ما وراء زيارة إسياس أفورقي إلى الدوحة
أسرة تحرير المسار:
وصل رأس النظام الإرتري إلى الدوحة صباح يوم السبت 06/12/2014 حيث كان في استقباله سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث.
والجدير بالذكر أن العلاقات القطرية الإرترية شهدت حالة من الفتور جراء تصرفات إسياس أفورقي ، ونتيجة لذلك قلت زياراته إلى الدوحة في الفترة الأخيرة ولم تعد كالسابق من حيث الكثرة التي وصفت بالممجوجة ، وحتى الزيارات القليلة التي تمت لم يعلن عنها في وسائل الإعلام القطرية لأنها لم يكن لها موضوعاً ولا صفة رسمية . ويلاحظ من خلال الإستقبال الرسمي لم يكن بمستوى نظيره في الدولة القطرية مما يدل على فتور العلاقة وأن إسياس هو المتطفل لحسابات تخصه.
فزيارة إسياس أفورقي إلى الدوحة هذه المرة قد تحمل عدة ملفات مهمة المتمثلة في:
- · الملف الجيبوتي: فدولة قطر تعتبر الراعية والداعمة لإتفاقية حل النزاع الحدودي بين جيبوتي والنظام الإرتري في عام 2008، ويوجد لها أيضاً قوات عسكرية لحفظ السلام على الأرض لمراقبة الحدود. ونظراً لدورها الرائد في الملف فإنها مهتمة بإنهاء هذا الملف وخاصةً بعد المطالب الجيبوتية المتكررة لنقل ملف النزاع إلى محكمة لاهاي بعد تعنت النظام الإرتري ورفضه إطلاق سراح الأسرى الجيبوتيين مع الإصرار الجيبوتي.
- · الملف الإقتصادي: وهو من الملفات المهمة حيث يعاني النظام من ضائقة مالية خانقة يبحث عن مخرج من عنق الزجاجة الذي تورط فيه ، ربما هذه النقطة هي التي أجبرته أن يصل إلى الدوحة مقارنةً بتعنته السابق.
- · الملف الإثيوبي: فإثيوبيا متوجسة من نمو العلاقات المصرية بالحكومة الإرترية المضطردة في ظل خلاف إثيوبي مصري في مشروع بناء سد النهضة الإثيوبي ، وربما لا يستبعد وجود تفهم قطري إثيوبي لهذه النقطة وخاصةً بعد تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وذلك لثني النظام الإرتري من الدوران في الفلك المصري.
إسياس أفورقي لم يعد قوياً بما يكفي حيث ظهرت مراكز قوى أخرى داخل النظام ليس بمقدوره السيطرة الكاملة على البلاد ولهذا السبب يتوقع كثير من المحللين بأن إسياس أفورقي سوف يلبي جميع طلبات الدوحة وخاصةً من إطلاق سراح الأسرى الجيبوتين وذلك لكي يعطي لنفسه عمراً جديداً ويجد رئة يتنفس بها .
