حقوق الأنسان ..بين حسابات السياسة ورسالة الأديان !؟ : عمر جابر عمر
17-10-2011
926
الحرية هى ( الدين ) الأول والفطرى الذى آمن به الأ نسا ن على هذا الكوكب ...وجوده وحما بة نفسه من وحوش الغا بة والظواهر الطبيعية ( البرق والصواعق والبرا كين الخ ) وعيشه فى الكهوف – كلها كا نت وسا ئل لأمتلاك تلك الحرية والتمتع بها. وبعد أن نشأ ت المجتمعا ت وظهرت ضرورا ت أدارة حياة النا س وشئونهم ( أى السيا سة ) كانت الحرية مركز ومنطلق تلك العلاقا ت وضما ن تطورها. ثم ظهرت الحاجة الروحية لتنظيم حيا ة النا س وأرشا دهم ونزلت الرسا لات السما وية وكا نت ( الحرية ) هى جوهر تلك الرسا لات بهدف الإرتقاء بالعلاقات البشرية الى آفاق أرحب ومضامين أنقى.
لم يكن هنا ك ولا يوجد حتى اليوم تعا رض بين السيا سة والدين من نا حية الحرص على حرية الأ نسا ن وحقوقه الطبيعية ... لكن الخلل يبرز عند ما ينحرف كل منهما عن مقا صده ويتخلى عن دوره .
عندما تحاول السيا سة أن تكون شيئا مقدسا تفرض قبولها على الآخرين ولا تسمح بتوجيه النقد اليها والى أوليا ء الأمور ( الحكا م ) ...تنشأ الدكتا تورية السيا سية ... والحا ل أن السيا سة هى أجتها د بشرى يمكن أن يخطىء ويصيب .
@ عندما يحا ول البعض أحتكار الحديث بأ سم الدين وأصدار الفتوى وفرض تفسيره على الآ خرين
وتكفير كل مخا لف فى الرأى ... تنشأ الدكتا تورية الدينية وينتشر التعصب والضعف فى المجتمع.
تخلى كل من السيا سة والدين عن جوهر رسا لتهما – الحرية – يؤدى الى أربا ك أجتما عى وتشويش فكرى وتشكيك فى مثل وقيم ومبادىء تحكم البشر بصفة عامة.
ما منا سبة هذا الكلام ؟؟ أعتقا ل الشيخ حسن سلما ن ( أبو البراء ) رئيس المؤتمر الأ سلامى الأ رترى فى المملكة العربية السعودية.
هل كتب على الأ رتريين عذا ب لا ينتهى ؟ هل قدرهم العيش فى موا جهة المحن والكوا رث ومخا طر اللجوء؟
كان ذلك مفهوما فى مرحلة الثورة ولكن أن يتوا صل ويتكرر ويزدا د ...يؤكد بأ ننا فى زمن ردىء غا ب فيه الضمير الأ نسانى وأدبرت فيه الدنيا عن الضعفا ء وتراكمت فيه الثروة بيد البخلاء وأصبح القرار فيه بيد الأ قوياء. ربما كا ن ذلك حا ل الكثير من شعوب العالم ... لكن الأ رتريين ويا للحسرة يتفوقون على الآ خرين بأن المصائب تأتيهم أحيانا من حيث لا يتوقعون – من الأشقاء والأصدقاء !؟
من الذين يفترض بهم توفير الحما ية ونجدة المستغيث... ذهب الشيخ حسن سلما ن الى المملكة ليتعبد فى الحرم الشريف ويسأ ل ربه المغفرة من ذنوب الدنيا – لكنه وجد ( دنيا ) محكومة بقيم ومبا دىء أخرى لا تقيم وزنا لحاج أو معتمر!؟ لهذا كانت المفاجأة متعددة الجوانب :
1) أنها كا نت فى الديا ر المقدسة – بمعنى أن العلا قة كا نت يجب أن تكون بين العبد وربه – عقا با أو ثوابا . المفا جأة أن سلطا ت الدنيا أعترضت طريقه وألصقت به ( ذنوبا ) جديدة لتحا سبه عليها !؟
بدلا عن حسا ب الله حا سبته السلطا ت الدنيوية بموا ثيق وقوا نين بعيدة عن مقا صد وجوهر الأسلام .
كان واجب السلطا ت الدنيوية توفير الحما ية والرعا ية له حتى أنتها ء مراسم ومنا سك العمرة ومن ثم يمكن أن تطلب منه مغادرة البلاد أذا رأت فى وجوده وأقامته خطرا على أمنها القومى.
2) أنها حدثت فى بلاد وجد فيها الأ رتريون لعشرا ت السنين عيشا كريما وأ قا مة طيبة – كما أن المملكة كا نت سبا قة دا ئما لدرء المخا طر والتخفيف عن آلام الآخرين خا صة دول الجوار – بالأضا فة الى العلاقة التاريخية والحضارية الخاصة بين المملكة والشعب الأرترى.
3) القضية تتعلق بقا ئد أرترى ومفكر أسلامى له مكا نته بين شعبه وله رسا لته فى سبيل الحرية والتغيير الديمقراطى. أعتقا ل مثل هكذا قا ئد دون أبداء الأ سبا ب وشرح الملا بسا ت يجعل الأ رتريين فى كل مكا ن يشعرون بأ نهم ( قوم ) ضا عت حظوظهم فى الحيا ة وأقفلت أما مهم أبواب الأنصا ف والتأ ييد من أقرب الناس !
لا نملك الا أن نتوجه بهذا الندا ء الصا دق الى السطا ت فى المملكة العربية السعودية لأنهاء هذه القضية الحسا سة بأ سرع ما يمكن لأنها تتعلق بكرامة شعب وكبريا ئه. لم يعد الشعب الأ رترى يحتمل أو يقبل مبررات صرا عا ت أقليمية أو ( وشا يا ت ) ودسا ئس من هنا وهنا ك .الأ رتريون يريدون العيش مثلهم مثل بقية الأمم فى سلام وأستقرار وعيش كريم ...الأ رتريون يريدون الحد الأ دنى من حقوق الأ نسا ن التى تكفلها المواثيق الدولية والشرائع السما وية ... الأ رتريون يريدون الأ حسا س بأ نهم أحرار فى قولهم وفى فعلهم – فى حركتهم وفى أقامتهم ...هل مايطلبون كثير !؟
كا ن الله فى عون الشعب الأ رترى
نشر في جريد الوطن السودانية