| 
 
 |  23 Nov 2024
الوحدة الاسلامية اشواق الماضى وعقبات الحاضر - أبوصهيب صالح عثمان
28/04/2011
1806
 

 

يعتبر ميلاد حركة الجهاد الاسلامى الارترى انبعاثا جديدا للمسلمين فى ارتريا بعد مسلسل التردى والانحدار الذى خلفته انشقاقات الثورة والحرب الاهلية التى انتجت شرخا كبيرا فى الصف المسلم لازلنا تنجرع مراراته والقت بالمسلمين خارج دائرة الصدارة والريادة.

كان ميلادها كالعاصفة امتزجت فيها روح الانتصار للكرامة بروح ثورية اسلامية أريد  لها ان تنال ثقة الشعب الذي سئم مسلسل الانشقاقات المتوالية والرايات المتناحرة والاوضاع المزرية التى حالت دون تحقيق الوحدة الوطنية والاستقلال وانفردت الشعبية بالساحة واعتدت على اعراض المسلمين  وفى ظل هذه المآسى المتتابعة برزت الحركة تداعيا جماعيا للمسلمين متخطين حواجز المدارس الفكرية والكيانات التنظيمية الى رحاب الكيان الجامع والمشروع الاسلامى الكبير -حركة الجهاد الاسلامى الارترى- تلك اللوحة الجميلة التى احتضنت جميع فئات المسلمين ووحدت وجدانهم ومشاعرهم بعد ان فرقهم اليأس والاحباط.

ان اللحظات الاولى للميلاد بلا شك لها اهميتها فهى البداية التى علقت بوجداننا واللحظة التى تثير كوامن اشواقنا نقطة البداية حيث بدأنا احلامنا وآمالنا سويا واختلطت دماؤنا وأشلاؤنا كم هو شوقنا الى لحظة تلاقت فيها افئدتنا وارواحنا واجسادنا بداية اتسمت بصفاء السريرة وصدق النوايا انها لحظة ميلاد المولود الصارخ الذى رسم الابتسامة على الشفاه واعاد الامل الى النفوس مؤذنا بعهد جديد يودع فيه المسلمون حياة التفرق والشتات  لكن الايام الجميلة واللحظات السعيدة التى عشناها فى ظل الوحدة لم تكن طويلة فسرعان ما هاجت الامواج وهبت العواصف وتكدرت المياه وظهر الصيادون فى المياه العكرة وجاءت لحظة الانشقاق الاول الذى قادنا الى ما قبل لحظة الميلاد واوصلنا الى مانحن عليه من تفرق وضياع.

صحيح ان النشأة كانت عاطفية والبداية متسرعة ولكن الفرصة كانت مواتية للوحدة الاسلامية وقيام هذا الكيان . والوحدة من القضايا الكبرى التى شغلت الضمير الاسلامى فى القرون السالفة وحتى الان وقد عالجتها اطروحات وكتب ومقالات كثيرة على مستوى العالم الاسلامى وكانت من اولويات الحركات والجماعات الاسلامية فى كل انحاء العالم الاسلامى والمسلمون فى ارتريا لم يكونوا بمعزل عن هذا الاتجاه بل كانوا احوج الناس اليها لذا تنادى الجميع الى ايجاد كيان جامع للعمل الاسلامى لمواجهة المظالم والاعتداءات التى تعرض لها المسلمون عبر التاريخ وبلغت ذروتها فى ظل الجبهة الشعبية التى عملت على  هدم قيم المسلمين  .غير ان المنطلقات التى انطلقت منها الدعوات الوحدوية كانت تعتمد على المبررات والمسوغات واثارة العواطف وتهييج المشاعر دون النظر الى الوسائل والعوامل التى تضمن استمرار الوحدة وايجاد الاليات المناسبة لاحتواء الازمات داخل الكيان وقد اثمرت هذه الجهود فى تاسيس الحركة واحداث الضجة الجماهيرية والثورة العاطفية ولكنها لم تنتج بناء مؤسسا ووحدة حقيقية اذ لم تكن هناك اسسا فكرية قوية وقنوات عملية لتفادى الاشكالات واحتواءها ومؤسسات فاعلة تتعامل مع افرازات هذا الخليط من الافكار وهذا الحشد القادم من بيئات متعددة ومتنوعة مماجعل الوحدة عرضة للانهيار فى وقت وجيز وبالطبع فهذا لايعنى أن عوامل النشأة واختلاف المدارس وعدم القدرة على ادارة التنوع هى العوامل الوحيدة التى تسببت فيما حصل للحركة من انشقاق بل يبدوا ان هناك من وظف هذه التناقضات وعمل فى تأجيج الصراعات الفكرية وتعميم الاخطاء الفردية وممارسة الكيد والتآمر الداخلى الذى صار نهجا متبعا فيما بعد وهاجسا دائما ولعل هذا من عوامل استمرار مسلسل الانشقاقات بعد الانشقاق الاول فلو كان الامر صراعا فكريا لانتهى بعد الانشقاق الاول ولكن استمراره يعنى ان عناصره مترحلة وبغض النظر عن الاختلاف والاتفاق حول هذه النقطة فهو رأيى الشخصى فقد  كانت النتيجة خسارة المشروع الاسلامى بانهيار الكيان الكبير وفقدان الثقة والمصداقية0 وهكذا قدر للحركة ان تبدا مسيرتها متسرعة وتشق طريقها متعرجة ويستعصى على سفينتها الابحار موحدة فتناثرت وتبعثرت واتخذ كل فريق جانبا من السفينة مركبا ابحر به نحو وجهته التى ارادها يلقى باللائمة على الاخر ولم يصل الشاطئ احد بعد. وصار حتى مجرد النظر الى الخلف امرا عسيرا  واضحت الوحدة الاسلامية رهن مخلفات هذا الماضى اذلاتزال المفاهيم التى  انتجت هذا الواقع لها سطوتها داخل الفصائل الاسلامية وبات الحاضر نسخا مكررة من الماضى وسوف لن نتجاوز هذا الواقع حاضرا ومستقبلا الابالحوار الصريح مما يحتم علينا ازالة العقبات التى تقف حجر عثرة امام الحوار وتهيئة الاجواء المناسبة والارضية الملائمة للحوار وذلك بالكف عن التشكيك وتحري الانصاف والبعد عن التعالى والوصاية والعمل على التكامل والتواصل والحوار وصولا الى الوحدة الاسلامية وهذا يتطلب بناء التنظيمات الاسلامية بناءا مؤسسا واشراك الاجيال الجديدة فى صناعة القراروانهاء حكم الافراد ومراكز القوى والتكتلات الانتهازية التى همها التحكم على مفاصل التنظيمات وتوجيهها نحو اهواءها ونزواتها التى لاتمت بصلة الى المشروع الاسلامى وتقديم ذوى المقدرات العلمية والكفاءات الادارية فى المؤسسات التنظيمية بعيدا عن الترضيات والمحاصصات  لانى اعتقد ان من يريدون ان تبقى كياناتهم  على حالها حفاظا على وضعيتهم  موجودون ولن يتم تجاوز هذه الفئة الابالمؤسسات الفاعلة التى تتخذ قرار الوحدة دون شروط  والفصائل الاسلامية الموجودة فى الساحة متعددة ومتنوعة فى قدراتها المادية والبشرية وليس بامكان اى فصيل  تحقيق المشروع الاسلامى لوحده وبقدراته الذاتية فلذا يعتبر تحقيق الوحدة الاسلامية ضرورة حتمية وواقعية لضمان قوة المشروع الاسلامى واستعادة حقوق المسلمين المسلوبة وحماية وجودهم وقيمهم من الاستهداف كما ان الوحدة الاسلامية ستسهم اسهاما مباشرا فى تحقيق الوحدة الوطنية والحفاظ على ارتريا ارضا وشعبا  ان فلنعمل جميعا من اجل الوحدة الاسلامية وفتح باب الحوار الصريح لانهاء ازمات العمل الاسلامى ومعانات الشعب الارترى حوار يبدا بنقد التجربة نقدا موضوعيا يقف على سلبياتها وايجابياتها ويحدد مكامن الخلل ويطرق النقاط الساخنة ويفتح الملفات الكامنة ويطرح القضايا الملحة الى ان يثمر وحدة حقيقية متدرجة وسريعة ويقع هذا العبء اولا على المؤسسات الشورية بان تتبنى وتجيز قرار الوحدة دون شروط مسبقة ثم القيادات التنفيذية  والتى عليها ان تتجرد من اسر الماضى ولا تتوانى فى تنفيذ القرار ثم الكوادر والقاعدة الجماهيرية لكل فصيل ولا بد من دعم اى بادرة من اى فصيل تجاه الوحدة الاسلامية ومساندتها وتعزيزها حتى تستبدل ثقافة التشكيك والمكايدات بثقافة الحوار والتقارب والوحدة ونعود كما بدانا مشروعا اسلاميا موحدا  وليس ذلك على الله بعزيز اذاتوفرت الارادة من الجميع وبدانا التغيير من انفسنا والوحدة سلوك قبل ان تكون شعارات نتغنى بها ونرفعها للاستهلاك الداخلى  دون السير خطوات عملية فى سبيل تحقيقها وللاسف لم تعد الوحدة خيارا استراتيجيا  من الناحية العملية على الاقل ولذا جل المساعى تنحسر وتنتهى عند التحالفات المرحلية التى تفرضها ظروف الاحداث السياسية.

الوحدة يجب ان تبنى على اسس متينة ومؤسسات قوية تستطيع ادارة التنوع  وتقضى على مظاهر التكتل  والشلليات وتقضى على الانتهازية التىتفرق الصف والمحسوبية والمنسوبية ونظام الترضيات والمحاصصات الذى هو احد مشكلات العمل الاسلامى الجماعى والدعامة الاساسية لتمكين التكتلات من مفاصل التنظيمات وبالتالى اعاقة المؤسسية بالرضوخ لهذه الكتلة او تلك او التلويح بالانشقاق  من قبل الكتل  ان المؤسسية والقيادة القوية التى تتخذ القرار المناسب فى الوقت المناسب دون مجاملة وفق المؤسسية والعدالة التنظيمية هو بداية الحل والخروج من انتهازية العناصرالتى همها شهواتها ونزواتها ولا يهما المشروع الاسلامى.

واخيرا ليس من السهل جدا ان يعمل الناس لاعادة القلوب المتنافرة وجمع الاجزاء المتناثرة واعادة تشكيلها فى قالب واحد وكيان موحد  هناك الكثيرون الذين الذين يتقنون فنون التفريق والتشتيت ورسم خطط الفتنة  وابتداع اساليبها لكن قليلون هم من يتجردون عن اهواءهم وشهواتهم ويعملون على درء الفتن والتقريب بين المتباعدين  واملنا فى الله كبير  بحدوث هذا التغيير على يد الخيرين من القادة والكوادر والجماهير  وميلاد الوحدة الاسلامية من جديد  من اجل ولادة جديدة للعمل الاسلامى فى ارتريا.

ابوصهيب

 

 
 
aaa
زيارات إسياس المتكررة إلى إثيوبيا ومآلاتها المستقبلية
خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم وشهادات المنصفين من غير المسلمين
رمضان في زمن الكورونا
بعد عام من إغلاق الحدود بين إرتريا والسودان من المستفيد ؟
ملامح الإتفاقية الإرترية الإثيوبية وتطلعات الشعب الإرتري
2024 © حقوق الطبع والنشر محفوظة للمؤتمر الإسلامي الإرتري | By : ShahBiz