| 
 
 |  23 Nov 2024
المؤتمر الثاني للمجلس الوطني الإرتري التحضير .. والآمال
09-11-2017
1718
 

 المؤتمر الثاني للمجلس الوطني الإرتري

التحضير .. والآمال

بقلم : عبد الرحمن أحمد

لم يجئ انعقاد المؤتمر  الأول للمجلس الوطني الإرتري في مدينة أواسا في شهر نوفمبر 2011م بمحض صدفة ولكن جاء نتيجة لمجهودات كبيرة بذلت من قبل المعارضة الإرترية وخاصة التحالف الديمقراطي الإرتري صاحب القدح المعلى في هذا الأ1مر ، والذي نقل عمل المعارضة الارترية نقلة نوعية حتى أوصلها إلى هذا المستوى مرورا بعقد الملتقى الإرتري والذي عقد في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا 2010م.

وبكل تأكيد نجحت المفوضية التي وكل إليها الإعداد لهذا المؤتمر بمشاركة جميع أنواع الطيف من التنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية ، بالفعل استطاعت بنجاح أن تدير حلقات الحوار للخروج بنتائج مرضية للجميع وتبني الميثاق كعقد سياسي ملزم للجميع، وتحقق ما كان يصبو إليه الشعب الإرتري وهو التحالف بين التنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والعمل المشترك فيما بينها لإنهاء معاناته.

وللأسف الشديد كان وما زال المجلس الوطني الإرتري في أزمات متلاحقة منذ تأسيسه ، شغلته عن تحقيق أهداف وأمال الشعب الارتري ، وكان الأجدر أن تتوافق هذه التنظيمات السياسية وتتحاور وتتنازل حتى يتحقق الوفاق والانسجام بينها ، وتعمل بجدية لتحقيق الهدف المتفق عليه ويمكن وبعد تحقيق الهدف المنشود يحق لها التنافس الشريف فيما بينها ويترك للشعب اختيار من هو الأصلح لإدارة البلاد.

ولا نستطيع من خلال هذا المقال أن نحدد بالضبط أين كان مكمن الخلل أو الخطأ حيث أن هذا الأمر سوف ينظر إليه السمنار المزمع عقده في قابلات الأيام ، وكما هو معلوم للجميع ولأسباب عديدة تم  تعثر مسيرة المجلس الوطني الإرتري طيلة الفترة المنصرمة وحالت بينه وبين تحقيق أهدافه ..  ولكن بفضل من الله ثم بجهود عدد من الأطراف تم تكوين لجنة حوار لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء والخروج من الأزمة بأسرع وقت ممكن ، وبالفعل تكللت مجهودات هذه اللجنة بالتوفيق والسداد بعد عمل مضني ما يقارب العام كما جاء ذلك في التصريح الصحفي للاجتماع المشترك لقيادات  التنظيمات السياسية في المجلس الوطني .

ولتجاوز هذه الخلافات تم الاتفاق على عقد السمنار المشترك للتنظيمات السياسية ومن ثم انعقاد المؤتمر الثاني للمجلس الوطني.. وبارك السياسيون المجتمعون أعمال اللجنة وتم تكليفها على مواصلة المشوار لإعداد كافة الأوراق اللازمة لانعقاد السنمار الجامع في جو معافى يمهد لعقد المؤتمر الثاني للمجلس الوطني الإرتري ، يتوقع أن يكون محطة هامة لتجاوز الأزمة والتوجه نحو عقد المؤتمر باتفاق ووحدة ، والانطلاق الي حيث الآفاق ناظرين أمامنا مصلحة الشعب الإرتري وتحقيق الهدف الأساسي وهو إسقاط النظام الفاشي والظالم لشعبه وتأسيس حكومة العدالة والديمقراطية التي توفر للشعب الحياة الكريمة وتؤمن مصالحه العامة والخاصة ، وتوفر الأمن العام الخارجي والداخلي وتوفير كافة ما يحقق نهضة الشعب ويرتقي به إلى مصاف الدول المستقرة والمتقدمة .

ومن هنا يمكننا أن نتساءل ما هي الآمال المرجوة من المؤتمر العام الثاني للمجلس الوطني؟

أشار للقيادات السياسية تصريح الصحفي للاجتماع المشترك  إلى هذه الآمال والطموحات ونورده هنا بالنص:

( إن الشعب الإرتري ظل يتطلع إلى وحدة صف المعارضة الإرترية وتضافر جهودها من أجل الخروج من محنته التي تتفاقم في كل يوم ، وفي ظل التحديات الراهنة والمنعطف الخطير الذي تمر به القضية الإرترية أصبحت الوحدة والنضال المشترك ضرورة قصوى لا مناص منها ، وقناعة مشتركة للجماهير الإرترية وقواه السياسية . وانطلاقا من استشعار المسؤولية لمواجهة تلك التحديات، واستجابة لتطلعات شعبنا الجسور في تحقيق آماله كان هذا الاتفاق الذي أزال الكثير من العوائق ، ووحد الرؤى حول القضايا الجوهرية لعقد السمنار، ومهد الأرضية الصالحة لعقد المؤتمر الثاني للمجلس الوطني . ولا شك أن هذا الاتفاق يعد انطلاقة جديدة واعية لمتطلبات المرحلة وتحدياتها مما يقتضي من الجماهير الإرترية المشاركة بالدعم والمساندة من أجل إنجاح هذه الخطوة المباركة نحو الوحدة الشاملة والنضال المشترك) .

بالفعل حدد التصريح بكل وضوح أمال وتطلعات الشعب الارتري والذي ينتظره من هذا المؤتمر من وحدة للصف وتضافر للجهود لتحقيق مصالح الشعب الإرتري ، ولهذا فعلى القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية والدينية تغليب مصالح الشعب الإرتري على مصالح الحزب والتنظيم أو المصالح الشخصية الضيقة، ويجب تجاوز هذه العوائق بمسئولية تامة من كل الأطراف ، والدخول إلى المؤتمر الذي سوف يقيم التجربة ويراجع كل الخطط التي كانت قد رسمت للمجلس من قبل ، والمطلوب أيضا دعم وتفعيل اللجنة التحضيرية وتوفير كافة الإمكانات المادية والمعنوية حتى تؤدي دورها بالكمال ، لأن نجاح المؤتمر في نحاج اللجنة التحضيرية.

واستمرار النظام في الحكم حتى اليوم بالرغم من ضعفه راجع لعدم وجود معارضة قوية متماسكة مستوعبة بشكل دقيق للأوضاع التي يمر بها الوطن وعدم ترتيب الأوليات لمواجهة هذا النظام الذي هو أساس معاناة شعبنا .

بالرغم من المحاولات التي بذلتها أطراف عدة لإفشال المجلس الوطني وفي مقدمتهم النظام ظل المجلس قائما والكل متمسك به ويعمل تحت مظلته وإن شابه ما شابه من ضعف وخمول وهذه محمدة لهذا المجلس فالكل ملتف حوله ويعمل تحت مظلته وهذا هو سبب انتظار وصبر الجميع لما يحدث في داخل المجلس الوطني الإرتري من اختلافات لأنهم يرون في نهاية هذا النفق المظلم شعاع يخفي خلفه نور ساطع ونهار باهر .

 ونؤكد هنا على طموحات وتطلعات الشعب الإرتري بالداخل والخارج  التي تأمل أن يخرج المؤتمر بالأسس والمرجعية الواضحة لإنهاء معاناتهم بإسقاط هذا النظام السيئ ، وعلى قيادات التنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني أن تؤكد دعمها الغير مشروط للمؤتمر القادم وتجدد جسور الثقة فيما بينها لإعادة المجلس الوطني إلى مساره الصحيح .

هذا المؤتمر له أهمية كبيرة جدا عندما يحل كافة الإشكالات العالقة في مسيرة هذا المجلس ، ويؤكد على المرجعية  وعلى الآليات اللازمة لتحقيق الأهداف المرجوة ، والوسائل التي  تضع النظام في مطاردة سياسية في كل الصعد المحلية والدولية ، والعمل على حشد المجتمع الدولي حول أهداف المجلس الوطني وحقوق مصالح الشعب الإرتري المسلوبة من قبل هذا النظام ومحاصرته ومحاسبته دوليا ، وسوف لن يكون هذا الأمر سهلا خاصة في هذا الوقت والعالم مشغول بالمذابح والمجازر التي تجري في منطقة العالم العربي ، ومشغول بظاهرة الإرهاب وتداعيات هذه الظاهرة ، ولا سيما أن النظام ما زال يشعر أنه هو الأقوى ، وأن المعارضة هشة وليس لها أي تأثير عليه ولا على الشعب ، وأنه هو المسيطر على الموقف حتى الآن .

مفتاح الحل يتمثل في تحصين بيت المعارضة ووحدتها ، فبوحدتها تكون قادرة على مواجهة التحديات وتتغلب عمليا على النظام .. التحدي الكبير الآن هو في كيف نحشد الشعب حول المجلس الوطني وأهدافه المعلنة مرة أخرى أين ما كان في كل العالم ولا سيما في الداخل كما كان في بدايات انعقاد الملتقى .. وعندما يعاد تكتيل الشعب الإرتري حول المجلس الوطني نكون قد حققنا نجاحات كبيرة ، وأن عمر هذا النظام سوف يصبح قصيرا للغاية ، ويكون سقوطه على الأبواب . 

ويجب أن يكون توجهنا نحو تحقيق الديمقراطية والعدالة صادق ، نريد حكومة تؤمن بالإنصاف والعدل والديمقراطية والتعددية الحزبية  والحوار ، في هذه الحالة ستحل كل مشاكلنا ومشاكل الشعب ..

يجب أن نؤكد للجميع أننا في معركة عادلة ومنصفة .. ويجب أن نعرف أين تكمن قوتنا وكذلك أين يكمن ضعفنا .. وعلينا أن نعترف أن نقطة  ضعفنا الرئيسية والحقيقية هي وضعنا الداخلي ومن يعتقد غير ذلك فهو على خطأ .

والشيء الذي نخشاه هو أن تتكرر الخلافات بين قيادات المجلس في عقد المؤتمر ، يجب علينا أن نحاصر مثل هذا النهج والحيلولة دون الإفراط بالمجلس الوطني الإرتري الذي عقد عليه الشعب آماله في حل مشاكله العالقة .

وإذا اتفقنا نحن كمعارضة  فإننا سوف نحقق أهدافنا وأهداف الشعب الإرتري عاجلا غير آجل وسوف يتغير الوضع الإرتري .

نجاح المؤتمر يكون في مخرجاته الإيجابية ، وإيجاد فرق للتنفيذ ولجان للمتابعة وتصحيح المسار والاستفادة من الأخطاء السابقة التي صاحبت مسيرة المجلس الوطني منذ نشأته.

 

 
 
aaa
زيارات إسياس المتكررة إلى إثيوبيا ومآلاتها المستقبلية
خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم وشهادات المنصفين من غير المسلمين
رمضان في زمن الكورونا
بعد عام من إغلاق الحدود بين إرتريا والسودان من المستفيد ؟
ملامح الإتفاقية الإرترية الإثيوبية وتطلعات الشعب الإرتري
2024 © حقوق الطبع والنشر محفوظة للمؤتمر الإسلامي الإرتري | By : ShahBiz