع إزالة هذا النظام .
الشعب الإرتري سوف يستمر في مطالبته وانتزاع حقوقه المشروعة التي حرمها منه النظام ، حتى يتمتع بكل حقوقه القانونية ، ويتساوى فيها الجميع أمام القانون ، في ظل دولة تحترم سيادة القانون وتخضع للحكم الرشيد . وبإذن الله سوف يأتي اليوم الذي يفرح فيه شعبنا بنيل حقوقه كاملةً ، بعد أن حرم منها لربع قرن بعد الإستقلال .
{ ويَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}
{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}
مكتب الإعلام للمؤتمر الإسلامي الإرتري
21/05/2016