الوحدة المنشودة للحركة الإسلامية الإرترية - أبوالحارث المهاجر
24-09-2011
1028
في مقال سابق تحت عنوان ( أزمة أخلاقنا كيف يتم تصحيحها؟) كنت قد تناولت فيه بعض جوانب العدل وغيرها من الأمور التي نتطلع جميعاً أن يتحلى بها القادة والسياسيون وكذلك القواعد الجماهيرية ، لأن بالعدل يُحقق المراد.
وعندما نظرت إلى ملاحظات وتعليقات القراء الكرام في موقع فرجت المحترم وهي تنقسم على ثلاثة أقسام : قسم تفضل بالإشادة والثناء ، وقسم آخر يتساءل ويتخوف من المستقبل ، وآخر ينتقد . وفي تقديري جميع التعليقات كانت إيجابية ، فالذي يشيد يدفعك إلى المزيد من العمل الدؤوب ، والذي يتساءل يحملك مسؤولية تبديد هذا الخوف وبلورة الفكرة بصورة أفضل ، والآخر الذي ينتقد المقال أو ما ورد فيه يعينك على تصحيح الأخطاء أو تصحيح مفهومه بصورة أخرى وبشرح وافي تقنعه بالفكرة ، وعلى العموم فهو جهد بشري قد يعتريه النقص . ومن هذا المنطلق تكونت عندي فكرة المقال (الوحدة المنشودة للحركة الإسلامية الإرترية ) الذي نحن بصدده وسوف أحاول بقدر ما أمكن أن أضع الحروف على النقاط لملامح الوحدة التي نطمح أن تُحقق في مجتمعنا وربما تفتح المجال والآفاق للمختصيين لدراسة معمقعة بصورة علمية لمفهوم الوحدة وكيفياتها وآلياتها.
وفي سياق المقال السابق ذكرت أن التنظيمات الإسلامية الإرترية في مجموعها صفوة المجتمع الإرتري والبعض لم يرض بهذا الوصف وأنا أتحدث عن الحركة الإسلامية بما تمتلكه من قوى بشرية هائلة وسط المجتمع الإرتري ، وربما في هذا لا يختلف معي الكثير ، إذ الحركة الإسلامية الإرترية تزخر بكفاءات بشرية وشيوخ أفاضل لا تخطئها العين . ولكن مثل هذا الرفض في تقديري يعود إلى أمر آخر متجذر في محيطنا الأقليمي والعربي والذي يؤثر علينا سلباً أو إيجاباً وهو يتمثل في مشكلة مؤسسة الرجل الواحد الذي يقبض الأمور بيد من حديد ، وهذه المؤسسة ربما ترتدي أحياناً لباس الديمقراطية كما يزعمون وبإسمها يحكم الرجل الواحد ماشاء الله له أن يحكم . وربما ذلك أيضاً ينسحب على الحركة الإسلامية بالجوغرافية والبيئة ، وكما يقال الإنسان إبن بيئته ولا شك إن وجد مثل هذا يجب إصلاحه . ثم ما طالبت به من إحترام وتقدير للقيادات وعدم الإساءة وستر عيبوهم ما أمكن فهو سوف ينسحب على الجميع عندما يكون أحد الأفراد في موقع المسؤلية سوف يجد الأرض ممهدة لإحترامه لكي ينهض بالتنظيم او بالدولة إذ بدون إحترام أو إنسجام لا تستطيع الأسرة الصغيرة أن تدير أمورها فضلاً عن التنظيم أو الدولة ؟؟؟
يقول الأستاذ سيد قطب رحمه الله وهو يتحدث في التغيير الجذري والشامل الذي أحدثه الإسلام في حياة وعادات وطبائع المجتمع العربي في الجزيرة العربية :( لقد كان الرجل حين يدخل الإسلام يخلع على عتبته كل ماضيه في الجاهلية ، كان يشعر في اللحظة التي يجيء فيها إلى الإسلام أنه يبدأ عهداً جديداً ، منفصلاً كل الإنفصال عن حياته التي عاشها في الجاهلية . وكان يقف من كل ما عهده في الجاهلية موقف المستريب الشاك الحذر المتخوف الذي يحس أن كل هذا رجس لا يصلح للإسلام ! وبهذا الإحساس كان يتلقى هدى الإسلام الجديد فإذا غلبته نفسه مرة وإذا اجتذبته عاداته مرة وإذا ضعف عن تكاليف الإسلام مرة ... شعر في الحال بالإثم والخطيئة وأدرك في قرارة نفسه أنه في حاجة إلى التطهر مما وقع فيه ، وعاد يحاول من جديد أن يكون على وفق الهدي القرآني). وكذلك يجب أن تكون الحركة الإسلامية الإرترية.
(للتفاصيل مراجعة قسم المقالات)