بيان بمناسبة مرور 28 عاما على استقلال إرتريا
بكفاح ونضال ثوري شارك فيه الشعب الإرتري وفصائله المسلحة المختلفة ، قاوم فيه بكل بسالة وشجاعة الاستعمار الإثيوبي الذي مارس ضده كل وسائل القمع والجرائم الإنسانية والإبادة الجماعية وحرق القرى ، كان أِشرس نضال وأعظم ثورة شهدها العالم في تاريخ الثورات التحررية ، حققت فيه انتصارا غاليا على عدوها المستعمر ، وأجبرته على خروج جيشه منهزما يجر أذيال الخيبة والعار في الرابع والعشرين من شهر مايو لعام 1991م بعد تضحيات جسام ، وتوج الشعب الإرتري هذا الانتصار بتأكيده بنعم للاستقلال في الاستفتاء الذي أجري عام 1993م ، لتصبح إرتريا دولة مستقلة عضوا في الأمم المتحدة .
هلل الشعب الإرتري بهذا التحرير ، ونظم فعاليات الأفراح والأهازيج احتفاء بهذا الحدث التاريخي الذي خفف عنه أحزانه وجراحاته التي أحدثها عليه الاستعمار ، وانفتحت أمامه نوافذ المستقبل الواعد ، وأصبح يتطلع بكل شغف لغد يسوده الأمان والنماء والتقدم والازدهار والرفاهية ، لكن هذه الأحلام والتطلعات المشروعة بددها له نظام القهر والطغيان الذي سيطر على حكم إرتريا بعد أن عمل على إقصاء كل القوى الثورية منذ فترة التحرير وما بعدها من الساحة الإرترية ، ليفرض نظامه الاستبدادي الفاشي ، منذ أعوامه الأولى ، ويفتتح عهده بالاعتقالات التعسفية للمعلمين والمشايخ ، والقيادات السياسية وكل من يخالف توجهاته ، وعمل على صبغ إرتريا وصياغتها سياسيا واجتماعيا وفقا لبرنامجه وأهدافه الشخصية ، ومارس من أجل أهدافه النازية القمع الأمني والاضطهاد السياسي ، والحرمان الاقتصادي ، والتفكيك الاجتماعي ، فقتل في نفوس الإرتريين روح الأمل ، وأغرقهم في البؤس والشقاء ، وجعل إرتريا سجنا يرتكب فيه جرائمه ضد الإنسانية ، وينتهك كل الحقوق الإنسانية الدينية والسياسية والاقتصادية ، وأدخل إرتريا في صراعات وحروب مع دول الجوار ، انجرارا وراء نزواته الاستعدائية والتسلطية ، ليهدر مقدرات الشعب الإرتري في غير معركته ، ويدخله في تضحيات جديدة فاقت تضحيات الكفاح المسلح لثلاثين عاما ، وأصبحت إرتريا معزولة سياسيا دوليا وعلى مستوى المنطقة ، وتدهورت الحياة في إرتريا وما زالت تمضي إلى الأسوأ ، وصنفت إرتريا أسوأ السيئين في مجالات حقوق الإنسان ، وفي مقدمة الدول التي يهاجر مواطنوها بأعداد كبيرة إلى البلدان المجاورة وأروبا بحثا عن الأمن والحياة الكريمة ، رغم المخاطر التي تواجه هجرتهم من تعرض لابتزاز عصابات الاتجار البشري والغرق في المحيطات ، حيث اعتبروا تعرضهم لهذه المخاطر أهون عليهم من البقاء في إرتريا التي لم تعد الوطن الآمن.
إن ذكرى التحرير واستقلال إرتريا التي نمر بها هذه الأيام تدعونا جميعا شعبا وقوى سياسية ومدنية حادبة على انقاذ إرتريا من هذا الوضع البائس لأن نجدد العهد والإرادة والعزم للعمل بجد كل في جبهته بشكل متواز وأهداف موحدة ، مستخدمين بفاعلية كل الوسائل داخليا وخارجيا ، وأن نضغط بقوة على هذا النظام الذي بدأت علامات نهايته تتزايد يوما بعد يوم حتى نتمكن من اسقاطه ونتخلص منه في أقرب فترة ممكنة .
إلى جانب ذلك من الأهمية بمكان أن نسرع نحن المعارضة في توحيد صفنا وأهدافنا وهياكلنا، ونعمل على ترتيب أوضاعنا ، وصياغة برامجنا ، لنكون بديلا جاهزا يحقق مطالب الشعب الإرتري وإرادته في بناء دولة القانون والحرية والعدالة ، ويدير البلاد بصورة توافقية تحقق الأمن والاستقرار ، ويجنب البلاد الصراعات والأزمات التي عادة ما تخلف سقوط الأنظمة الديكتاتورية .
وفي الختام نحيي الشعب السوداني في ثورته السلمية المجيدة التي قامت ضد الظلم والفساد، آملين أن تحقق هذه الثورة أهدافها لبناء سودان يتمتع بالسلام والعدالة والوحدة ، وينعم فيه شعبه بالأمن والرفاهية .
المكتب التنفيذي
للمؤتمر الإسلامي الإرتري
25/5/2019م