أزمة أخلاقنا كيف يتم تصحيحها :بقلم / أبوالحارث المهاجر
25-07-2011
953
في الساحة السياسية الإرترية بشقيها الإسلامي والوطني تعصف الخلافات بينهما أحياناً تكون حادة جداً وأحياناً أخرى هادئة وفي كل الأحوال طرفي الخلاف يُظهر سلبيات الآخر بكل ما أوتي من قوة فيتهم الآخر بأنه من الجنجويد والبشمرجة والباسيج والبلطجية والمرتزقة والشبيحة والعميل للنظام ومن المندسين ومن الرجعيين وغيرها وبل قد يتجاوز الإساءة إلى شخصه وعشيرته وقبيلته، يقال فيه ما لم يقله مالك في الخمر، كل ذلك فقط من أجل تحقيق مكسب سياسي أو إحراق الطرف الأخر أمام الشعب ونظرائه من التنظيمات دون وضع أي إعتبارات أخلاقية تحكم الأطراف في حالة التوافق والإختلاف . ويقال في السياسة لا يوجد شيئ حتمي ربما تنظيم بعينه يكون خصمك اليوم ويكون شريكك غداً من أجل ذلك ينبغي أن نبني علاقاتنا مع بضعنا البعض على قاعدة التعاون على البر والتقوى. وإذا تساءلنا لماذا نعيش أزمة أخلاق في الساحة السياسية الإرترية وغيرها من الساحات ؟ أزمة أخلاق سببها غياب العدل بين العاملين في الحقل الدعوي والسياسي وبين الأطراف الأخرى في مقابل الإتجاه الثاني .
والعدل هو القسط والإنصاف والإستقامة وعدم الجور ، والقصد في الأمور وما قام في النفوس أنه مستقيم وهو العدل أيضاً نقيض الهوى ، قال تعالى : (فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا(135) النساء.
وقال شيخ الإسلام بن تيمية في الفتاوى :( وأمور الناس تستقيم في الدنيا مع العدل الذي فيه الإشتراك في أنواع الإثم أكثر مما تستقيم مع الظلم في الحقوق وإن لم تشترك في إثم ، ولهذا قيل:إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة ، ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة. ويقال:الدنيا تدوم مع العدل والكفر ، ولا تدوم مع الظلم والإسلام ، وقد قال النبي صلى الله علية وسلم:( ليس ذنب أسرع عقوبة من البغي وقطيعة الرحم)، فالباغي يصرع في الدنيا وإن كان مغفوراً له مرحوماً في الآخرة، وذلك أن العدل نظام كل شيء ، فإذا أقيم أمر الدنيا بعدل قامت وإن لم يكن لصاحبها في الآخرة من خلاق ، ومتى لم تقم بعدل لم تقم وإن كان لصاحبها من الإيمان ما يجزي به في الآخرة).
وهناك بعض الأمور يجب أن نستحضرها في أخلاقياتنا الدعوية والسياسية حتى نحقق النجاح المنشود في الساحة السياسية الإرترية .
(للتفاصيل مراجعة قسم المقالات)