التجربة الاندماجية الاسلامية – الفرص- التحديات- الآمال -بقلم:أبوصهيب صالح عثمان
06-07-2011
926
كل عبارة أو مفردة لها مدلولات لغوية وسياسية فعبارة الوحدة الاندماجية تتكون من كلمتين ، وقد حظيت كلمة الاندماج بتعريفات كثيرة ومعظم معاجم اللغة تتفق فيما بينها حول المعني الاشتقاقي لكلمة إندماج أو دمج فيقول الرازي في مادة" دمج" دمج الشيئ أدخله في غيره واستحكمه فيه وأدمج الشيئ لفه في ثوب .
وفي التفرقة بين الاندماج والدمج من الناحية الاصطلاحية يقول الكاتب حماد (يمكن أن تتم التفرقة بين الاندماج والدمج حيث يطلق المصطلح الاول علي العمليات الادارية ، أما الثاني " الدمج" فيطلق علي العمليات التي تتم بناء علي تدخل سياسي أو تنظيمي من الجهة الرقابية ) اهـ .
ويختلف تعريف الاندماج أو الدمج تبعا لطبيعة المنظمات التي يتم دمجها حيث نجد اكثر التعريفات شيوعا للاندماج هي التعريفات الخاصة بإندماج الشركات والكيانات الاقتصادية كما نجد هذه التعريفات تختلف حسب الزاوية التي يتم تناول الاندماج من خلالها.
وللمصطلح معني سياسي يختلف عن معناه اللغوي وتتركب العبارة من كلمتين مختلفتين في المعني ويقال ان الوحدة لاتعني الاندماج لان الوحدة تعني الاتحاد الذي يحافظ فيه كل عنصر من العناصر المتحدة بصفات مكوناتها ، ومن جهة أخري فإن الاندماج يعني الانصهار ففي عملية الاندماج تنصهر العناصر المكونة لكل عنصر من العناصر المندمجة ، وهذا التعريف أقرب لتعريف العبارة من الناحية العلمية الاكاديمية .
أما الوحدة الاندماجية في المفهوم السياسي فتحتوي المدلول اللغوي ولا تنحصر عنده فهي تطلق علي شكل من أشكال التوحد ومسارمن مسارات التجميع ، يندمج فيه كيانان أو أكثر بشكل فوري أو تدريجي وفق اتفاقيات تضع أسس وقوانين الكيان الجديد ، وتحدد ملامح سياساته الداخلية والخارجية ، ويتوقف نجاح وفشل التجارب الوحدوية علي الاسس والمقومات التي تبني عليها ، ومدي إلتزام الاطراف المندمجة بالمؤسسية ، والقوانين الضابطة لمسار الكيان وقدرتهم علي التحلي بروح الجماعة الواحدة ، وتلقائية الذوبان في الكيان الجديد ، وقد تحظي بعض التجارب الوحدوية بميزات وعوامل نجاح أكثر من غيرها ، ويعتبر عامل المدرسة الفكرية الواحدة أحد هذه الميزات لكنه بالتأكيد ليس الضامن الاوحد لنجاح أي تجربة وحدوية ، إذ إن تجارب الماضي والحاضر أثبتت أن إختلاف المدارس الفكرية لم يكن العامل الوحيد لانتاج الأزمات التنظيمية ، إنما هناك عوامل أيضا لها دور أساسي في حدوث الاشكالات ، وهناك قضايا معقدة ومزمنة تسهم بشكل أو آخرفي ظهور الازمات أو تساعد علي استفحالها وتعقيدها.
(لقراءة المقال مراجعة قسم المقالات)