بيان هام
بشأن أحداث مدرسة الضياء بأسمرا
الحمد لله وكفى ، والصلاة السلام على خير الأنام نبينا المصطفى ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
تابعنا وتابع الشعب الإرتري في الداخل والخارج المظاهرات الشجاعة التي قام بها الأحرار في العاصمة أسمرا مساء يوم أمس الثلاثاء 31/10/2017م ، تطالب بالإفراج عن معتقلي ، ورفض التدخل في شئونها ، ومحاولات النظام لقمع هذه التظاهرات وتفريقها بإطلاق النار عليها ، وتأتي هذه التظاهرات على خلفية اعتقالات أجراها النظام في إدارة مدرسة الضياء الإسلامية ومعلميها بسبب رفضهم شروطا تضمنت منع تدريس المواد الإسلامية ومنع الحجاب للطالبات وطالبتهم باختلاط الجنسين بين الطلاب والطالبات .
اعتقد النظام القمعي أن لا أحد يجرؤ على اعتراض سياساته الإجرامية وتوجهاته الاستبدادية بعد أن زج بالدعاة والمعلمين الذين كانوا منارة مجتمعنا في العلم والمعرفة والتدين في سجونه في فاتحة عهده المشئوم ، وواصل في اعتقالاته وبطشه الأمني لتشمل السياسيين والصحفيين والتجار والأعيان ، ومارس أبشع صور القمع بالقوة والنار لكل المجموعات التي طالب بحقوقها ورفع الظلم عنها ، كما فعل ذلك بجرحى حرب الاستقلال في الحادثة المشهورة بحادثة ماي حبار ، وتدخل في الشئون الدينية بصورة سافرة ، وضيق الخناق على المواطنين في حياتهم حتى غدت إرتريا سجنا لا يحتمل البقاء فيه ، وتوالت ظاهرة الهروب من كل فئات المجتمع وبالأخص الشباب عبر البلدان المجاورة في رحلة البحث عن ملاذات آمنة يعيشون فيها بكرامة .
لقد صبر الشعب الإرتري على كل هذا الضيم وتحمل كل صعوبات الحياة ولكن للصبر حدود ، فحين يبلغ الجرم بالنظام أن يعتدي على هوية الشعب الإرتري ويسعى لمسخها ، ويتدخل في خاصة شئونهم الدينية ، ويمعن في التجاوز والإجرام ليتجرأ على الحصن الأخير الذي لا يمكن أن يعبث به ما دام في الحياة أبطال يدافعون عن الهوية والدين كالعم موسى محمد نور وإداريي ومعلمي وطلاب مدرسة الضياء الأبطال ، الذين تصدوا بكل بسالة صلف هذا النظام وغطرسته .
أصبحت مدرسة الضياء اليوم تمثل رمزا لهوية المسلمين وخصوصيتهم الدينية ، وإن أي مساس بمنهجها وتعطيل وظيفتها ومنعها من أداء رسالتها أمر مرفوض ، يتوجب على الأحرار والمواطنين التصدي له بكل الوسائل التي توقف النظام عند حده ، وندين بشدة استخدامه للعنف وإطلاق النار ضد المتظاهرين العزل ، ونناشد الجيش للوقوف والانحياز إلى جانب الشعب وعدم التورط في قمع المتظاهرين حفاظا على أمن البلاد واستقرارها .
ونحيي تلك المواقف المشرفة والحكيمة للعم موسى محمد نور ومنسوبي مدرسة الضياء الذين واجهوا إجراءات النظام الغاشمة بصلابة وشجاعة . كما نحيي كل الأحرار الذين خرجوا في مظاهرة حاشدة يوم أمس بأسمرا تضامنا وتنديدا بما حدث لمدرسة الضياء ومعلميها ، مطالبين النظام بالإفراج الفوري للمعتقلين ، والكف عن التدخل في شئون المدرسة وكل الشئون الدينية في البلاد .
ونهيب بشعبنا الإرتري في الداخل بالتظاهر في كل المدن الإرتري تضامنا مع إخوانهم في أسمرا ، كم نهيب بالقوى السياسية والمدنية والجاليات الإرترية في الخارج بالتظاهر وتنظيم الاحتجاجات لمناصرة المدرسة ومنسوبيها في كل الدول والمحافل ، وتصعيد الأمر في الوسائل الإعلامية والحقوقية للدفاع عن حقوق شعبنا .
المكتب التنفيذي
للمؤتمر الإسلامي الإرتري
1/11/2017