الدرس الخامس عشر
استغلال الشهر بالطاعات
الحمد لله وحده ، والصّلاة والسّلام على من لا نبيَّ بعده ، نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين ، وبعد :
إنّ شهر رمضان هو شهر الخير ، والصيام ، والقيام ، فجديرٌ بك - أيها المسلم- أن تستغلّه في كل عملٍ صالحٍ ، ومن ذلك :
1) أكثر من ذكر الله ﻷ ، ومن الحسنات ؛ لأنّ الحسنات تُضاعف في الزمان الفاضل ، وإذا كنت في مكة أو في المدينة ، فاعلم أنّ الحسنات تُضاعف في المكان الفاضل ، فاجتهد في ذلك في الصلاة ، وكل عمل يقرِّبك إلى الله ، وقد قال ع : ( صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وَصَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ ) رواه احمد وابن ماجه (صحيح) .
2) تطلَّب الطاعات التي هي أعلى الطاعات ، وكن ذا همةٍ عاليةٍ في هذا الشهر ( رمضان ) ، فشارك في كل عملٍ رفيعٍ ، وفضله عظيم ، ومن تلك الطاعات : إصلاح ذات البين ( اعمل لك برنامجاًً للإصلاح بين المخاصمين ، وبين الأقارب المتهاجرين ، والقبائل المتناحرين) ، وقد قال ع : ( أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ وَفَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ الْحَالِقَةُ ) رواه أبو داود والترمذي وأحمد (صحيح).
3) إذا كان بينك وبين أحدٍ المسلمين شحناء ، فاذهب إليه واعفُ عنه ، وقم بما يُذهب تلك الشحناء ، بل أحسن إليه في هذا الشهر ( رمضان) ، حتى وإن كان قد أساء إليك ، واطلب الثواب من الله ﻷ وليغفر لك ذنوبك ، وقد قال ع : ( تُعْرَضُ أَعْمَالُ النَّاسِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّتَيْنِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلَّا عَبْدًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ اتْرُكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَفِيئَا ) رواه مسلم. وفي لفظ : ( أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا ) رواه مسلم.
4) من أفضل الأعمال ( الطاعات) الدعوة إلى الله ﻷ ، فقم بعمل برنامجٍ دعويٍ ( في المسجد) أو ( في الحي ) ، وتقوم المرأة بعمل برنامجٍ دعويٍ ( في الدار النسائية للقرآن الكريم ) ، وقد قال تعالى : ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ...الآية ﴾ [النحل: 125]. وقد قال ع : ( بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً...الحديث ) رواه البخاري .
ومن أعظم ما تبلِّغ به : أحكام الصوم ، بيان المفطِّرات ، ما شُرع في رمضان ، التحذير من الوقوع فيما يُذهب ثواب الصوم .
وتكون دعوة الناس عن طريق الكلمات أو المحاضرات ، أو توزيع الشريط الإسلامي ، أو القراءة من كتاب ، أو توزيع المطويَّات المفيدة ، أو غير ذلك من الأعمال الدعوية التي يستفيد منها المجتمع.
5) اجتهد في أعمالٍ تنفع المسلمين ، ومنها تسجيل الفقراء في جمعيات البرِّ الخيرية ، ومساعدة الجمعيات الخيرية على عملها ، وعلى إيصال الصدقات إليها ، والقيام بمعاونتها في التوزيع ، وإعطاء اليتامى ونحو ذلك ، والسعي في تفريج الكُرَب عن المسلمين ، وقد قال ع : ( وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) رواه البخاري.
نقلا من كتاب دروس شهر رمضان
للشيخ محمد بن شامي مطاعن شيبة