تشهد العاصمة أسمرا منذ يومين أحداثًا متسارعة، توجت بمظاهرات كان مركزها حي "آخريا"، وذلك على خلفية القرار الجائر للنظام الديكتاتوري القائم والقاضي بمنع استخدام الرموز الدينية في المدارس، والذي يعتبر استمرارًا في تدخلاته السافرة في الشؤون الداخلية للمؤسسات الدينية للمسلمين وكافة الطوائف المسيحية، والتي كان أبرزها عزل بطريارك الكنيسة الأرثوذكسية الأنبا أنطونيوس ووضعه تحت الإقامة الجبرية. وحري بالإشارة أن النظام القائم قام فور استيلائه على السلطة في البلاد بالاعتداء على المؤسسات الدينية المختلفة وحقوق أتباعها، وكان في مقدمتها اعتقال وتغييب عددٍ كبير من أساتذة المعاهد الدينية الإسلامية وانتهاك حقوق أتباع الكنيسة الكاثوليكية وشهود يهوا وبقية الطوائف المسيحية. وتنفيذًا لقراراته التعسفية الأخيرة، قامت أجهزة النظام الديكتاتوري بالتدخل في الشؤون الداخلية لمدرسة الضياء الإسلامية، واعتقال الحاج موسى محمد نور رئيس مجلس إدارة المدرسة وعدد من زملائه، وهو ما لم تجرؤ القيام به حتى السلطات الاستعمارية الإثيوبية.
ومواصلة لطغيانها ونهجها التعسفي قامت في 31 أكتوبر 2017، ومن خلال قوات مدججة بالسلاح الاعتداء على اجتماع أولياء أمور التلاميذ بإطلاق ذخيرة حية على الاجتماع. والأخبار الأولية الواردة من عين المكان تفيد بوقوع ضحايا بين المدنيين جراء الاعتداء الآثم لجنود وشرطة النظام الغاشم.
إن التنظيمات السياسية في المجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي، في الوقت الذي تدين فيه الاعتداء الوحشي على المدنيين الأبرياء وتحذر عناصر الجيش والشرطة من مغبة التورط في قتل المدنيين تنفيذًا لتعليمات عناصر هذا النظام الديكتاتوري المتهالك، تناشد الجيش والشرطة وقوات الأمن أن تنحاز إلى جانب مطالب الشعب العادلة وتساهم مع طلاب العدالة والحرية في إسقاط النظام الديكتاتوري. كما تهيب التنظيمات السياسية بكافة قطاعات شعبنا في أرض الوطن وفي دول المهجر الخروج فورًا في مظاهرات تضامنية مع أهالي العاصمة أسمرا. كما تحذر بشدة النظام الديكتاتوري وأعوانه من محاولة زج شعبنا في فتنة طائفية. وفي هذا الصدد فإن التنظيمات السياسية في المجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي تعبر عن ثقتها الكبيرة في أن وعي شعبنا وتلاحمه في هذه المحنة سيفوت على النظام وأعوانه اللعب على هذه الورقة.
وتهيب التنظيمات السياسية في المجلس الوطني الإرتري أيضًا بكافة المنظمات الحقوقية والدول الفاعلة على الصعيد الدولي والمجتمع الدولي التدخل لوقف الانتهاكات التي يرتكبها النظام الديكتاتوري ضد شعبنا على مرأى ومسمع العالم، مستهينًا بكرامته وبقيمه الدينية والوطنية والحقوقية على مدى ربع قرن من الزمان. وإنها تخشى أن يرتكب النظام الديكتاتوري مجازر خطيرة في حق الأبرياء إن لم يواجه بموقف دولي حازم وسريع.
النصر لنضالات شعبنا من أجل الحرية والكرامة،،السقوط للنظام الديكتاتوري البغيض !!
التنظيمات السياسية في المجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي
1 نوفمبر 2017م