| 
 
 |  23 Nov 2024
قراءة في العلاقات الإرترية القطرية - بقلم : أبوالحارث المهاجر
28/04/2011
1691
 

 

تمتاز دولة قطر بحنكتها السياسية في علاقاتها الخارجية مع جميع الدول ، منطلقها في 
ذلك  القيم الإسلامية وأخلاق الشعب القطري الحميدة ، يتلمسها كل من إقترب إليهم 
وهذا ما أهلّ دولة قطر للعب دور فاعل ومؤثر  عربياً ودولياً وفق رؤية سياسية تنتهج 
الوضوح والواقعية ودقة التقييم والتوازن السياسي .
وظلت دولة قطر تعمل على تعميق روابط التعاون بينها وبين الشعوب والدول الإسلامية 
وعلى تقديم كافة أشكال المساعدة والدعم المادي والمعنوي لخدمة القضايا المشتركة 
للأمة العربية والإسلامية. لقد استغرقت رئاسة دولة قطر لمنظمة المؤتمر الإسلامي 
ثلاث سنوات مثمرة في الفترة من 2000- 2003م وهذه المهمة الرفيعة وضعت دولة قطر على 
قائمة الدول المهمة والمؤثرة وأثبتت أن عظم شأن الدول ليس بعدد سكانها أو باتساع 
رقعتها الجغرافية فحسب. وقد سجلت رئاسة قطر للقمة الإسلامية التاسعة نجاحاً مميزاً 
للدبلوماسية القطرية التي تؤكد كل يوم وجودها الديناميكي على الساحة الإقليمية 
والدولية وقد عبرت قطر دائما بالأفعال عن بالغ اهتمامها بتعميق روابط التعاون بينها 
وبين الشعوب والدول الإسلامية و تقديم صنوف المساعدة والدعم المادي والمعنوي لخدمة 
القضايا المشتركة للأمة العربية والإسلامية. 
الشعب القطري إرتبط في علاقاته مع الشعب الإرتري وجدانياً منذ ثورة الكفاح المسلح 
الإرتري في القرن الماضي وكان يقدم الدعم المادي والمعنوي والعسكري للثوار 
الإرتريين عندما كان الشيخ / حمد بن خليفة آل ثاني ولي العهد ووزيراً للدفاع ، ولم 
تتوقف علاقات قطر مع إرتريا بعد التحرير وإنما إزدادت قوةً ومتانةً وتطوراً ملحوظاً 
في جميع الأصعدة الدبلوماسية والإقتصادية والإعلامية . 
الجانب الدبلوماسي :
على المستوى الدبلوماسي تعتبر العلاقة بين الدولتين على أعلى مستوياتها من حيث 
التنسيق المستمر والزيارات المتبادلة وولوج إسياس المتكرر من أسمرا إلى الدوحة أكثر 
من تكراره من منزله إلى مكتبه كلها تعكس مدى قوة ومتانة العلاقة القائمة. الحكومة 
القطرية ونتيجةً للعلاقات المتنامية بينها وبين النظام سعت سعياً حثيثاً في رأب 
الصدع في خلافات النظام مع عدد من دول الجوار، حيث رعت عدة إتفاقيات منها: 
•           في عام 1999م تم رعاية الاتفاق بين الحكومة السودانية والنظام وأدى ذلك 
لعودة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بينهما. 

•         في 6/3/2007م رعت قطر أيضاً المباحثات التي جمعت بين البشير وإسياس 
أفورقي وشهدت الدوحة الإتفاق الذي تم توقيعه لتنمية الحدود المشتركة بينهما(غرب 
إرتيريا وشرق السودان ) بإشراف الأمير القطري الذي تعهد برعاية بلاده لهذا المشروع .
•        وفي عام 2010 م قامت أيضاً برعاية الإتفاق بين النظام وجيبوتي بموجبه تم 
إحتواء النزاع بين الدولتين في الحدود المتنازع عليها وإرسال قوات حفظ سلام قطرية 
ترابط بين الدولتين. 
الجانب الإقتصادي :
وفي الجانب الإقتصادي فإن دولة قطر لعبت دوراً كبيراً في إنقاذ الإقتصاد المتهالك 
للنظام ، وذلك في تقديري أولاً بغية تعديل سلوك إسياس في تعامله وعلاقاته مع دول 
الجوار العربية منها خاصة بعد التحرشات التي كانت  آخرها مع دولة جيبوتي ، وثانياً 
تنويع مصادر وموارد الدخل لدولة قطر بالبحث عن مواقع إستثمارية بديلة عن الغرب بعد 
الإنكماش الذي حدث في الإقتصاد العالمي وبرؤية جديدة وحديثة وهي إدارة الإستثمارات 
بكفاءة وشركات وطنية . وكان الدعم الإقتصادي المعلن المقدم من دولة قطر ستين مليون 
دولار لتنيمة المنطقة الحدودية بين السودان وإرتريا ، ثم إن دولة قطر تمتلك مشاريع 
إستثمارية ضخمة في إرتريا تتمثل في إنشاءاءت سياحية على ساحل البحر وخاصةً في 
جزيرة  دهلك التي تجتذب السياح العرب والأجانب ، وكذلك استثماراتها في التعدين 
وغيرها ، وتم بناء مسجد الصحابة في مدينة كرن بتكلفة 3000000 دولار بكامل ملحقاته 
وهذه الفرصة وجدتها دولة قطر بعد عناء شديد لإقناع النظام من أجل بناء هذا الصرح 
الكبير. 
ومن أجل تعزيز التعاون الإقتصادي كان هناك أيضاً التعاون في مجال إستقدام العمالة 
الإرترية لكي تعمل في قطر بعد الإتفاق المبرم بين وزيرة العمل والتضامن الإجتماعي 
للنظام أسكالو منغريوس ووزير العمل القطري الدكتور/ سلطان بن حسن الضابت الدوسري 
بتاريخ 28/03/2008 م في الدوحة ، وتبرعت أيضاً دولة قطر بمائة بص نقل ركاب ( حجم 
كبير) للنظام. ويبرم النظام مثل هذه الإتفاقية لتزويد قطر بالعمال الإرتريين في حين 
نجده يمنع الإرتريين غير الموالين له من الخروج من إرتريا للعمل في الخارج . ويريد 
النظام من كل ذلك إنقاذ إقتصاده  المنهار ، كما يقوم بعملية السمسرة في الشباب 
الإرتري الموالين للنظام وذلك بإستقدام عدد كبير جداً في حدود 250 شخص في عدة دفعات 
كلهم من أفراد الجيش الإرتري ، وقد تم سحبهم من المواقع المتقدمة في الدفاعات لكي 
يتم إرسالهم إلى دولة قطر للعمل بها كسائقين في شركة النقل والمواصلات العامة ، 
وعاد نصف هذا العدد تقريباً نظراً لعدم كفاية الراتب الذي يُدفع لهم. 
الجانب الإعلامي :
دولة قطر أولت إهتماماً بالغاً لإعلام النظام تطويراً وتدريباً ودعماً ، ومن يتابع 
الإعلام المرئي للنظام يرى التغيير والتحديث المستمر في الإستديوهات بصورة مستمرة 
حيث أصبح الإعلام المرئي للنظام يضاهي كبرى وسائل الإعلام المرئية الأخرى وذلك بفضل 
قناة الجزيرة التي قام خلالها المدير العام للشبكة السيد / وضاح خنفر بإفتتاح 
الإستديو الجديد للإعلام المرئي للنظام. وأما عن التدريب للكوادر الإعلامية للنظام 
فحدث ولا حرج فقناة الجزيرة لم تأل جهداً في تطويرهم ورفع كفاءتهم بالدورات المكثفة .
ونتساءل لماذا هذا الدعم السخي لنظام إسياس ؟ في تقديري أولاً لا أشكك البتة في 
مصداقية دولة قطر في تعاملها مع الشعب الإرتري منذ عهد الثورة و إلى يومنا هذا ، 
ولكن يبدو أن إسياس أفورقي غطى على الجرائم التي يرتكبها في حق شعبه ، ونظراً لطيبة 
شعب قطر ولعدم معرفتهم بحقائق الأوضاع فسوف لن يكتشفوا الإضطهاد والظلم الواقع على 
الشعب وحتى في خارج إرتريا دولة قطر لم تسمع من قوى المعارضة الإرترية عن قرب وإن 
كنت أعذرها في ذلك نظراً لخصوصية السياسات التي تتبعها كل دولة في التعامل مع قوى 
المعارضة للنظام القائم ، ولكن يبقى الأمر على مسؤوليتنا كإرتريين في بلورة وفضح 
جرائم وممارسات النظام لكل الدول ، وعلى سبيل المثال :
• إسياس أفورقي منذ السبعينات كانت لغة المخاطبة لديه مع مخالفيه في الراي القتل 
ولذلك صفى كثيراً من قادة جبهة التحرير الإرترية . 
• قطع العلاقات بين الشعب السوداني والإرتري في 6/4/1994 م مع العلم بإحتضان 
السودان للاجئين الإرتريين والثورة منذ 1967م وذلك بالتحرش ضد الحكومة السودانية 
ومحاولة زعزعة الإستقرار في شرق السودان. 
• إفتعال الحرب مع اليمن في جزيرة حنيش في 15/12/1995م. 
• إفتعال حرب بادمي مع إثيوبيا في 6/5/1998م وأنتهت بإتفاقية الجزائر عام 2000م 
والتي قتل خلالها من الطرفين 80000 شخص. من الطرف الإرتري قتل خلال ثلاثة حملات 
بإعتراف النظام 19500جندي وهم الذين تم إبلاغ ذويهم ، ولكن هناك معلومات تؤكد مقتل 
36000  جندي ، وفقدان 5000 جندي ، وأسر 8500 جندي ، وجرح 35000 جندي ، وتشريد 500000 
شخص من المدنيين وتدفق اللاجئون إلى السودان عبر هجرة عكسية بشكل يومي منذ ذلك 
التاريخ وحتى يومنا هذا.
وهنا نقطة يتطلب الوقوف عندها لنتعرف على مزاجية إسياس في علاقاته التي تحكمه مع 
الأخرين وتحليل شخصيته ، إسيــــاس أفورقي في تقديري شخص يعاني من مرض البارانويا 
وكما يعرفه المختصون هو(حالة نفسيّة مرضيّة يملك المصاب بها جهازاً عقائدياً 
معقّداً وتفصيلياً يتمركز حول أوهام لا أرضيّة واقعية لها.هذه الأوهام تقنعه بأنه 
مضّطهد من قبل الآخرين وبأنّ السبب الرئيسي لإضطهاده من قبلهم هو كونه شخص عظيم 
ومهمّ للغاية) ، وعلى هذه الفرضية يتعامل مع الأخرين بالتكبر والعجرفة والإحتقار 
للآخرين كما هو معهود عند إسياس. وعلى ذلك فليس له صداقة ولا أمان من جانبه وإليكم 
هذه الحقائق . 
• السودان بكل ما فيها من السلبيات يعتبر الوطن الثاني بالنسبة للشعب الإرتري حيث 
شهد لجوء الإرتريين منذ 1967م ، ويحتضن السودان معسكرات المهاجرين وكان الخلفية 
الآمنة للثوار الإرتريين عندما كانوا يحاربون الإستعمار الإثيوبي ، وكان به مقرات 
ومكاتب جميع التنظيمات الإرترية ومن ضمنها الجبهة الشعبية. وبعد جلاء الجيش 
الإثيوبي من إرتريا نشأت علاقات قوية ومتينة بين الجبهة الشعبية والحكومة السودانية 
بقيادة جبهة الإنقاذ آنذاك حتى وصلت العلاقات إلى إنشاء دوريات مشتركة في الحدود 
لمحاربة قوى المعارضة من الطرفين، وكان السودان أول دولة تعترف بإستقلال إرتريا في 
عام 1993م وقدمت الدعم المادي واللوجيستي للدولة الوليدة في كافة المجالات . وفي 
عام 1994م تم قطع العلاقات الدبلوماسية مع السودان وتم تسليم سفارة السودان في 
أسمرا  إلى المعارضة السودانية مخالفاً بذلك جميع المواثيق والمعاهدات الدولية بهذا 
الشأن .(جزاء المعروف ثمانية كفوف).
• إسياس كانت تربطه علاقة شخصية ونضالية مع ملس زيناوي ومصير مشترك لإزاحة منجستو 
هيلي ماريام ولكن لو نظرنا إلى حالهم اليوم (بينهما برزخُ لا يلتقيان). 
• مجموعة (15) الذين تم الزج بهم في غياهب السجون كانوا من أبرز القيادات السياسية 
والميدانية معه في إبان الثورة والدولة ، ولكن مع إسياس لا تستوي الأكتاف ، وفيهم 
رئيس الوزراء (رئيس حكومات الأقاليم) ووزير الخارجية وغيرهم من القيادات التاريخية 
للجبهة الشعبية لكن الرجل لا عشرة ولا أمان لمن يتعامل معه. 
• دولة قطر قدمت الكثير للشعب الإرتري ولهذا النظام خاصة ، لكن النظام اساء 
استغلالها في تمرير وتحقيق أهدافه الشوفينية وفي قمع الشعب الإرتري ونزعاته 
العدوانية ضد دول الجوار ، الأمر الذي بدأ يحدث هوة خلافية بين نظام إسياس والحكومة 
القطرية التي صارت محرجة بسبب أخطائه التي تمس الجانب القطري. ونجد هذه الخلافات 
تظهر اليوم في الوسائل الإعلامية حيث نشر تقرير عن أوضاع المسلمين في إرتريا 
للإتحاد العالمي لعلماء المسلمين في صحيفة قطرية ، وأنا أثمن جهود الإتحاد الإسلامي 
في هذا المضمار والخروج من صمتهم وأعتبرها خطوة في الطريق الصحيح تجاه إرتريا أرضاً 
وشعباً. 
وفي تقديري المعارضة الإرترية لم تستفد من الفرص التي أوجدتها الأحداث الأقليمية 
والدولية ضد إسياس أفورقي الذي أصبح محاصراً بكل الإتجهات وهناك حراك إثيوبي ضده ، 
كما أن سوء علاقاته وتحرشاته مع السودان ودعمه للمعارضة الدارفورية ومجموعات الحركة 
الشعبية جناح الشمال والجنوب من أجل تقويض الأمن والسلم في المنطقة ، والعواصف التي 
هبت في علاقاته مع دولة قطر ونتائجها كما أسلفت كانت واقعة على الشعب الإرتري 
المسكين حيث تم إقاف التأشيرات الإرترية لدولة قطر ، ورفع الخدمات الأمنية لسفارة 
النظام التي تُقدم من الدولة المضيفة وذلك لسوء سلوك النظام في التعامل وفق الأطر 
الدبلوماسية المتعارف عليها دولياً . حيث أصبحت السفارة كما يروي المقيمون هناك بأن 
السفارة تعمل حتى الساعة الثانية صباحاً بسبب وجود مطعم داخل مقر السفارة ويتوفر 
فيه لعب الورق وغيرها من الأمور التي لا ترقى على أن يكون مكانها هو السفارة . 
وتقدم السكان بجوار السفارة بشكوى إلى الجهات الرسمية بضرورة إتخاذ الإجراءات 
اللازمة حيال قضية الإزعاج التي تقوم بها السفارة . ومن جانب آخر فإن الجهات 
الأمنية وجدت صعوبة في التغطية الأمنية للسفارة التي تعمل حتى الساعة الثانية 
صباحاً وكان الخيار أن تترك لتأمين نفسها ، وهذا صراحةً ينزع من السفارة الهيبة 
والإحترام والتقدير من الدولة المضيفة كما تتمتع بها السفارات التي تحترم نفسها . 
كما أن نشر تقرير الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين في صحيفة قطرية يؤكد إلى ما وصلت 
إلية العلاقات بين البلدين . 
والأمر الآخر رحيل حسني مبارك الذي كان يمثل له الغطاء في جرائمه الأقليمية وكان 
يمارس عبره غسيل الأموال حيث كان يتم تحويل المبالغ المستحقة في تنفيذ الأجندة 
والمشاريع المختلفة في المنطقة وكذلك تمويل المجموعات المعارضة الدارفورية حيث لا 
موارد تذكر لإرتريا ، والجهات المعنية بذلك كانت تحول الأموال اللازمة لطاغية مصر 
حسني مبارك ثم يتم تسليمها لطاغية إرتريا لتنفيذ البرامج الإجرامية . والآن ايضاً 
طاغية من الطغاة وداعم أساسي لنظام إسياس أفورقي هو الرئيس الليبي معمر القذافي 
يحتضر أسأل الله تعالى أن يعجل برحيله غير مأسوف عليه لكي يستريح منه الأحرار. 

كل هذه العوامل تصب في صالح المعارضة الإرترية فأين هي المعارضة ؟ أنا إطالب 
المعارضة بالآتي : 

•  إرسال وفود دبلوماسية إلى كل من مصر وتونس وليبيا لمباركة ثورتهم وإنتصارهم وفتح آفاق جديدة  مع هذا الوضع الجديد. 
•    مخاطبة السفارات العربية والغربية وتوضيح جرائم النظام ضد شعبه ، وإذا أكثرت من 
طرق الباب يوشك أن يفتح. 
• تعبئة الجماهير الإرترية بالأحداث الأقليمية المتسارعة وإرشادها بما يلزم فعله 
تجاه وطنها فهي تنتظر من المعارضة التوجيه ولسان حالها يقول (وقت الحارة بندورة). 
وإذا عدنا إلى الجرائم إلتي إرتكبها وما زال يرتكبها إسياس أفورقي في حق شعبه 
لوجدنا أنها تفوق المعايير الموضوعة دولياً في تعريف وتحديد مرتكبي جرائم الحرب 
الإنسانية والإبادة الجماعية ، حيث أنه من بداية التحرير إعتقل الشيوخ والمعلمين 
وتم قتل بعضهم والبعض الآخر لقي حتفه في غياهب السجون تحت التعذيب الوحشي من قبل 
الأجهزة القمعية للنظام والبعض الآخر مجهول المكان . ثم إذا وضعنا في الإعتبار 
الأعداد الكبيرة لقتلى حرب بادمي في خلال فترة قليلة الذي هو موضع تساؤل ، ولا سيما 
قرار الحرب كان بيد إسياس لوحده في غياب مؤسسات الدولة المنوط بها هذا الشأن واتخاذ 
القرار اللازم حياله. وأيضاً مقتل كثير من الشباب في صحراء إفريقيا وغرق الكثير 
منهم في البحر الأبيض المتوسط تقع على مسؤولية إسياس لأنه هو المتسبب المباشر في 
ذلك بسياساته العرجاء ، عليه أرجو من الجهات ذات الإختصاص الحقوقي والمجتمع المدني 
وجميع من لديهم المعلومات بأن يتعاونوا في جمع المعلومات اللازمة وأن ترتب وتجهز كل 
الملفات التي تتعلق بهذا الشأن وتقديمها للمحاكم الدولية لملاحقة المسؤولين بدءاً 
بإسياس ، وهذا ينبغي أن يكون قبل سقوطه. والجانب الإقتصادي لإرتريا في الحضيض 
والدولة الوحيدة التي لايتحرك فيها المؤشر الإقتصادي هي إرتريا ، والشعب الإرتري 
يعيش تحت خط الفقر بالرغم من أنه كان يعد الشعب الإرتري بأن يجعل إرتريا سنغافورة 
إفريقيا وكان يتبجح بأن حكومته نزيهة وغير فاسدة . 
أقراء ما قاله إسياس أفورقي بتاريخ 4/6/2002م في لقاء مع قناة الجزيرة عندما سئل 
ماذا سوف يعمل بالأموال التي تم إستلامها من البنك الدولي بقيمة 60 مليون دولار 
يقول أسياس أفورقي: (هذه مشاريع تستثمر في تسريح المقاتلين من طرف، ومساعدة 
اللاجئين اللي عادوا من السودان خاصة، ومساعدة المواطنين اللي تضرروا من الحرب طوال 
الـ4 أعوام اللي مضت، فالمشاريع والبرامج هي واضحة، فيه شفافية في التعامل، وشفافية 
أمام شعبنا أولاً قبل كل شيء قبل أن نكون مسؤولين أمام البنك الدولي والاتحاد 
الأوروبي مسؤولين أمام شعبنا ويستفاد من أي قروض تأتي من الخارج لتغير لمستوى معيشة 
شعبنا في كل المعايير). وعندما سئل عن الشفافية وفي كيفية أوجه الصرف يقول إسياس : 
(الأموال موجودة، نحن ما مجتمع مفسد أو فاسد، المجتمع نقي، حكومة نقية، لا تستخدم 
أموال الناس ولا أموال الشعب تمشي في جيوب المسؤولين إطلاقاً، نحن مسؤولين أمام 
شعبنا) . الذي يقرأ كلامه يصدقه ولكن الذي يعرف الواقع يشيب له الولدان حيث نهب 
الأموال والثروات ، والشعب المسكين يتسول على النظام للحصول على قوت يومه والنظام 
يتفضل عليهم بالرغم أنها مساعدات من البنك الدولي . وأما الجنود فهم عبيد عند 
قادتهم ، الراتب الشهري للجندي المتزوج 500 نقفة ما يعادل (12.5$) ، والجندي الأعزب 
400  نقفة ما يعادل (10$). وطبيعة عملهم وقود للحرب عندما ينادي المنادي لغزو إحدى 
دول الجوار أو يتم استخدامهم كعمال مزارع ومربوا المواشي وعمال البناء وبحارة في 
صيد السمك في فترة إستراحة المحارب ، وكل هذه المشاريع على رأسها أحد الجنرالات 
الخمسة وتدر لهم ملايين الدولارات سنوياً. 
وأقول لدولة قطر الشقيقة إن الشعب الإرتري والقطري تربطهم وشائج الإخوة والمحبة 
والمصير المشترك وأياديكم البيضاء التي كانت خير معين للشعب الإرتري في نضالاته ضد 
الإستعمار الإثيوبي لن ولم ننساه أبداً . وإن كان تصرفات إسياس قد أساءت للعلاقات 
البينية بين الدولتين إلا أن هذا التصرف المشين من قبل إسياس لا يمثل أخلاقيات 
الشعب الإرتري وإنما هي تصرفات نكرة من شخصٍ نكرة حتى وإن كان في سدة الحكم بحكم 
الأمر الواقع. ولكن لأن إسياس يتعامل بعقلية متسلطة يريد أن يعكس بأن كل الشعب 
الإرتري هو على شاكلته ويعمل بالمثل : (علي وعلى أعدائي ) . حتى يسيء إلى جميع 
الإرتريين المقيمين في دول المهجر. ولكن الشعب الإرتري شعب عفيف ويتميز عن غيره 
بجدية في العمل ومسالم مع الجميع ومتدين . عليه أطالب وأرجو من السلطات القطرية أن 
لا تستهدف الإرتريين المقيمين عندها جراء سلوك إسياس المشين.     
وفي الختام لا يفوتني بأن أشيد بالحراك الشبابي في المواقع العنكبوتية من مجموعة 
الفيس بوك وبالمناشط والحراك في جميع أنحاء العالم فهي مفخرة بحق لهذا الشباب 
الطموح الذي يطمح ويرنو لغدٍ مشرق في وطنٍ يعمه العدل والأمن والرخاء. 

دم الثوار تعرفه فرنسا(إرتريا)وتعلم أنه نور وحق 
وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق 

 

وبالله التوفيق

28/04/2011م

 

 

 

 
 
aaa
زيارات إسياس المتكررة إلى إثيوبيا ومآلاتها المستقبلية
خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم وشهادات المنصفين من غير المسلمين
رمضان في زمن الكورونا
بعد عام من إغلاق الحدود بين إرتريا والسودان من المستفيد ؟
ملامح الإتفاقية الإرترية الإثيوبية وتطلعات الشعب الإرتري
2024 © حقوق الطبع والنشر محفوظة للمؤتمر الإسلامي الإرتري | By : ShahBiz