| 
 
 |  23 Nov 2024
كيف نستقبل العام الدراسي الجديد
30-06-2016
2175
 

كيف نستقبل العام الدراسي الجديد

بقلم : عبد الرحمن أحمد .

بداية العام الدراسي يختلف من دولة إلى أخرى ، حيث أن كل عام دراسي تسبقه العطل ، والإجازة المدرسية قد تكون في الصيف فتسمى صيفية ، وقد تكون في الخريف فتسمى الإجازة الخريفية ، وقد تكون في الشتاء كما في كثير من الدول الأوربية فتكون إجازة شتوية ، فمثلا بلادنا إرتريا تتمتع بإجازتين سنويتين : في المرتفات تكون الإجازة المدرسية في الخريف ، وذلك لأن الأحوال الجوية في هذه المنطقة تسوء في الخريف حيث كثرة الأمطار المسحوبة بالزوابع الرعدية والثلوج ، وسيلان السيول بطريقة عنيفة جداً ؛ مما تعرض الطلاب والطالبات للخطر ، وتعرض أرواحهم إلى الهلاك ؛ لهذا السبب نجد أن الإجازة تكون في الخريف ، أما مناطق المنخفضات ومحافظة دنكاليا نجد أن الإجازة المدرسية تكون في الصيف وتسمى الإجازة الصيفية ككثير من الدول العربية التي تقع في المنطقة الصحراوية أو شبه صحراوية ، حيث أن الطقس تسوء فيها بارتفاع درجة الحرارة ، وقد تصل في الكثير منها إلى ما فوق الخمسين درجة مئوية ، وهذا بالفعل يعرض الأبناء والطلاب إلى الخطر، وما أريد أن أقوله أن العام الدراسي وبدايته يختلف من دولة إلى أخرى ، أو من محافظة إلى أخرى باختلاف الأحوال الجوية.

يبدأ العام الدراسي وتبدأ معه رحلة الطلب لابنائنا وفتياتنا ، ليقينهم أن الدراسة وطلب العلم متعة لا تنتهي إلا  بالنجاح ، فهي حياة كل طالب وطالبة في كل صباح ومساء ، تبدأ من قلوبنا كل يوم فحينما نعلقها بالله عزوجل تبدأ مفردات يومنا بالترجل والانبساط بارتياح بين أفانين الأمنيات الصغيرة والكبيرة ، مع علمنا التام أن لا مواقف عسيرة إلا واليسر يعقبها ، ولا أمور معقدة إلا وتنحل أمام عظمة الله ، فيجب أن نكون على يقين أن الله سبحانه وتعالى لم يهبنا عقولا لنجعلها مستلقية بجمود أمام احداث الحياة ، ولم يهبنا قوة على أجسامنا لنتركها في انبطاح ، ولم يهبنا إجازة  لنجعها طويلة بلا نهاية ، ولم يهبنا أمنية من الأماني المدخرة في قلوبنا والتي ترسل كل ليلة إلى السماء بدون علم وعمل .

 نقول لأبنائنا الطلاب والطالبات .. أمانيكم لن تتحقق وأنتم تتباكون على إجازة مضت وتفتحون أبواب الدراسة باكتئاب ، ابدؤوا عامكم الجديد بهمة عالية ،  وعينان تتطلع إلى الأفق ، وقلب يتمتم قائلا : ( يا الله أعني ) ، وتذكروا أن أمتكم بحاجة إلى أن ترتقي بعلمكم ، لتنتهي الحياة بنقطة باسمة سعيدة ومملوءة بملامح الإنجاز . 

أكرر وأهمس همسات يسيرة في أذني كل طالب وطالبة قائلا :

ابدؤوا عامكم الجديد بهمة عالية ، وتذكروا بأن أمتكم بحاجة اليكم ، فأنتم رجال الغد ، أخلصوا نيتكم لله عزوجل ، واعلموا بأن من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة ، كونوا بسطاء في خلق جم ، واحترام لمعلميكم ، وتعاونوا مع بعضكم بعضا ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص ، يشد بعضه بعضا ) ، وقوله صلى الله عليه وسلم : ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد ؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى  له سائر الجسد بالحمى والسهر ) ، احرصوا على تناول الفطور الصباحي الصحي الجيد ، بادروا بحضوركم إلى المدرسة مبكرا ، وتذكروا بأن تأخركم وغيابكم عن المدرسة له تأثير كبير في تحصيلكم العلمي ، قوموا بأداء واجباتكم المدرسية والمنزلية أولا بأول ، واحذروا من أن يجد الكسل طريقا إليكم ، اجعلوا مدرستكم بيتكم الثاني ، وحافظوا على مرافقها ، واستمتعوا بكل دقيقة تقضونها بين جنبيها ، وكونوا على ثقة بأن الآباء والأمهات ومدير المدرسة والمعلمين يتمنون لكم النجاح والتفوق ، فلا تترددوا أن تحققوا هذا المطلب في ارتياح . مع علمنا التام بأن وقت الطالب يحتاج للكثير من التوازن ، وحُسن استغلال الوقت بطريقة صائبة. والبعض لرُبّما يُفضّلون عمل جدول مُعيّن للمُذاكرة ، بينما قد يرى الآخرون أن عمله بحدّ ذاته يُمثّل مضيعة للوقت ، إضافة لأن نسبة التزامهم به تكون ضعيفة. ونقول لهم سواء كنت ممّن يُفضّلون عمل جدول بعينه أو لا ، المُهم هو أن تُنظّم وقتك ولا تجعل مادّة بعينها تطغى في وقت مذاكرتها على بقيّة المواد ، بحجّة أنك تحبها أو أنها صعبة تحتاج لوقت أطول ، أو لأيّ سبب آخر ، فأنت لن تستفيد كثيراً إن حصلت على أعلى الدرجات في مادّة بعينها وأخفقت في مادّة أخرى!. لا تُؤجّل عمل اليوم إلى الغد ، واستذكر دروسك وواجباتك أوّلاً بأوّل . وخُلاصة القول أنت تحتاج أن تكون مُتوازناً ، وأن تُوزّع وقتك بطريقة متناسبة وصحيحة حتّى تنال مرادك في النجاح والتفوُّق 

ومن نِعَم الله عزوجل على الإنسان أنّ معرفته تراكُميّة ومُركّبة وليست أُحاديّة ، وهذا ينطبق ليس فقط على طريقة استقباله للعلوم والمعارف وتعلُّمه إيّاها ، لكن أيضاً على طريقة اكتسابه للمهارات والقُدرات . نعم إنّ الدروس التي نتعلّمُها في الحياة هي تراكُميّة ، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : « لا يُلدغ المُؤمن من جُحر مرّتين «. بمعنى أن عليك في هذا العام الدراسي الجديد أن تتعلّم من سابق خبراتك الإيجابيّة والسلبيّة على حدّ سواء ، لا سيّما من أخطائك التي كلّفتك أثماناً باهظة ، رُبّما لتقصيرك أو لتهاونك ، أو لاستهتارك وتراخيك في أمر ما ، لذا لا تُكرّر أخطاءك التي وقعت فيها سابقاً ، واستفد منها لكي تتقدّم للأمام .

ويعتبر البعض أنّ العام الدراسي وقت مُؤلم وثقيل ، شرٌ لا بُد لهُم أن يجتازونه على مضض ، ثُم بمُجرّد انتهاء العام الدراسي يجتهدون ليمحوا من ذاكرتهم كُلّ ما تعلّموه . لكن الطالب الجيّد لا يُفكّر بمثل هذه الطريقة ، إنّما هو ينظر إلى ما يتعلّمه من معارف وعلوم كأمور لا بُّدّ أنّها ستفيده في حياته المُستقبليّة والعمليّة . ولا تخلو أيام الدراسة والمُذاكرة من حياة اجتماعيّة وعلاقات وتعارف مع زملاء وزميلات ، رُبّما ستجمعنا الأيّام معهم لوقت قصير ثُمّ يمضي كُلّ منّا إلى طريقه بعدها، لكنّ الحقيقة أن صداقات كهذه يُمكنها أن تستمر العُمر كُلّه ، وتُمثّل لك أمراً مُحبّباً بل وضروريّاً . أنا أُشجّعك أن تستمتع بعلاقات اجتماعيّة ومعنويّة تُفيدك اليوم وقد تُفيدك غداً ، أو على الأقلّ تُمثّل لك ذكريات جميلة لا تُمحى ، لا تضعف من طول الطريق ، ضع نصب عينك النجاح هدفاً ، والتفوُّق غاية مُحبّبة تسعى للوصول إليها . اجتهد وثابر ، وكُلّما تعبت أو بذلت مجهوداً اعلم أنّه لمصلحتك ، وأنّ الله يكافئ المُجتهدين . صمّم على بلوغ خط نهاية العام الدراسيّ بلا سلبيّات قدر الإمكان، وإن قابلتك عقبات ، اعلم أنّها ستزيدك صلابة وقُدرة على مواجهة الحياة .

أخيراً، أُطلب من الله ان يعَّضدك ويحقق لك الأهداف التي وضعتها لنفسك ، وأن يحميك من الفشل أو الاحباط ، وينير لك الطريق الذي تسلكه . نتمنّى لك كل نجاح وتوفيق.

وكل عام وأنتم بألف خير ..

 
 
aaa
زيارات إسياس المتكررة إلى إثيوبيا ومآلاتها المستقبلية
خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم وشهادات المنصفين من غير المسلمين
رمضان في زمن الكورونا
بعد عام من إغلاق الحدود بين إرتريا والسودان من المستفيد ؟
ملامح الإتفاقية الإرترية الإثيوبية وتطلعات الشعب الإرتري
2024 © حقوق الطبع والنشر محفوظة للمؤتمر الإسلامي الإرتري | By : ShahBiz