العطلة الصيفية وكيفية استفادة الأطفال منها
بقلم: سليمان محمد علي
تنظيم الوقت هو من الأساليب الرئيسية لرقي الأمم ، وازدهار حضارتها ، وظهور هيبتها ، وبناء قوتها . وتنظيم الوقت يتعدى مجرد ترتيب المواعيد إلى ربط الوقت بالأهداف والدقة في تقييم المواعيد والواقعية .
والنفس تبحث دائما عن التجديد وتسعى دوما للتغيير ، والعام الدراسي يمثل روتينا يوميا للطفل ؛ فتتطلع نفسه للراحة وتحتاج للتغيير وكسر الروتين ، وتهدف الإجازة الصيفية لكسر هذا الروتين الممل .
وعندما ينتظر التلاميذ إجازاتهم بشغف كبير تتعالى صرخات أولياء أمور التلاميذ ( خاصة الأمهات) معبرة عن قلقها من الإجازة وكيف يقضيها الأبناء ؟ ومن الذي يسد الفراغ الذي كانت تغطيه المدرسة خلال العام الدراسي !
مفهوم الإجازة الصيفية :
الإجازة الصيفية هي فترة زمنية تغلق فيها المدارس أبوابها ، متيحة فرصة للراحة والاستجمام بعد عام من التحصيل والاجتهاد ، فتأتي الإجازة لكسر ذلك الروتين المعتاد وليفرغ فيها الطفل ما لديه من جهد فائض وطاقة متوقدة بالمرح واللعب .
والإجازة سلاح ذو حدين إذا لم تستغل استغلالا إيجابياً تصبح وبالاً على التلميذ وكل المجتمع ؛ لأنها عندئذ تكون سبباً لفوات العمر ، وضياع الزمن ، وتعكير الفكر ، واعتياد العادات السالبة ، وتغيير اهتمامات الطفل ، وربما أورثت ارتكاب الجرائم والموبقات ، ولهذا لا بد من بذل الفكر والجهد لاستغلال الإجازة ، ولا يتأتى ذلك إلا من خلال برنامج مخطط يُمكّن التلاميذ من الاستفادة والاستمتاع بالإجازة الصيفية ؛ لأن الإسلام عندما أمر بحفظ الزمن وأعلى من أهميته لم يلغ تطلعات الصغار وإشباع رغباتهم باللهو المباح واللعب الهادف الموجه .
فلا بد من إيجاد برامج ونشاطات تسهم في تنمية مهارات التلاميذ ، وإكسابهم خبرات تعليمية تعزز مستوياتهم العلمية وتمنحهم مهارات التفكير الإبداعي ، وتوسع أفقهم الخيالي ، فضلا عن إثراء معرفتهم الثقافية والذاتية من خلال وسائل تربوية ، وإشباع رغباتهم بالألعاب المأمونة والهادفة . وذلك إعمالا لنظرية التخلص من الطاقة الفائضة ، وحفاظا عليهم من الفراغ ، وما يورثه من أضرار تتمثل في : الملل ، والكسل ، والأخلاق السيئة ، وعدم التوازن والنمو الجسمي المبكر .
من هنا تظهر أهمية البرنامج المخطط للعطلة الصيفية ، وهو عبارة عن مجموعة من الأنشطة الدينية والتربوية والثقافية والاجتماعية الهادفة ، يتم تنفيذها خلال الإجازة الصيفية ، وهي ذات ثلاثة أهداف :
1- هدف بنائي : يتم من خلاله غرس المبادئ والقيم الفاضلة واكتشاف المعلومات والأدوات التي تخدم الطفل في المستقبل .
2- هدف وقائي : يتم من خلاله حماية الأبناء من رفقاء السوء وضياع الأوقات.
3- هدف علاجي : يتم من خلاله معالجة بعض السلوكيات التي تطرأ على الطفل مثل ضعف الشخصية وغيرها .
ويمكن تلخيص هذه البرامج في الفقرات الآتية :
1- التوعية الدينية ، بغرس المبادئ الأخلاقية الحميدة في نفوس أبنائنا التلاميذ .
2- النشاط التربوي ، الذي يتم عن طريقه اكتشاف المهارات الدراسية والحياتية التي تهيئه للتفاعل مع المجتمع .
3- النشاط الثقافي وتنمية مهارات القراءة والتعامل مع المكتبة والإذاعة والصحافة .
4- النشاط المهني ، والذي يتعرف الطفل من خلاله على بعض الحرف والصناعات والتجارة والصيانة .
5- النشاط الرياضي المتمثل في الألعاب الفردية والجماعية . وتكمن أهمية اللعب للأطفال بأنه وسيلة من وسائل تطوير السلوك والتفكير ، وتعلم قوانين الحياة والطبيعة وأنماطها من تحمل المسؤولية ، وتحقيق الانتصار أو قبول الهزيمة ، كما ينشط ذاكرة الطفل . واللعب الموظّف له أهمية كبيرة في حياة الأطفال لإسهامه المباشر في التكوين العقلي والنفسي والجسماني . ولا بد فيه من قراءة ميول الطفل وتوفير الألعاب التي يميل إليها والمتناسبة مع مرحلته العمرية.
ومن وسائل تحقيق هذه البرامج والأهداف :
1/ المخيمات الصيفية .
2/ خلاوي تحفيظ القرآن وحفظ قدر معين من القرآن يوميا أو أسبوعيا .
3/ المراكز التدريبية التي تنمي المهارات وترفع المستوى .
4/ حلقات العلوم الشرعية .
5/ ارتياد المكتبات واقتناء الكتيبات والمجلات المفيدة .
6/ المحافظة على الصلوات في المساجد .
7/ الانضمام إلى مجوعة رياضية : سباق الخيل ، كرة القدم ... .
8/ زيارة الأقارب وصلة الأرحام .
9/ زيارة الأشخاص الناجحين والمشاهير في الأعمال الطيبة .
10/ ممارسة الأعمال المنزلية والمشاركة في خدمات البيت كلٌ بما يناسبه من الذكور والإناث.
11/ الاستفادة من الكورسات الصيفية التي تقام في المدارس ؛ لأنها توفر رصيداً تحصيلياً يساعد التلميذ خلال العام الدراسي الجديد في استيعاب المقررات الدراسية بسهولة .