عقد مجلس الشورى للمؤتمر الإسلامي الإرتري في الفترة 19ـ 20/1/2017م اجتماعه الدوري الثاني من دورة المؤتمر العام الثاني ، وكان الاجتماع حافلا بجملة من الأعمال والموضوعات التي وجدت حظا وافيا من النقاش والتقييم ، ورغم كثرة أجندات الاجتماع استطاع المجلس انجاز جلسته في وقت مناسب بعون الله ثم بالمناقشات المسئولة والبناءة .
افتتح الاجتماع بكلمة لرئيس المجلس شكر فيها الحضور على تلبية الدعوة ، ونوه إلى أن المرحلة السابقة كانت مرحلة تغليب أولويات البناء التي تتوافق مع إمكانيات التنظيم وطموحاته والآن مرحلة الانطلاق إلى مرحلة جديدة بالتوازي مع السابق والتركيز على إبراز أطروحات التنظيم وقياداته المؤثرة ، وقال إن فترة الانفراد بالتغيير ولت وأكد أن قضية التغيير أصبحت هما عاما وقضية المجتمع ، وفي الإطار الداخلي اشتملت كلمة رئيس المجلس على أهمية تأهيل أفراد التنظيم واستيعاب وتوظيف كفاءاتهم وقدراتهم في البرامج والمناشط ، وختم كلمته بالتذكير بنقل التنظيم من فكرة التأسيس إلى فكرة تنظيم وحزب في دولة في آلياته وتكويناته المستقبلية وسياساته ومشروعاته .
تلى ذلك كلمة رئيس التنظيم تحدث عن التطلعات لبناء تنظيم قوي ومتماسك مؤثر في الحراك السياسي الإرتري ، وأشار إلى أن التنظيم يحتل اليوم مكانة مناسبة في الساحة السياسية الإرترية وتقديرا لإسهامات قياداته وكوادره ، وعبر في كلمته بمرارة شديدة لما يتعرض له شعبنا الإرتري من ظلم وقهر وإهانة ، وعن ما يحدث له من هجرة محفوفة بالمخاطر نتيجة لممارسات النظام الدكتاتوري ، وأشار إلى أن هذا الوضع يستوجب على القوى السياسية الإرترية أن تكون على قدر التحدي والمسئولية وأن تركز على مواجهة النظام وتخليص الشعب منه ، كما أشار إلى ما تتعرض له الأمة الإسلامية من هجمة شرسة التي اتخذت طرقا ووسائل مختلفة تحت مسميات عديدة ، وقال إن معركة الوعي والفكر لا تقل خطورة وأهمية عن معركة النضال السياسي والعسكري ، وناشد في كلمته القيادات والمفكرين بتوعية الأمة وتبصيرها بكيد أعدائها .
عقب الكلمتين دخل المجلس في مناقشة تقرير أدء المكتب التنفيذي في مجاليه الأدبي والمالي لعام 2016م ، وقف من خلاله على الجهود التي بذلت والانجازات التي تحقق وفقا لما هو مخطط له ، كما وقف على الصعوبات والإخفاقات التي اعترت العمل والأداء واتخذ بشأنها القرارات والموجهات الكفيلة بمعالجتها .
كما أجاز خطة العمل والموازنة المالية للدورة الجديدة ، بالإضافة إلى جملة من القرارات والموجهات السياسية والتنظيمية ، ومن أهمها :
- بذل المزيد من الجهد والعطاء في تحقيق الأهداف السياسية والتنظيمية للتنظيم ، وتعزيز التماسك الداخلي وتمتين الوحدة الداخلية .
- ضرورة انفتاح التنظيم على مختلف المكونات المجتمعية والسياسية الارترية ، بما يعظم دوره وتأثيره السياسي والجماهيري .
- إعطاء الاولوية لوحدة المجلس الوطني وتماسك قواه السياسية والمدنية ، ودعم جهود الحوار الجاري بين فرقاء المجلس الوطني وفق شرعية مؤسسات المجلس الوطني وقرارته .
- تكثيف وتنظيم التواصل والحوار مع كافة القوى الوطنية وتعزيز أفاق التعاون والتنسيق معها لمواجهة التحديات المشتركة على أساس قواعد الحفاظ وحدة الوطن وأمنه واستقراره
- استشعر المجلس حجم الأخطار المحدقة بالوطن وحدة مكوناته جراء اتساع رقعة الأزمة الوطنية وتداعياتها الناجمة عن تصعيد النظام القمعي إجراءاته التعسفية ، وحمل المجلس النظام الديكتاتوري مسئولية ما يترتب على هذه الممارسات من نتائج ومخاطر تدفع بالوطن إلى مزيد من الأزمات والإضطرابات على كافة الأصعدة .
- أدان المجلس بشدة استمرار وتصاعد عمليات القمع والاعتقالات التعسفية , وطالب بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين الدعاة والمعلمين و السياسيين وتعويضهم عما لحق بهم من أضرار مادية ونفسية ، كما دعا المنظمات والمجتمع الدوليين إلى الضغط على النظام القمعي للكشف عن حالات الإخفاء القسري ووقف الملاحقات الأمنية .
- دعا المجلس كافة أبناء الشعب الارتري إلى اصطفاف وطني واسع في في مواجهة الأزمات التي يتعرض لها الوطن ، وحشد كل جهوده وأمكاناته لإزالة النظام .
- حذر المجلس من دعاة ثقافة الكراهية والاقصاء الذين ينشرون العداء بين أبناء الوطن الواحد ، واعتبر مثل هذه الدعوات الضارة بالوحدة الوطنية جريمة ضد الشعب الإرتري .
- أبدى المجلس أسفه الشديد لاستمرار وتزايد اللجوء بشكل غير مألوف ، وطالب المجتمع الدولي ومنظماته الانسانية الالتفات إلى معاناة اللاجئين الارتريين وتحمل مسؤلياتهم الانسانية والاخلاقية ، وشدد المجلس على ضرورة وضع قضية اللجوء ضمن أولويات حراك ونضال قوى التغيير .
كما أجاز المجلس تعديلات هيكلية وقيادية محدودة في المكتب التنفيذي ، هذا وقد أنهى المجلس أعماله وأعضاؤه يحدوهم الأمل في أن تشهد الدورة الجديدة بعون الله مزيدا من العطاء والإنجاز .